انسحبت الدولة الإسلامية في العراق والشام اليوم الجمعة من مناطق عدة في شمال سوريا أبرزها مدينة حدودية مع تركيا،الى مناطق اكثر اهمية بالنسبة لها، وذلك عشية انتهاء مهلة حددتها لها جبهة النصرة للاحتكام الى هيئة شرعية، مهددة بقتالها في سورياوالعراق اذا ما رفضت. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني "انسحب فجر اليوم (الجمعة) مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة اعزاز بشكل كامل باتجاه المناطق في ريف حلب الشرقي". وتعد اعزاز الحدودية مع تركيا، ابرز معاقل الدولة الاسلامية في حلب. كما انسحب عناصر التنظيم الجهادي "من مطار منغ العسكري، فيما لا يزال مقاتلوه متمركزين في بلدة منغ القريبة من المطار، كما انسحبوا من بلدة ماير وقريتي دير جمال وكفين"، بحسب المرصد.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "ريف حلب يشكل نقطة الضعف (للدولة الاسلامية) وهم يخشون هجوما" من النصرة وبقية الكتائب المقاتلة بعد انقضاء المهلة. واضاف ان التنظيم "اتجه شرقا، نحو بلدات قريبة من ريف الرقة" مشيرا الى ان مقاتليه "تحصنوا في بلدتي جرابلس ومنبج" الواقعتين في اقصى ريف حلب الشرقي على تخوم محافظة الرقة التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في شكل شبه كامل.
واكد "مركز اعزاز الاعلامي" انسحاب التنظيم من المدينة. وكتب على صفحته على موقع فيسبوك "تم تحرير المدينة من كلاب البغدادي (في اشارة الى زعيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي) على يد ابطال الجيش الحر". وكانت الدولة الاسلامية سيطرت على المدينة في 18سبتمبر اثر معارك مع "لواء عاصفة الشمال" المرتبط بالجيش السوري الحر. وتدور منذ شهرين معارك عنيفة بين الدولة الاسلامية وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، ادت الى مقتل نحو 3300 شخص، بحسب المرصد. وحقق المقاتلون تقدما في حلب وريفها، بينما تفردت الدولة الاسلامية بالسيطرة على مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.
وأضاف "يبدو ان الاستراتيجية الوحيدة المتبقية للدولة الاسلامية هي الانسحاب من حيث تجد فيها نفسها ضعيفة، والانتقال الى مراكز قوتها". وامهل ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التي تعد ذراع القاعدة في سوريا، الدولة الاسلامية خمسة ايام تنتهي السبت للاحتكام الى "شرع الله" من خلال هيئة شرعية تضع حدا للخلافات بين الطرفين والاشتباكات بين الدولة ومقاتلي المعارضة، والذين ساندتهم النصرة في بعض المعارك. وحذر في حال عدم تجاوبها مع ذلك، ب"نفيها" من سوريا وحتى العراق.
واشار الخبير في الحركات السلفية والجهادية رومان كاييه الى ان المواقع الالكترونية المرتبطة بالجهاديين تتوقع ردا من الدولة الاسلامية "خلال الايام المقبلة"، على لسان المتحدث باسمها ابو محمد العدناني. ومنحت النصرة المهلة للدولة الاسلامية اثر مقتل ابو خالد السوري، وهو قيادي في "الجبهة الاسلامية" التي تقاتل منذ شهرين الدولة الاسلامية، نهاية الاسبوع الماضي بتفجير سيارة مفخخة في حلب، اتهمت الدولة الاسلامية بالوقوف خلفها. ويعد ابو خالد السوري من ابرز القادة الجهاديين، وقال عنه الجولاني انه "صاحب الشيخ اسامة بن لادن والدكتور الشيخ ايمن الظواهري". واعلن تنظيم القاعدة بلسان زعيمه الظواهري ان "جبهة النصرة" هي ممثله الرسمي في سوريا، وتبرأ من "الدولة الاسلامية" التي كانت اعلنت مبايعتها للقاعدة، ومن القتال الذي تشنه ضد الكتائب المعارضة.