وأوضحت الحاجة نبيلة من طنطا والتي تعاني من المرض منذ4 سنوات أن العلاج كان يأتي بنتيجة طيبة في البداية لكنه الأمر تغير بعد ذلك حيث أصبح التحسن مؤقتا. وعن أسباب ذلك قالت لا أعلم إذا كان السبب منذ البداية البلهارسيا أم الوراثة فهناك افراد في العائلة مصابون بأمراض الكبد مشيرة إلي ان العلاج يتكلف85 جنيها في الأسبوع وهو مايمثل عبئا كبيرا علي زوجها. تركنا طنطا واكتشفنا أثناءالزيارة أن اهتمام الدولة بالبحث العلمي المتخصص فيما يتعلق بأمراض الكبد ومنطقة الدلتا بدأمنذ الثمانينيات حيث الحرص علي إنشاء معاهد الكبد المتخصصة ومنها معهد الكبد بشبين الكوم الذي انشيء عام1986 أي قبل إكتشاف فيروسC وكان مخططا له أن يؤدي دورا تعليميا وبحثيا في مجال أمراض الكبد في الدلتا إلا ان الدكتور إمام واكد عميد المعهد أكد أن توطن المرض وكثرة الحالات المترددة جعلته يستقبل أكثر من150 ألف مريض سنويا كما يجري به أكثر من100 عملية زرع كبد رغم إمكاناته المتواضعة حيث لايوجد به سوي110 أسرة فقط الأمر الذي كان سببا في التفكير في إنشاء مستشفي حديث علاجي متخصص ينتهي خلال ثلاث سنوات. ويضيف د. إمام واكد ان الدور العلاجي للمعهد يتوازي مع الدور الأساسي له وهو الدور البحثي في أمراض الكبد المختلفة وبخاصة الفيروسية حيث ان90% من أمراض الكبد فيروسيه سواء كانت فيروسC أو فيروسB فهناك أبحاث معملية خاصة باكتشاف المرض ودراسة علاقته بالأمراض الأخري وجراحات الكبد للكبار والأطفال حيث يضم المعهد قسم كبد للأطفال فمن اللافت للنظر ظهور حالات خاصة بأمراض الكبد عند الأطفال في مصر. وبسؤاله عن نتائج26 عاما من الأبحاث للمعهد في حل هذه المشكلة أوضح واكد انه كان هناك معوق كبير يتعلق بتمويل الأبحاث مشيرا إلي اهتمام الدولة أخيرا بهذا الأمر من خلال إعطاء منح بحثية الأمر الذي قد يحدث نقله كبيرة في مجال الأبحاث سواء علي المرض أو علاجه. وأضاف حصلنا علي تمويل ل-7 أبحاث هذا العام بالإضافة إلي الموافقة علي إقامة معمل متخصص لتشخيص أمراض الكبد الخلقية عند الأطفال وذلك إلي جانب مشروعات التعاون البحثي مع جامعات ومراكز الأبحاث العالمية في هذا الميدان, وأكد إمام ضرورة تكثيف الاهتمام بالمرض وعلاج المرضي والاكتشاف المبكر له والتوعية بأعراضه وطرق الوقاية منه واسبابه نظرا لتأثيراته السلبية علي المرضي وأسرهم والدولة بوجه عام موضحا أن التشخيص المبكر والتوجه لمراكز العلاج المختلفة يقلل المضاعفات ويزيد فرصة التحسن. وشدد إمام علي أهمية برامج التوعية للمواطنين وتأكيد السلوكيات الصحية السليمة لتحجيم هذا المرض وتقليل انتشاره. وهو ما اتفق معه الدكتور جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد ومؤسس معهد الكبد بالمنصورة مؤكدا أنه علي الرغم من إنفاق الدولة من400 إلي500 مليون جنيه علي علاج الأمراض الفيروسية غير أنني أدعو لمضاعفة هذا الرقم للقضاء علي وباء أمراض الكبد في مصر. وأوضح شيحة ان تدخل الدولة الحاسم كان في2006 بإعلانها عن المشروع القومي لمكافحة الفيروسات الذي اعتبره إنجازا عظيما لكنه جاء متأخرا كثيرا. مطالبا بضرورة الإستمرار في مشروع علاج الفيروسات مهما تكلف محذرا من الانسياق وراء مطالبات البعض بإعادة النظر في الأمر وأن يكف بعض المسئولين عن لهجة المن بكثرة الإنفاق علي أمراض الكبد. وحذر شيحة من تزايد معدلات الإصابة بسرطان الكبد في مصر حيث تسجل حالة كل45 دقيقة! بالإضافة إلي اكتشاف إصابات بأمراض الكبد عند الأطفال بنسبة عالية الأمر الذي يتطلب الاهتمام بعامل التوعية والوقاية في ظل ارتفاع تكلفة العلاج للأعداد الكبيرة بما يمثل عبئا كبيرا تنوء به أي دولة حتي لو كانت عظمي في اقتصادها.