قبل أيام من بدء موسم القبو ل بالجامعات الخاصة هناك عشرات التساؤلات تطرح نفسها حول الأوضاع هذا العام ونظام القبول والمصروفات والجودة وقضايا وتحديات وحقيقة المنافسة مع الجامعات الحكومية. كل ذلك طرحناه علي الدكتور حاتم البلك أمين مجلس الجامعات الخاصة والأهلية وكان الحوار: * تزايدت مصروفات الجامعات الخاصة بشكل يرهق أولياء الأمور أين انتم من ذلك؟ ** نحن لا نتدخل في تحديد مصروفات الجامعات الخاصة ولكن باستمرار يستهل الوزير الدكتور هاني هلال اجتماعات المجلس مشيرا لضروة الاعتدال في المصروفات كما ان هناك اتفاقا مع الجامعات بتثبيت المصروفات علي الطالب حتي تخرجه ونتابع ذلك باهتمام ويضيف الدكتور حاتم البلك: دعني اختلف معك فأنا اري عكس كلامك فهناك العديد من الجامعات الخاصة خفضت رسومها الدراسية بشكل كبير ويرجع ذلك للمنافسة وجذب الطلاب اليها ولدي معلومات محددة في ذلك عن قيام العديد من الجامعات بحيلة خفض المصروفات بعدما انشئ العديد من الجامعات فلدينا حاليا23 جامعة خاصة منها18 بدأت الدراسة فعليا بها وهناك5 جامعات في الطريق للسوق والمنافسة بعد صدور القرارات الجمهورية بانشائها. * هل يعني ذلك أن آليات السوق الحر تؤثر في الجامعات الخاصة؟ ** التنافسية الحرة وعدم الاحتكار لهما الفضل في التحكم في آليات سوق التعليم العالي بالاضافة طبعا إلي جودة التعليم باعتباره احد اهم عوامل الطلاب. * لكن ماذا عن الجودة في هذه الجامعات؟ ** هناك معايير محددة للجودة نطبقها في مرحلة ما قبل القبول منها اعضاء هيئة التدريس ونسبتهم للطلاب بكل تخصص ونحن نطبق حاليا ان تكون النسبة3% من اعداد الطلاب بالكليات العملية و2% في النظرية منهم50% معينين والباقون معارون ومنتدبون مع العلم باننا نحتسب كل ثلاثة منتدبين بواحد باعتبار ان المنتدب يعمل بعض الوقت يضاف إلي ذلك توفر الامكانات المادية من معامل وورش وغيرها وفق محددات لجان القطاعات العلمية وللعلم هناك جامعات كثيرة انتهت من مرحلة التقييم الذاتي وبدأت تستقبل زيارات المراجعين بالهيئة القومية لضمان الجودة. * دعني اسألك ماذا لو لم تلتزم الجامعات بنسب أعضاء هيئة التدريس؟ ** لن نسمح لها بقبول طلاب إلا حسب الامكانات المتاحة لدي الجامعة وهذا ينطبق ايضا علي الامكانات المادية نحن نعمل من خلال معايير دقيقة ومحددة اعضاء هيئة التدريس والامكانات المتاحة من معامل وغيرها تحددان اعداد الطلاب المقبولين بكل جامعة كما اننا نتابع كل شيء من مقررات دراسية ونتابع الاوضاع داخل كل جامعة من خلال مستشار الوزير والذي يتم تعيينه من قبل الوزارة في كل جامعة للتأكد من تطبيق المعايير ويقوم بتقديم تقرير دوري كل فصل دراسي وفي حالة وجود اي ملاحظات يتم التنسيق من اجل ازالتها. * ولكن كيف تتميز هذه الجامعات؟ ** تتميز في تخصصاتها ونظامها الدراسي الذي يعتمد علي الساعات المعتمدة وفي امكاناتها وفي اشياء كثيرة اخري. * هل حقيقي ان الجامعات الخاصة أصبحت منافسا قويا للحكومية؟ ** نعم لدينا بعض الجامعات الخاصة أصبحت منافسة للجامعات الحكومية لأنها اهتمت بجوهر العملية التعليمية اكثر من المظهر وبعضها دخل في شراكات محترمة مع جامعات اجنبية متميزة وذات سمعة طيبة ولها تصنيف عالمي متقدم وهذه الشراكات فرضت علي هذه الجامعات قيودا وضوابط عالمية بالاضافة إلي مواصفات دولية في جودة العملية التعليمية وفي اعتقادي فان ذلك يعود بالفائدة علي منظومة التعليم بمصر واظن انه بعد مرور خمس سنوات ستتزايد الجامعات الخاصة المنافسة للحكومية بل انها ستكون منافسا قويا جدا. * هل هذا يعني ان هناك بعض الجامعات أقل في المستوي؟ ** نحن لانتهاون في تطبيق المعايير والضوابط ونراقب الأمور ولكن لن ينصلح حال الجامعات الخاصة الا اذا وضعت كل جامعة الجودة هدفا تسعي لتحقيقه وليس لارضاء الرقيب واحب أن أؤكد اننا وصلنا لنسبة تجويد في العملية. التعليمية بنسبة80% علي الأقل لأن كل شيء بضوابط منذ التحاق الطالب بالجامعة وحتي تخرجه فنحن نراجع كل شيء واتمني ان نصل لليوم الذي نرفع ايدينا عن الجامعات الخاصة واعتقد ان ذلك سيكون عندما تقتنع هذه الجامعات بأن جذب الطلاب يكون بالجودة والمناخ التعليمي الجيد ويتم تقديمها علي الافراط في الرفاهية هذا بالاضافة للفصل بين الادارة ورأس المال. * هل معني كلامك ان الأمور منضبطة100% بهذه الجامعات؟ ** بوابة الالتحاق بهذه الجامعات ضبطت100% ولن يتم قبول أي طالب غير مستوف للشروط والضوابط وكان قبل ذلك تتم مخالفات كثيرة كما قمنا حاليا بعمل بوابة لتخرج الطلاب حيث تقوم بمراجعة السجل الدراسي لكل خريج خلال سنوات دراسته بالكلية والتأكد من استيفائه جميع متطلبات التخرج وفي هذه الحالة نكون قد ضبطنا عمليات القبول وايضا التخرج وقبل عام2004 كانت عمليات القبول بالجامعات الخاصة تتم بدون مراجعة ورغم انشاء مكتب القبول كانت هناك مخالفات وتم حصرها وتسويتها واصبح الان القبول النهائي للطالب لا يتم الا من خلال مكتب القبول التابع للوزارة وانا اناشد اولياء الامور التأكد من قيد ابنائهم من خلال الاسماء التي نعلنها علي موقع مجلس الجامعات الخاصة لانه في حالة قبول أي طالب بشكل مخالف فلن يتخرج. * هل تدعم الوزارة الجامعات الخاصة؟ ** القانون يسمح فقط بدعم الجامعات الاهلية لانها لاتهدف نهائيا للربح ولكن الجامعات الخاصة لا ننكر انها تحقق ارباحا. * لماذا لا تظهر حتي الآن جامعات أهلية بمصر؟ ** بالفعل لاتوجد جامعات اهلية حتي الان ومن المنتظر ان تصدر اللائحة التنفيذية للقانون الجديد وهي سبيلها للعرض علي مجلس الوزراء لاقرارها تمهيدا لاصدار القرار الجمهوري بهذه اللائحة وهي تضم بندا يحدد اجراءات تحويل الجامعات الخاصة لأهلية واعتقد انه بعد اصدارها فان هناك جامعات خاصة لديها الرغبة في التحول لجامعات اهلية لان توجهها الحالي هو خدمة المجتمع وعدم تحقيق ارباح. *هل ذلك هو السبب في عدم وجود جامعات اهلية؟ ** للاسف لم يتقدم احد حتي الان رغم ان القانون يسمح للاشخاص الطبيعيين والاعتباريين او منهما معا بانشاء جامعة اهلية ولكن عندنا امل في المستقبل القريب يكون لدينا طلب أو أكثر لانشاء جامعة اهلية من ابناء مصر الذين يرغبون في خدمة وطنهم وانا اتمني جامعة اهلية تعيد امجاد جامعة القاهرة. * هل هناك طلبات جديدة بانشاء جامعات خاصة؟ ** هناك جهات تقدمت بالفعل لانشاء جامعات خاصة جديدة خارج القاهرة الكبري وعددهم ستة مشروعات وهي تحت الدراسة حاليا. * ماهو الحد الادني للقبول بالكليات الخاصة هذا العام؟ ** سوف نعقد اجتماعا بعد اعلان نتائج الثانوية العامة لتحديد الحد الادني للقبول فهو مرتبط بالنتيجة ويمكن ان تنخفض هذا العام ولايوجد اتجاه عام لخفض اعداد المقبولين بالجامعات الخاصة فنحن نقبل سنويا24 الف طالب ونشجع الجامعات هذا العام في تلبيه احتياجاتها من الطلاب من البلدان العربية والافريقية ولكن بالضوابط. * هل هناك تيسيرات جديدة لمواجهة انخفاض الاعداد؟ ** لن يتم التهاون في تطبيق المعايير وعلي الجامعات الخاصة ان تسوق برامجها لجذب المزيد من الطلاب العرب والاجانب هذا بالاضافة الي وجود تيسيرات اصلا للقبول بالجامعات الخاصة منها علي سبيل المثال ان حملة الثانوية العامة العام الماضي يمكنهم الاستفادة هذا العام من أي انخفاض يقرره مجلس الجامعات الخاصة في الحد الادني للقبول, لافتا إلي ان الجامعات الخاصة سنويا لاتستوعب سوي70% فقط من الاماكن المتاحة بها.