صوت سكان شبه جزيرة القرم الاوكرانية الاحد باغلبية ساحقة لصالح الانضمام الى روسيا مع تزايد التوتر في شرق اوكرانيا ووسط اسوأ ازمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وذكرت سلطات شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا ان 93% من سكان القرم ايدوا الانفصال عن اوكرانيا وضم القرم الى روسيا في اخطر عملية اعادة رسم خارطة اوروبا منذ اعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008.
وقال رئيس حكومة منطقة القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف الاحد ان الاستفتاء "سيدخل التاريخ".
واضاف "اليوم اتخذنا قرارا مهما للغاية سيدخل التاريخ"، وذلك في رسالة على تويتر بعد ان اظهرت الاستطلاعات عند ابواب مراكز الاقتراع ان 93% من سكان القرم صوتوا لصالح الانضمام الى روسيا.
واعلن اكسيونوف ان القرم ستطلب رسميا الاثنين الحاقها بروسيا. وقال "سيجتمع برلمان القرم الاثنين في جلسة طارئة لاعتماد تقديم طلب ترشح رسمي للانضمام الى روسيا الاتحادية".
ونزل الالاف مساء الاحد الى شوارع عاصمة القرم سيمفروبول وسيباستوبول للاحتفال بنتائج الاستفتاء، بحسب مراسلي فرانس برس.
وفي سيمفروبول حمل انصار موسكو الاعلام الروسية واعلام القرم، كما نزل الالاف الى شوارع سيباستوبول الميناء الذي يستقبل الاسطول الروسي في البحر الاسود وهم يطلقون هتافات مرحبة بالانضمام الى روسيا في اجواء من الفرحة الغامرة.
وتعتبر سيمفروبول مقر البحرية الروسية منذ القرن الثامن عشر كما تسكنها غالبية من الروس كبقية مدن القرم.
ووصفت الدول الغربية والحكومة الجديدة الموالية لاوروبا في كييف الاستفتاء بانه "غير قانوني" نظرا لان شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الفعلية للقوات الروسية منذ بداية الشهر.
وبدأت الادانات الدولية للاستفتاء تتدفق من مختلف عواصلم العالم حتى قبل اغلاق لجان الاقتراع.
فقد رفضت واشنطن الاستفتاء، واصفة التحركات الروسية في الازمة بانها "خطيرة ومزعزعة للاستقرار".
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "هذا الاستفتاء يتعارض مع الدستور الاوكراني، والمجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استطلاع جرى تحت المضايقات وتهديد العنف بسبب تدخل الجيش الروسي الذي ينتهك القانون الدولي".
وصفت بريطانيا الاستفتاء بانه "استهزاء" بالديموقراطية، رافضة الاعتراف بنتيجة الاستفتاء.
وفي تصريح في بروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين، دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاستفتاء وقال انه ينتهك الدستور الاوكراني.
وصرح في بيان اصدرته وزارة الخارجية "لا شيء في الطريقة التي جرى بها الاستفتاء يمكن ان يقنع احدا بانه اجراء شرعي".
وفي وقت سابق من الاحد دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري موسكو الاحد الى سحب قواتها الى قواعدها في شبه جزيرة القرم مقابل اجراء اصلاحات دستورية في اوكرانيا لحماية حقوق الاقليات، بحسب ما افاد مسؤول اميركي.
وجاء عرض كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الاحد فيما شارك سكان القرم في استفتاء للانفصال عن اوكرانيا والانضمام الى روسيا.
ويبدو ان هذا العرض لقي صدى ايجابيا من موسكو حيث ذكرت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف وكيري اتفقا على البحث عن سبل لنزع فتيل الازمة الاوكرانية من خلال اطلاق الاصلاحات الدستورية في اسرع وقت ممكن بدعم من المجتمع الدولي.
من ناحيته قال الاتحاد الاوروبي انه سيتخذ قرارا بشان فرض عقوبات على روسيا الاثنين من بينها احتمال مصادرة الارصدة الاجنبية لمسؤولين كبار في الكرملين وحظر سفر وزراء كبار.
وقال الاتحاد الاوروبي في بيان "نحن نؤكد على ادانتا الشديدة للانتهاكات غير المبررة لسيادة اوكرانيا .. وندعو روسيا الى سحب قواتها المسلحة واعادتها الى قواعدها التي كانت فيها قبل الازمة".
وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتين اكد في اتصال هاتفي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "ان روسيا ستحترم خيار سكان القرم"، وفق ما اعلن الكرملين الاحد. وجدد بوتين التاكيد ان الاستفتاء سيحترم بالكامل القانون الدولي.
ويتهم بوتين بتدبير الاستفتاء للسيطرة على ارض اوكرانيا ومعاقبة قادة اوكرانيا على رفضها اقامة علاقات اوثق مع موسكو.
وصرح "رئيس الوزراء" الموالي للروس في القرم سيرغي اكسيونوف بعد التصويت في سيمفروبول "انها لحظة تاريخية الجميع سيكون سعيدا". وقال "انها بداية حقبة جديدة" في حين صد حراسه رجلا كان يلوح بعلم اوكرانيا.
وانتشرت القوات الروسية والميليشيات الموالية للروس امام مراكز الاقتراع، بينما قامت القوات الروسية بحراسة الحدود غير الرسمية بين القرم وباقي اوكرانيا.
وشهد شرق البلاد تظاهرات موالية للروس ضمت الاحد الالاف من انصار التقارب مع موسكو في دونيتسك زخاركيف ولوغانسك.
وفي خاركيف طالب نحو الفي متظاهر موالين للروس بحكم ذاتي اكبر رافعين العلم الروسي.
وضم تجمع اخر الف شخص ظهرا في دونيتسك وقرأ منظموه بيانا يدعم السلطات الموالية للروس في القرم.
وجاء في النص "نعلم نوايا سكان القرم الانضمام الى روسيا وندعمهم لان غالبية سكان دونباس متضامنون معهم".
واقتحم متظاهرون مؤيدون لروسيا الاحد مقري النيابة واجهزة الاستخبارات في مدينة دونيتسك وذلك اثر التظاهرة.
وتمكن المتظاهرون من دخول المبنيين من دون مقاومة تذكر من جانب قوات الامن، وقد طالبوا بالافراج عن زعيمهم بافلو غوباريف الذي اعلن نفسه "حاكما" للمدينة.