أقام بيت الشعر العربي أمسية شعرية بعنوان شاعرات اليوم لمجموعة من الشاعرات من مختلف الأجيال هن غادة نبيل, هدي حسين, هبة عصام, عزة حسين. أدار الأمسية الشاعر محمود قرني, الذي افتتحها بقوله: شاعرات اليوم ليس مجرد عنوان يستهدف تأكيد الإنعطافة الظاهرة في الموقف الذكوري بخصوص نظرته للمرأة, فالأدب الأنثوي له تاريخه المعروف. وليس المقصود بهذا القول طرح أشكالية الصراع بين ثنائيتي الذكورة والأنوثة, إذ لايوجد تناقض حقيقي في الابداع وفي الموقف من العالم بين طرفي هذه الثنائية. وأضاف قرني أن مثل هذه الأمسيات والأنشطة الثقافية تهدف إلي توضيح تاريخ الأدب العربي الذي يسجل مشاركة بارزة لأكثر من240 شاعرة إلا إنه عاد ليقول أنه لايمكن رغم ذلك إنكار الظلم الذي وقع علي هؤلاء الشاعرات, والذي تمت ممارسته ضدهن وفق مفاهيم قبلية. لكن هذه الصورة تغيرت مع جيل التنوير الأول الذي برز في مصر في الفترة بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. هذا الجيل الذي وعي ضرورة اشراك المرأة في عملية التحدث والتنوير كي تنال النجاح. مما أتاح للمرأة منذ حينها أن تسهم بفاعلية في النشاط الثقافي. وضرب محمود قرني مثالا بالكاتبة الرائدة هند نوفل التي أصدرت مجلة الفتاة بالإسكندرية عام1892 كأول مطبوعة عربية موجهة للمرأة. ثم توالت علي مصر أسماء أسست للأدب الأنثوي ثم النسوي رغم أن الأدب كان دوما منطقة سيطرة للذكور يكادون يستحوذون عليه بالكامل. إلا أن هؤلاء النسوة استطعن أن يصنعن تراثا زاخرا يشتبك مع الواقع ويطرح قضايا المرأة بقوة في كثير من الأعمال التي خرجت للنور خلال القرن المنصرم. ويكمل قرني: ومع تغير الظروف السياسية واتجاه الكتاب لانتزاع المزيد والمزيد من الحرية, ومع التمرد علي القوالب القديمة الجاهزة في الأدب العربي. وظهور قصيدة الشعر الحر لم تعد الشاعرة رهينة النظرة القبلية التي تعد هذه القوالب( في إشارة للشعر العمودي والقصيدة القديمة) مجالها الحيوي ومكمن تراثها القيمي الثقيل, فانتقلت الشاعرة العربية لفضاء أوسع تدرك جمالياته وتطرح رؤاها من خلاله, وأنهي كلمته بقوله: هذه الأمسية تكرس لمشهد جديد يرث هذه الحقيقة التاريخية.ومن جانبه قال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي رئيس بيت الشعر هذه الأمسية لشاعرات اليوم تعني أنها لجانب مهم خصب وفعال بقدر ماهو مجهول في شعرنا وفي حياتنا, والشعر هو صوت الفرد أي صوت الإنسان وهو أيضا صوت الجماعة, والشاعر يقترب من الشعر بقدر مايستطيع أن يمزج بين فرادته وعمق اتصاله بجماعته. وأضاف حجازي: كانت المرأة دوما هي المعبر عن صوت الجماعة, إذ استأثرت بشعر البكائيات, وكانت تمزج شعر الحماسة بالحب بشكليه العاطفي والجسدي, ودائما نجد من يقول أن اللغة صنعة الرجل, لكن هناك لغة أخري هي صنعة المرأة, لذلك علي المرأة أن تغامر في مجالات مختلفة وفروع أخري للشعر فالغزل والحرب ليسا مقصورين علي الرجل. وألقت كل شاعرة من المشاركات قصيدتين من أعمالها ثم تبعتها فقرة موسيقي.