في الوقت الذي نفت فيه الأممالمتحدة وجود مقبرة جماعية في بانتيو بجنوب السودان, عاصم ولاية الوحدة, واستمرار المعارك مع المتمردين وإجازة مجلس الأمن الدولي لإرسال نحو6 آلاف جندي إضافة لتعزيز قوة الأممالمتحدة, أكدت روسيا أمس أن حل الخلاف بين الأطراف المتصارعة لن يتحقق إلا بالحوار. وصف ميخائيل مارجيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لإفريقيا, الاحداث التي تشهدها دولة جنوب السودان بالمأسوية والخطيرة, وأشار إلي أن بلاده تصر علي ضرورة أن تجلس الاطراف المتصارعة في البلاد إلي طاولة المحادثات. ووفقا لما أوردته وكالة إيتار تاس الروسية للانباء, وذكر مارجيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الاتحادي الروسي يبذل المجتمع الدولي حاليا ما بوسعه لتسوية الصراع. وتضطلع روسيا بدور نشط في هذه الجهود. وأضاف البرلماني الروسي: دولة جنوب السودان بها الكثير من أفراد الاممالمتحدة الذين تنقلهم طائرات روسية. يعمل المواطنون الروس في مهمة الشرطة التابعة للامم المتحدة في جنوب السودان ويخضعون للحراسة, بما يتماشي مع المعايير الامنية للامم المتحدة. وتابع هذه معايير أمنية رفيعة المستوي. لكن من الواضح أن أي عمل في مهام حفظ السلام محفوف بالمخاطر.. وخطير. لهذا السبب نفخر بالافراد الذين يمثلون روسيا في هذه المنطقة. وقال يسيطر رجال الاعمال الروس بشكل نشط علي السوق في جنوب السودان.. عندما تعصف بالبلاد تناقضات وصراعات دموية, يصعب تماما الحديث عن أي استثمارات استراتيجية طويلة المدي. وفي جوبا وقعت مواجهات أمس بين جيش جنوب السودان والمتمردين في ولاية الوحدة النفطية في وقت أجاز مجلس الامن الدولي إرسال نحو ستة الاف جندي دولي اضافي لتعزيز قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان( مينوس) في محاولة لوقف النزاع في جنوب السودان. وحصيلة المعارك التي اندلعت في15 ديسمبر من المواجهات العنيفة بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار بلغت الاف القتلي, بحسب الاممالمتحدة التي اعلنت اكتشاف مقبرة جماعية. ولجأ نحو50 الف مدني علي الاقل من جنوب السودان الي قواعد الاممالمتحدة بينهم20 الفا في العاصمة جوبا بحسب ما افادت الاممالمتحدة أمس الأول. في غضون ذلك وصفت العاملة بصندوق الأممالمتحدة للطفولة) يونيسيف( دون بورتر الأوضاع في مخيمات المهجرين من القتال في جنوب السودان بأنها صعبة للغاية ولا سيما مع وجود المصاعب التي تحول دون الوصول إليهم في المناطق حول مدينة بور والمناطق الأخري التي يشتد بها القتال بين القوات الحكومية والمتمردين التابعين لريك مشار. وقالت بورتر في تصريحات خاصة لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية أمس, إن المنظمة تعمل بشكل سريع لتحديد الاحتياجات الإنسانية التي تتغير باستمرار لهؤلاء الأشخاص, ونحاول الاستعداد لأسوأ سيناريو قد يحدث هناك من أجل إيصال المساعدات إلي المتضررين ونتطلع إلي إيصال أكبر كم من المساعدات في أقرب وقت ممكن. وتابعت نتطلع أيضا داخل المنظمة إلي إيصال مواد غذائية إضافية وأدوية للأطفال والمزيد من المساعدات, فالوضع داخل مخيمات النازحين سيء للغاية والأسوأ يوجد داخل المخيمات التي لم تصلها المساعدات الإنسانية حتي الآن. وفي الخرطوم رصدت ولاية النيل الأبيض السودانية-الحدودية مع دولة الجنوب تحرك أعداد كبيرة من المواطنين الجنوبيين الفارين من الحرب الدائرة هناك في طريقهم إلي السودان, خاصة بعد اشتداد المعارك بين قوات الجيش الشعبي الموالية للرئيس سلفاكير والأخري التابعة للنائب السابق رياك مشار. وأكد والي النيل الأبيض يوسف الشنبلي- في تصريح أمس إن الأجهزة المختصة بالولاية ستتعامل معهم حسب القانون الدولي الإنساني, منوها إلي إن بلاده ستمد أياديها البيضاء للقادمين وستوفر لهم الخدمات الأساسية. وأشار إلي أنه تم التنسيق مع السلطات الإدارية بمحليتي الجبلين والسلام الحدوديتين مع دولة الجنوب, لتحديد نقاط الاستقبال للاجئين من دولة جنوب السودان, علي خلفية الصراع الدائر في دولة الجنوب. فيما قال الرئيس السوداني عمر البشيرإن القوات المسلحة تحقق انتصارات علي التمرد في جبال النوبة وتتجه بعدها لحسم جيوب التمرد في دارفور, والقضاء علي كل أشكال العنف لعودة الأمور لأوضاعها الطبيعية بالإقليم. وأكد البشير- خلال احتفالات السودان بأعياد الحصاد بمدينة القضارف أمس إن عام2014 سيكون عاما لحسم التمرد وتطهير البلاد من كل خائن وعميل. وطالب الرئيس السوداني, المواطنين بعدم الالتفات إلي أحاديث من وصفهم بالمرجفين حول دعاوي التهميش والظلم والفقر, لافتا إلي أن السودان غني بموارده الزراعية والحيوانية والمعدنية, وأن المواطن السوداني أساس التنمية. رابط دائم :