أطلقت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية رئيسة ومؤسسة حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام البوابة العربية للاستخدام الآمن للانترنت للشباب والأطفال( أمانك), كما رأست الاجتماع السنوي الثالث لمبادرة نشر ثقافة السلام باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابعة للحركة. وشهدت السيدة سوزان مبارك توقيع إعلان نوايا حول حماية الطفل علي الإنترنت بين شركات مقدمي الخدمة, واستمعت لمناقشات جلسة الحلول التكنولوجية وحماية الأطفال علي الإنترنت, وعقدت اجتماعا مغلقا مع اللجنة التنفيذية الدولية للمبادرة والذي عقد بالتوازي مع جلسة الإنجازات والتحديات التي عرض خلالها فريق العمل الوطني المعني بالإستخدام الآمن للانترنت ملامح من أنشطته. وقالت السيدة سوزان مبارك:' نحن في عالمنا العربي بحاجة ماسة للأدوات والمصادر المعرفية للاستخدام الآمن علي الشبكة الدولية التي تتفق مع ثقافتنا وقيمنا, وتحقيقا لذلك نشهد اليوم وللمرة الأولي إطلاق البوابة العربية للاستخدام الآمن للانترنت( أمانك) تحت شعار في خدمة مجتمعنا العربي. ووصفت السيدة سوزان مبارك البوابة العربية للاستخدام الآمن علي الشبكة الدولية بأنها بوابة تخاطب كل شرائح المجتمع العربي من أطفال ونشء وشباب وأولياء أمور وتربويين وتستهدف نشر كل المصادر ذات الصلة بالاستخدام الآمن للانترنت باللغة العربية. وأكدت أن مصر بهذا تكون قد قدمت منتجا عربيا معرفيا علميا ثقافيا وتعليميا شاملا يلبي احتياجات كل أفراد الأسرة العربية ويعزز مفهوم الإستخدام الآمن للانترنت في العالم العربي, مشيرة إلي أنه تم تخصيص صفحات منفصلة لكل دولة عربية تستطيع من خلالها إضافة ما تريده من محتوي أو روابط وذلك بالإضافة إلي الأقسام المختلفة للبوابة والتي يمكن لجميع الدول العربية المشاركة فيها. واستهلت السيدة سوزان مبارك كلمتها في افتتاح الاجتماع السنوي الثالث لمبادرة نشر ثقافة السلامة باستخدام تكنولوجيا المعلومات بالترحيب بالمشاركين فيه من مصر والدول العربية والأجنبية, مشيرة إلي أن هذه المبادرة أطلقها800 شاب وفتاة من مائة دولة شاركوا في منتدي الشباب الدولي في شرم الشيخ عام2007 وأنها تهدف إلي تعزيز التفاهم والحوار بين الشباب من مختلف المجتمعات من خلال استخدام الإتصالات والمعلومات كوسيلة من أجل مد جسور التفاهم والتواصل بين الأمم والشعوب. وقالت السيدة سوزان إن الاجتماع السنوي لمبادرة نشر ثقافة السلام باستخدام تكنولوجيا المعلومات يستهدف استعراض ما تحقق, واسترجاع ما تم إنجازه من صياغة الرؤية لتنفيذ هذه المبادرة المهمة والتي ترتكز علي نشر ثقافة السلام وتعزز دور تكنولوجيا الاتصالات في فتح قنوات الحوار والتواصل والتمكين, وفي نفس الوقت تشجع علي الاستخدام الآمن لشبكة المعلومات الدولية. وأضافت أن الإنترنت لم تعد في عالمنا اليوم مجرد وسيلة اتصال بين البشر, بل أصبحت أيضا أداة تنموية فاعلة ومؤثرة تفتح كل يوم آفاقا إيجابية جديدة أمام مستخدميها في العديد من المجالات التي تسهم في القضايا المعاصرة بمختلف أبعادها'. وتابعت' إن خبرة الإنترنت لأغلب الشباب والأطفال تتسم بالإيجابية لكونها عامرة بالإبداع والخيال, فهي بوابة إمكانات واسعة وآفاق لا حدود لها, وهي الأداة الفريدة التي تمكننا من التواصل مع غيرنا من الثقافات, وتساعدنا علي تحقيق التفاهم, واحترام الخصوصية والتنوع, وبناء قنوات التعايش السلمي في كل المجتمعات, لذلك سعت حركتنا الدولية للمرأة من أجل السلام منذ إنشائها إلي استثمار هذا التقدم الإيجابي الذي أحرزته مصر وباقي دول العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتدعيم الدعوة إلي السلام بمفهومه الأعم والأشمل. وقالت إن الإنترنت أصبحت حليفا لنا ولشركائنا الساعين إلي تدعيم أواصر الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات, إلا أن ما يحمله بعض مواقع هذه الشبكة العنكبوتية من أفكار ومعلومات ذات مخاطر متعددة الأبعاد وأضرار جسيمة تطلب تحركا فعالا لتحقيق الحماية ومواجهة السلبيات. وقالت إن الاستخدام الآمن للانترنت يمثل بالفعل مكونا أساسيا في خلق مجتمع يسوده السلام واحترام حقوق الإنسان وقبول الآخر. وأضافت السيدة سوزان مبارك أن مبادرة نشر ثقافة السلام باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حرصت علي إرساء ونشر مفاهيم التمكين والحماية والتوعية المرتبطة بالاستخدام الآمن لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتمكين الشباب كشركاء فاعلين يمثلون قوة هائلة للابداع والتصميم, ومنحهم الفرصة لطرح أفكار خلاقة تعظم الاستفادة من عصر التكنولوجيا. وتابعت' أنه علي المستوي الوطني تم تشكيل مجموعة عمل الشباب( نت- أمان) ليكونوا سفراء لنا لنشر ثقافة الاستخدام الآمن للانترنت لدي مختلف أوساط المجتمع, كما أن مجموعة الشباب بدأت ب13 عضوا ووصل شباب( نت- أمان) إلي200.. ومجموعة عمل أولياء الأمور لنشر الوعي بين الآباء والأمهات حول أهمية الحوار داخل الأسرة لضمان تأمين الأجيال الناشئة حيث وصل عدد الآباء إلي200'. وقالت:' إننا استطعنا مطلع هذا العام أن نبني ضلعا ثالثا لمثلث منظومة عمل المبادرة بتفعيل مجموعة عمل التربويين إيمانا بضرورة تسليح المعلم بأدوات جديدة تواكب لغة العصر, وتجعله قادرا علي مسايرة هذا التقدم التكنولوجي الهائل, وما يحمله من تحديات خطيرة, فاليوم لدينا نحو1800 عضو من الذين تلقوا التدريب'. ونوهت بأن مجموعات العمل الثلاث أثبتت قدرة عالية علي التواصل ونشر الوعي بالاستخدام الآمن للانترنت في المجتمع المصري من خلال العمل في7 محافظات هي( أسيوط, أسوان, الأقصر, الشرقية, الدقهلية, القاهرة, الإسكندرية) للوصول إلي أكبر عدد من المستفيدين شبابا وأطفالا وأولياء أمور وتربويين. وقالت إن خلق مناخ صحي آمن يعايش فيه شبابنا كل ما أتيح أو يمكن أن يتاح لهم من تقنيات يتطلب توافر ثلاثة عناصر أساسية تتكامل مع بعضها البعض تتمثل في( مسئولية حكومية تستند لمنهج وفكر جديد, منظومة أخلاقية تحكم عمل مقدمي خدمة الإنترنت والمستفيدين من هذه الصناعة من مؤسسات, وحركة مجتمعية تشارك فيها المؤسسات التربوية والثقافية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام). وقالت السيدة سوزان مبارك ان مبادرة نشر ثقافة السلام باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقيت اعترافا دوليا واسع النطاق في المنتدي الرابع لحوكمة الانترنت( آي جي إف) الذي استضافته مدينة شرم الشيخ في نوفمبر2009 من خلال تكريم شباب مجموعة عمل( نت أمان) تقديرا لدورهم الرائد في اطلاق مبادرة السلام. وأضافت: ان مصر ترأس حاليا فريق العمل التابع للاتحاد الدولي للاتصالات المعني بحماية الأطفال علي الإنترنت بجنيف لنضع بذلك اهتمامات الدول العربية والافريقية علي خريطة الحوار الدولي حول الاستخدام الآمن للانترنت. وتابعت السيدة سوزان مبارك' أنه فيما يتعلق بمسار الحلول التكنولوجية لم تغفل المبادرة أهمية الاستفادة بالخبرات العالمية حرصا علي تحقيق عنصر الوقاية المبكرة, وقد تم الاستعانة بأحد أهم الخبراء الدوليين لإجراء دراسة تكنولوجية وجاري بالفعل العمل علي تطبيق أحد أنظمة الوقاية لأول مرة في مصر وهو نظام( نت كلين)'. وقالت: نسعي إلي تحقيقه من خلال مبادرة السلام وهذه هي الرسالة التي أود أن أوجهها اليوم إلي كل المعنيين والمهتمين بهذه القضية في الداخل والخارج, رسالة نحو التفاعل المتوازن الذي يحرص علي الانفتاح في عصر الإنترنت بنفس القدر الذي يعني فيه بالحفاظ علي القيم والخصوصية في إطار احترام المثل والأخلاقيات, رسالة نحو مجتمع عالمي يفتح كل الآفاق والأبواب للحوار لنشر ثقافة السلام من أجل أن يسود بيننا التفاهم والتواصل والسلام'.