كشف عالم المصريات ومدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية الدكتور لؤى محمود سعيد أسرارا جديدة عن شخصية قارون وبحيرته مؤكدا أن أمنمحات الثالث لا علاقة له من قريب أو بعيد بشخصية قارون لأنه من الثابت من خلال آثار هذا الملك العظيم والبرديات العلمية والأدبية أنه أشهر ملوك الأسرة 12 وكان له نشاطا عسكريا وتجاريا واستصلاح أراضى يشهد عليها هرمه الخالد ومعبده الجائزى فى هواره وهرمه فى دهشور . وأوضح أن أمنمحات الثالث نال بعد وفاته تقديسا فى منطقة هوارة واستمر ذلك حتى العصر الرومانى ولقد استقر الملك فى مثواه الأخير فى هواره جنوب شرق الفيوم , مشيرا إلى أنه استعرض تلك الأسرار فى ورقته البحثية التى ألقاها فى ختام مؤتمر "تراث الفيوم أيقونة الحضارة المصرية " بدير العزب بالفيوم. من جانبه , قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر إن الباحث فى ورقته البحثية أشار إلى كتابات المؤرخ الإغريقى هيرودوت أثناء زيارته لبحيرة قارون فى القرن الخامس قبل الميلاد وقد سمع إدعاءات بأن قارون هو أمنمحات الثالث فسأل مرافقيه عن مكان الرديم الذى خرج من حفر بحيرة موريس (بحيرة قارون ) وقد كان لديه علم سابق بأن شئ كهذا قد حدث فى المدينة الآشورية نينوى عاصمة آشور إذ أن ملك نينوى أبولو كان يملك أموالاً طائلة محفوظة فى كنوز تحت الأرض . وأضاف أنه ربط بين القصتين فى نينوى وبحيرة موريس عن كيفية وصول اللصوص للكنز عن طريق الحفر تحت الأرض ولم يشر هيرودوت بشكل مباشر إلى علاقة البحيرة بقارون. وأوضح الدكتور عبدالرحيم أن الباحث رجع إلى المصادر التاريخية التى أكدت أن اليهود انتشروا فى مصر فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد قبل مجئ هيرودوت و كانت لهم جاليات فى عدة مناطق بمصر من ضمنها الفيوم , وقد شاع فى الفيوم قصة تربط بين بحيرة موريس وقصة قورح المذكورة فى التوراة وقارون المذكور فى القرآن الكريم مع الإختلاف بين الشخصيتين . وتابع أنه فى سفر الخروج ذكر أن "قورح من سبط لاوى" تزعم التمرد على نبى الله موسى وهارون فعاقبه الرب بأن انشقت الأرض وابتلعت كل جماعة قورح وبيوتهم وكل ما كان مع قورح , موضحا أن هذه الإشاعات أنتجت فكرة أن المعبد الجنائزى لهرم هوارة المعروف باللابيرانت الخاص بالملك أمنمحات الثالث هو قصر قارون وبالتالى فإن أمنمحات الثالث هو قارون ووصف القصر باحتوائه على 1500 حجرة فوق الأرض وعدد مماثل تحت الأرض ويحتاج إلى مرشد لدخول هذه المتاهة ساهم فى تعميق هذه الفكرة. و ذكر أن الباحث أوضح أن هيرودوت نفسه أكد أنه لم يسمح له بدخول الجزء السفلى من اللابيرانت (معبد أمنمحات الثالث ) والذى يضم الكنوز المخبأة واعتمد فى رواياته على الدعاية التى سبقت مجيئه إلى مصر . وأشار الدكتور ريحان إلى أن الدراسة ألقت الضوء على مدينة الفيوم التى أخذت اسمها من الاسم المصرى القديم لإقليم الفيوم " شِدَت "وتعنى الجزيرة التى كانت تقع عند تأسيسها فى بحيرة موريس الشهيرة التي أسسها قدماء المصريين وعرفت باللغة المصرية القديمة باسم موريس أى البحر العظيم ولأن هذه البحيرة كانت مليئة بالتماسيح اتخذ أهل الإقليم المعبود سوبك رباً لهم وكان يصورعلى هيئة تمساح أو هيئة آدمية برأس التمساح لذلك كانت تعرف باسمها الدينى " بر سوبك " أى مدينة التمساح. وأضاف انه بالنسبة لتسميتها بالفيوم فيرجع إلى أنها اشتقت من الاسم القبطى " بيوم " يعنى قاعدة البحيرة وقد حرفت فيما بعد إلى فيوم ثم أضاف إليها المسلمون أداة التعريف لتصبح الفيوم , أما الاسم المعاصر للبحيرة وهو" قارون "وهى جزء من بحيرة موريس القديمة فهو إشارة صريحة لشخص قارون الذى ذكر فى القرآن الكريم.