كلمة ديموجرافيا تعني علم السكان أو الدراسات السكانية وهو فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية, يقوم علي دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة وقد صدر كتاب من داخل مصر, أرض الفراعنة علي حافة ثورة للمؤرخ البريطاني جون برادلي وفي سياق الكتاب خصص برادلي فصلا كاملا للبدو بدأه بشرح تفصيلي لأزماتهم الأخيرة في مصر وجذورهم التاريخية والقبائل الموجودة في شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية ثم انتقل بعد ذلك إلي وصف طبيعة البدو كأفراد يعيشون في ظروف معينة فرضت عليهم نوعا من القسوة في الطباع وجعلتهم علي حد وصفه قابلين للشراء من جانب حكومات أو أفراد في البلدان التي يعيشون فيها منتهيا إلي نتيجة تؤكد أن كل الدول التي يعيش بها بدو حاولت حكوماتها مهادنتهم حفاظا علي الاستقرار,لكن تصرفت الحكومة المصرية علي النقيض وأصرت علي تغيير أسلوب حياتهم بأساليب قاسية. وأشار برادلي إلي أن الامتداد العمراني المدني في أراضي سيناء قابله نوع من ا لتهميش للبدو الذين يعانون كثيرا من البطالة والعزلة في الصحراء فضلا عن الجهل ونقص التدريب لإنشاء مشروعات صناعية صغيرة تناسب طبيعة المنطقة,لافتا إلي أنه في عام2002 فقط توفرت مابين10 و30 ألف فرصة عمل في110 فنادق في سيناء, ولكن المفارقة أن غالبية الذين تم توظيفهم جاءوا من القاهرة والدلتا للحد من مشكلة البطالة هناك وقال إن البدو يشعرون بأن الحكومة تتعمد تهميشهم وعزلهم لصالح الذين يأتون من خارج أراضيهم, مستندا إلي حالة قرية جرغانة الساحلية في سيناء, التي يعيش أهلها قرب غابات من أشجار المانجروف ويعتمدون بشكل أساسي علي الصيد في الصيف وحفظ الأسماك في الشتاء,موضحا أن أهالي هذه القرية يتعرضون لمحاولات الأبعاد من جانب أصحاب القري السياحية في المنطقة المدعومين من الحكومة والذين يحاولون منعهم من الصيد الذي يتكسبون منه وأضاف أن وضع البدو في جنوبسيناء مختلف عن شمالها حيث يستطيع أهل الجنوب التكسب علي الهامش من صناعة السياحة المنتشرة هناك في حين يبدو الوضع مأساويا في الشمال فالسياحة تكاد تكون شبه معدومة ووعود الحكومة بتقديم الدعم والمساعدات وبناء المشروعات الجديدة تحولت إلي مزحة وهو الأمر الذي حول أهل هذه البقعة إلي قنبلة موقوتة, وأشار إلي أن تقارير وكالات التنمية الدولية توضح أن نسبة الجهل بين البدو تزيد علي90% علي الصعيد السياسي فالنظام المصري يخطئ في التعامل مع مشكلة البدو,حيث يوكلها كليا إلي الأمن الذي يختار حاليا شيوخ القبائل علي غرار اختياره أئمة المساجد في الدولة, مما جعلهم غير مقبولين من جانب العامة في المساجد, كما جعل الشيوخ غير موثوق بهم في القبائل. واعتبر الكاتب أن مسألة الولاء هي جوهر المشكلة والثقة ليست كاملة بين الحكومة والبدو وأرجع ذلك إلي فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء, مشيرا إلي أن هناك اتهامات متكررة للبدو بأنهم طابور خامس يعمل لصالح إسرائيل وفي الأزمات الأخيرة لوح بعض أفراد البدو بهذا الكارت إلا أن رؤساء القبائل أكدوا ولاءهم الكامل وانتماءهم كمواطنين مصريين. وقال شيخ قبيلة العزازمة الأكبر في سيناء إننا مصريون علي الرغم من تعامل الحكومة السلبي معنا. وفي ظل هذه المعاناة للبدو لايجب أن تقتصر المساعدات التي يتلقونها علي تلك التي تأتي من الخارج والأسوأ من ذلك أن بعض هذه المساعدات يأتي من البرنامج العالمي للغذاء التابع للأمم المتحدة, الذي يفترض أنه معني بتوفير المعونات للشعوب المنكوبة التي تعاني من مجاعات وقد صرح مدير البرنامج العالمي للغذاء, قوله إن الإحصاءات لن تكشف فقر هذه المنطقة,لأن القناع السياحي المتمثل في شرم الشيخ سوف يزيف الحقيقة لكن المشكلة تتمثل في السكان الأصليين, الذين يمدهم البرنامج بالغذاء والبنية التحتية. لقد ظلت سيناء لفترة طويلة أثناء الاحتلال الإسرائيلي في معزل عن الوطن الأم. وبعيدة كل البعد عن برامج التنمية التي تقوم به الدولة. ولذا تتجه سياسة الدولة حاليا إلي عمليات التنمية من أجل تعويض تلك المجتمعات عما خلفته لهم قسوة الظروف الطبيعية والايكولوجية والسياسية والعسكرية من أجل تنفيذ العديد من مشروعات التنمية بها هذا وقد أكدت بعض الدراسات التي اعتمدت منهج البحث العلمي والدراسة الايكولوجية والمسح الاجتماعي, بهدف دراسة ديناميات التعاون والصراع بين البدو والمهاجرين الجدد في سيناء واعتمد البحث علي تصميم استمارة مقابلة عدد150 من البدو والمهاجرين نحو التعاون والتكامل فيما بينهم في العلاقات الاجتماعية لصالح البدو وأيضا فروق ذات دلالة بينهم نحو التنافس والصراع فيما بينهم لصالح المهاجرين. ولقد عرفت القبيلة وهي إحدي وحدات البادية السياسية والاجتماعية منذ زمن بعيد ورغم بعدها عن مواطن المدينة والتحضر مجموعة من النظم والسلوكيات والعادات والتقاليد مما تعارف عليها مجتمعنا ومازالت تحكمه حتي اليوم فقه وقضاء وتشريعا واقتصادا. حتي كانت القبيلة وفي مواقعها البعيدة عن المدينة حيث توجد السلطة والنظم والقوانين والي وقت قريب نموذجا صغيرا لإحدي وحدات الدولة هذا وتضم شبه جزيرة سيناء أكبر عدد من بدو مصر ويقيم بها نحو26 قبيلة موزعة علي شمال ووسط وجنوبسيناء منها12 قبيلة هي أقدم القبائل بسيناء علي الإطلاق وأكثرها عراقة ويراوح تعداد كل قبيلة مابين500 إلي12000 نسمة عدا القبائل الصغيرة التي لايتعدي تعدادها250 نسمة وتتركز القبائل الأكثر عددا في المناطق الساحلية من محافظة شمال سيناء, وفي المناطق الواقعة شرق قناة السويس وخليج السويس ويمكن تقسيم القبائل حسب أماكن تمركزها في شبه جزيرة سيناء,إلي ثلاث مناطق بصرف النظر عن التقسيم الإداري والحدود بين محافظتي شمال سيناء, وجنوبسيناء( لمزيد من المعلومات عن قبائل سيناء.(ويلاحظ في توزيع قبائل سيناء امتداد بطون القبائل وعشائرها عبر الحدود إلي جنوبفلسطينوجنوبالأردن وشمال الحجاز,بل امتددت حتي عبرت قناة السويس إلي محافظة الشرقية والقليوبية, وعبر خليج السويس وساحل البحر الأحمر, وفي شبه جزيرة سيناء سكان من البدو وآخرون يمكن أن يطلق عليهم اسم أنصاف بدو لاسيما في وادي فيران حيث الاستقرار النسبي. يعتبر سكان مدينة العريش بشمال سيناء هم تقريبا السكان الحضر المقيمون في شبه الجزيرة فبالرغم من وجود عدة مدن في سيناء إلا أن مجموع السكان بالعريش يشكل ثلث مجموع سكان سيناء, وتتضاءل إلي جوارها المدن الأخري من حيث عدد السكان, وهي رفح, والشيخ زويد, وبئر العبد والحسنة, في شمال سيناء والقنطرة شرق, في محافظة الإسماعيلية والطور البداوة عن صفة الحضر برغم إقامتهم في مدن ثابتة وتتوافر بها الخدمات المختلفة كما أن من أهم المشكلات التي تواجه الباحثين عند الحديث عن سكان شبه جزيرة سيناء وغيرها من المحافظات الصحراوية هي عدم توافر بيانات تفصيلية عن السكان وأعدادهم علي وجه التفصيل. رابط دائم :