أجمع المشاركون في مهرجان يوم القدس الذي أقيم مساء أمس الأول الثلاثاء بالمسرح الصغير في دار الأوبرا, علي ضرورة أن تترجم الوعود والقرارات الخاصة بمدينة القدس إلي أفعال ودعم حقيقي ملموس وقال فاروق حسني وزير الثقافة في كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة: إن القدس باقية وستعود مساجدها وكنائسها ودورها للعابدين والسائحين ولأصحاب الحق فيها, وستعود لمحبي الحياة, وراغبي التحضر, ومؤسسي السلم والعدل. وأضاف ليس احتفالنا بيوم القدس تسطيرا لقصيدة جديدة في بكائها, ولا هو مجمع للتنديد بما تلاقي تلك المدينة التي هي عاصمة الحياة والوجود, وإنما اجتماعنا حشد لأفكار التحرر, وتوثيق إضافي للحق لها وفيها, ودعوة للضمائر الحرة في العالم نحو وقفة جادة ضد الخنق والاستيطان والتزييف والطرد والهدم. وأشار إلي أننا نجتمع لإيقاظ الهمة الحضارية إنقاذا لعاصمة الأديان والعقائد والمذاهب من استئصال فئة تختال بالقوة التي هي دون الحق يساندها الزيف الذي هو دون الحقيقة, مؤكدا أننا جميعا نتطلع للإسهام في تضميد جراح القدس, ولترميم آثارها, ولدعم عروبتها, ولصيانة طابعها الفريد لكي تظل مفتوحة للجميع دون تفرقة, ومثالا لتلاقي الأديان وتجاوز الحضارات ليكن يوم القدس تأسيسا لبرامج تحرر غير تقليدية, وابتكارا لأنماط جديدة في المقاومة الراقية التي يساندها الجميع, ويقبل بفعاليتها العالم الحر. ومن جانبه قال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي ممثلا لوزير الخارجية, في كلمته: إن القدس حضارة وتاريخ, وستظل علي رأس أولويات العمل الدبلوماسي المصري, والملف حظي دوما باهتمام السياسة الخارجية المصرية, لأنها لب الصراع. كما استعرض عمليات قضم الأراضي, وتغيير معالم المدينة, مشددا علي أن هذا يضاعف مسئوليات المثقفين والدبلوماسيين, وأنه مطلوب من الجميع التوقف في معسكر واحد بعيدا عن الخلافات والتباينات, موضحا أن الطابعين العربي والإسلامي في مدينة القدس يراد لهما أن ينحسرا بسبب السياسات الإسرائيلية. وفي سياق متصل أكد السفير سعيد كمال ممثل فلسطين في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية أهمية استمرار الدعم إلي الشعب الفلسطيني, وأضاف أن القدس بحاجة لأفعال لا أقوال من أجل الدفاع عن عروبتها وأماكنها الدينية المقدسة, أمام حملة التزييف والتهويد الإسرائيلية. ومن جانبه عبر أحمد حمروش رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية عن سخطه البالغ لتمادي إسرائيل في عدوانها بحق القدسالمحتلة, وأبناء فلسطين. وتوجه السفير الفلسطيني في القاهرة الدكتور بركات الفرا بالتقدير والشكر إلي مصر رئيسا وحكومة وشعبا علي احتضانهم لقضية فلسطين وشعبها, وعلي العون والمساعدة, وصولا لتحقيق الحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد أهمية هذا الملتقي في تسليط الأضواء علي الإرث الحضاري للقدس, كما أن المس بالمدينة هو مس بأفئدة العرب والمسلمين, موضحا طبيعة المخططات والإجراءات التي يراد منها إيجاد أمر واقع علي الأرض. وطالب السفير الفلسطيني بتفعيل خطة إنقاذ مدينة القدس التي اعتمدتها قمة سرت الأخيرة, موضحا أن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة للدفاع عن المدينة المقدسة, وأن الرئيس محمود عباس أبومازن أصر علي عدم الدخول بالمفاوضات المباشرة إلا بالوقف التام للاستيطان في القدس. وعقب الكلمات الافتتاحية عقدت جلستا عمل برئاسة حسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية, والسيد محمد أبو العينين عضو مجلس الشعب: الأولي تحت عنوان التهويد والاستيطان في القدس, والثانية تحت عنوان القدس والتراث الديني, شارك فيهما عدد من الباحثين المصريين والفلسطينيين, ومندوب عن لجنة القدس في المغرب, واختتمت الاحتفالية بعرض فني لفرقة الجذور الفلسطينية برئاسة الفنان علي العباسي.