في مصر أناس محرومون من نعمة البصر وهم أطفال في عمر الزهور اضطرت ظروف أسرهم المادية إلي إدخال أبنائهم مدارس داخلية للمكفوفين.. ففي محافظة القليوبية وبالتحديد في بنها توجد مدرسة النور للمكفوفين لا أحد يعلم عنها شيئا فقد تجرد مسئوليها وإدارتها من مشاعرهم الإنسانية وقاموا بتعذيب الأطفال جسديا وإجبار الفتيات علي مسح الغرف وغسيل الملابس ومن يرفض فجزاؤه اتهامات غير أخلاقية بالسرقة والانحراف أو الاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب.. تلك هي فصول المأساة الإنسانية التي عاشها الطلاب المكفوفين بمدرسة النور ببنها.. وكأن كتب عليهم أن يعيشوا ويموتوا معذبين من بني البشر الذين يحملون أحجارا في قلوبهم تفتح الكثير من ملفات الفساد. بداية المأساة رسالة تليفونية تلقتها الدكتورة بثينة كشك وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقليوبية علي تليفونها المحمول من طالبة مجهولة تقول لها نحن طالبات مدرسة النور ببنها.. أرجوك زورينا وسوف تعرفين سبب رسالتي. ** مضمون الرسالة التي تحمل بين ثناياها حزن ومعاني غريبة جعلت الدكتورة بثينة كشك تطلب من السيد عبد الله مدير مكتبها أن يتوجه معها إلي تلك المدرسة فورا دون إخطار أي إنسان بالمديرية وكانت المفاجأة لوكيلة الوزارة عندما ذهبت للمدرسة ولم تجد إدارة المدرسة أو المشرفين أو العاملات.. حيث تركوا المكفوفين بمفردهم يغسلون ويمسحون ولا يعلم الطلاب المكفوفين بعدم وجود المشرفين في مشهد تقشعر له الأبدان.. ويؤكد أن القائمين بالعمل في هذا المكان لا يمكن أن نطلق عليهم بشرا.. بل وحوش أدمية في صورة بشر. ** قامت الدكتورة بثينه كشك ومرافقيها بجمع المكفوفين داخل قاعة بالمدرسة وأخبرتهم أنها جاءت تلبية لرغبتهم وللرسالة التي وصلتها.. ولم يصدق الطلاب وجودها معهم الا بعد أن أقسمت لهم وأخيرا قالوا ما لا يصدقه عقل من عمليات تعذيب وضرب وإهانه وتهديد.. فاتصلت وكيلة الوزارة بالمهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية لإخطاره بتفاصيل ما حدث.. فقرر علي الفور اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة المسئولين للمدرسة للتحقيق الفوري.. كما استدعت لجنه فورية لمعاينة أجهزة المدرسة.. وأكدت كشك التي يطلقون عليها المرأة الحديدية بالقليوبية لصرامتها مع المتخاذلين بقطاع التعليم.. بأنها لن تسمح بإهانة طالب أو معلم أو تهديده. وجاءت استجابة وزارة التربية والتعليم لمذكرة وكيلة الوزارة سريعة لأهمية الحدث.. وتمت الموافقة علي تعيين مدير جديد وإدارة جديدة واتخاذ إجراءات صارمة بعد الانتهاء من التحقيقات مع المتورطين في ذلك فتلك الواقعة المخجلة الغريبة علي مجتمعنا تفتح ملف فساد مدارس المكفوفين وسوء معاملتهم وكذلك مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة التي يجب علي وزارة التعليم أن تقوم بالتفتيش المفاجئ عليها.. ولا شك أننا نحتاج إلي الكثير مثل بثينه كشك في قطاعات التعليم لكشف الفساد. [email protected] رابط دائم :