ما قاله الكاتب الناصري البارز أحمد الجمال عن إصابة رئيس حزبه ضياء الدين داود بالزهايمر منذ ثلاث سنوات أمر جلل. أحزاب المعارضة تنادي ليل نهار بالديمقراطية وتداول السلطة.. واحدها غير قادر علي تغيير رئيسه بالانتخاب حتي لو أصيب بالزهايمر. كيف يمكن ان تؤدي أحزاب المعارضة دورها وهي في هذه الحالة المزرية ؟ حديث أحمد الجمال بالغ الخطورة اذ يتحدث للمرة الاولي في مصر عن بعض الدول العربية التي لعبت دورا في تمويل التنظيمات السرية بهدف التآمر علي العمل السياسي ووأده وهو كلام صعب اثباته عمليا لكنه ان صح فهذا يعني اختراقا واضحا لتنظيمات المعارضة بأطيافها المختلفة. مصر تحلم بديمقراطية تنمو فيها أحزاب معارضة حقيقية ليست ورقية وليست مخترقة. اذا كان الحديث منصبا علي الاحزاب اليسارية التي طرحت تساؤلات في السبعينيات عن مصادر تمويلها من الاتحاد السوفيتي السابق.. وعن علاقات اليسار المصري والعربي التنظيمية بالاحزاب الشيوعية في موسكو والعالم.. وعن التمويل الذي كانت تتلقاه هذه الاحزاب فما بالنا بحركة الاخوان المسلمين والتنظيم الدولي الذي يمول كثيرا من الانشطة داخل مصر والتي يتم الكشف عنها بين الحين والاخر من خلال مداهمات أمنية. هذه مسألة بالغة الخطورة وانعكاسها بالغ السوء علي تطور العمل السياسي في مصر وفرص صعود أحزاب المعارضة. إن صدقت هذه الادعاءات فهذا يعني أنهم يشنقون أنفسهم بأياديهم. ان نسمع صراخا كل يوم عن قوي المعارضة ومطالبهااليومية برفع حالة الطوارئ.. وتداول السلطة وحقوق الانسان في نفس الوقت الذي يشوه ملف التمويل الخارجي هذه الاحزاب هو أمر لا ينبغي السكوت عليه. مصر تمر بمرحلة خطيرة في اتجاه المزيد من الديمقراطية وحرية التعبير وهذا أمر يتطلب الشفافية من الجميع. الشفافية ليست مطلوبة فقط من الحزب الحاكم وانما من كل الاحزاب نحن في حاجة الي حوار وطني واسع حول الاحزاب المصرية.. حاضرها.. ومستقبلها. [email protected]