أكد السفير داتو كو جعفر كو شعاري سفير ماليزيابالقاهرة ان العلاقات المصرية الماليزية علاقات متميزة ووثيقة تمتد لسنوات طويلة حيث بدأت منذ أكثر من70 عاما في مجال التعليم عندما تابع الطلاب الماليزيون دراستهم بجامعة الأزهر في أوائل الاربعينات. وقال في حواره مع الأهرام المسائي إن بلاده أسست سفارتها في القاهرة علي مستوي السفراء في عام1960 بينما قامت مصر برفع درجة مفوضية الجمهورية العربية المتحدة في كوالا لمبور الي سفارة في10 نوفمبر1959 وفيما يلي نص الحوار: * كيف تقيمون العلاقات الثنائية بين مصر وماليزيا خاصة في المجال السياسي ؟ العلاقات بين البلدين وثيقة ومتميزة للغاية وهناك تشاور وتنسيق مستمر بين القاهرة وكوالالمبور في كل المحافل الدولية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومصر تلعب دورا هاما ومؤثرا في تحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط خاصة دورها الفعال في قضية السلام بين فلسطين واسرائيل بالاضافة الي الدور الملموس في حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي والتي تلعب دورا مهما في دعم قضايا العالم الإسلامي, مشيرا الي ان تنكو عبدالرحمن رئيس وزراء ماليزيا الأسبق كان أول أمين عام للمنظمة وعمل مع مصر والسعودية عن قرب لدعم قضايا العالم الاسلامي خلال تلك الفترة الهامة في تاريخ عمل المنظمة الدولية. ولدي ماليزيا ومصر مصالح مشتركة ممتدة خصوصا في مجال الثقافة والدين علي مر السنين, تتمتع كل من ماليزيا ومصر بعلاقات ثنائية قوية وهي لا تزال مستمرة حيث حافظت كل من البلدين علي هذه العلاقة الوثيقة وكذلك التعاون في كل المجالات. * كيف تنظرون الي ما يتردد بشأن دعم ماليزيا للإخوان المسلمين حتي الآن رغم خروجهم من السلطة ؟ هذا الكلام غير صحيح علي الاطلاق ولم ندعم يوما أي فصيل سياسي في مصر وإنما ندعم الاستقرار بها وتعاملنا مع الاخوان المسلمين كان بوصفهم في السلطة ولم يكن بوصفهم جماعة أو فصيلا سياسيا. وعلاقاتنا مع مصر وليست مع أي فصيل سياسي موضحا ان بلاده لا تتدخل في الشئون الداخلية لمصر او غيرها من الدول وان بلاده تحترم وتقدر اختيارات الشعب المصري. التعاون الاقتصادي * ما هو حجم التبادل التجاري بين مصر وماليزيا وكيف ترون مستقبل الاستثمار بين البلدين ؟ أنا فخور بأن أعلن أن مصر هي أكبر شريك تجاري لنا في منطقة شمال إفريقيا, وان التجارة بين البلدين في نمو مستمر كل عام حيث بلغ حجم التجارة البينية العام الماضي ما قيمته1.3 مليار دولار كما أننا حققنا حتي شهر يوليو هذا العام700 مليون دولار. وننظر لمصر علي أنها ليست فقط شريك في مجال التجارة بل من المفترض أن تكون شريك في الاستثمار, فنحن نريد أيضا أن تشارك مصر في التنمية الاقتصادية في ماليزيا. خاصة وأن لدينا العديد من مجالات النمو, علي سبيل المثال منطقة كولاالمبور الكبري ومنطقة تنمية الإسكندر في ولاية جوهر حيث نتطلع لمساهمة مستثمرين وشركاء من هذا البلد. وسوف نواصل جهودنا لتوفير بيئة مواتية للمستثمرين الأجانب بما في ذلك مصر, للاستثمار في ماليزيا. وانه ربما يرفع هذا من شأن العلاقات وزيادة الفرص الاستثمارية لكل من مصر وماليزيا لاستكشاف المزيد من التحالفات و الشراكات وكذلك الاستفادة من السوق العالمية لاسيما في شمال افريقيا وجنوب شرق آسيا. فقد تصبح ماليزيا طريق مصر لسوق الاستثمار في جنوب شرق آسيا التي تزخر ب600 مليون نسمة من السكان. الدراسة في مصر * ما هي آفاق التعاون التعليمي بين القاهرة وكوالالمبور خاصة مع الأزهر الشريف ؟ انه لمن دواعي الفخر أن أقول إن هناك حاليا مايقرب من11 ألف ماليزي يواصلون تعليمهم العالي بالعديد من الجامعات في جميع أنحاء مصر. كما أننا نفخر بأن لدينا أكبر عدد من الطلاب الأجانب في مصر, الأمر الذي يساهم بأكثر من7 ملايين دولار سنويا في الاقتصاد المصري. فهؤلاء الطلاب يواصلون دراستهم في العديد من المجالات في الطب, وطب الأسنان, والصيدلة, والدراسات الإسلامية. وهذا يعكس رؤية الماليزيين في أن القطاع الصحي في مصر جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه. من ناحية أخري, فاننا نرحب بالطلبة المصريين لمواصلة تعليمهم العالي في ماليزيا حيث أن ماليزيا تقدم تعليم عالي الجودة باللغة الانجليزية, بالاضافة الي وجود بيئة معيشية ممتازة وحديثة. وننظر للأزهر الشريف علي انه قلعة الوسطية في العالم الاسلامي ولذا فاننا نسعي لدعم التعاون معه من خلال افتتاح فرع لجامعة الأزهر في ماليزيا وهو أول فرع لجامعة الازهر في العالم خارج مصر ومن المنتظر ان تبدأ الدراسة به العام المقبل وسوف يستوعب في البداية300 طالب تصل الي ثلاثة الآف طالب من ماليزيا والدول المجاورة لنا موضحا ان قرار انشاء هذا الفرع قرار حكيم من قيل إدارة الأزهر الشريف. التعاون السياحي * كيف يمكن دعم التعاون السياحي بين البلدين خاصة وأن ماليزيا من الدول الجاذبة للسياحة في العالم ؟ فيما يتعلق بقطاع السياحة, فقد استقبلت ماليزيا16.804 سائح من مصر عام2012 بزيادة بلغت9.4 بالمائة مقارنة ب15.359 سائح عام.2011 ولذا فإن وزارة السياحة الماليزية لدينا تقوم بتنفيذ برنامج للترويج السياحي في مصر ونقل صورة لماليزيا تجعل منها مقصد مثالي لقضاء العطلات. كما أن ماليزيا تقوم بالترويج للسياحة الطبية. ونسعي لدعم التعاون السياحي بين البلدين من خلال إقامة خط طيران مباشر بين القاهرة وكوالالمبور ثم جاكرتا وهو سوف يدعم الحركة السياحية بين البلدين بصورة كبيرة. رابط دائم :