يطلقون عليه في بورسعيد وصف الشارع المحظوظ ولم لا.. وهو الشغل الشاغل.. لرؤساء الاحياء الاربعة التي يقطعها وهي. الشرق والعرب والمناخ والزهور, وهو ميدان العمل الرئيسي وربما الوحيد لشركة النظافة الخاصة, وهو المستمتع بخدمات الاضاءة العامة المميزة, والخدمات المرورية الثابتة والمتحركة علي السواء, والمساحات الخضراء القائم عليها المهندسون والعاملون المتخصصون بالاحياء. والمستضيف للاحتفالات السنوية والعروض العسكرية والفنية لذكري انتصار بورسعيد علي العدوان الثلاثي في معركة النصر في1956, وللمستشفيات والمتاحف والميناء السياحي والكافيتريا والمساجد والكنائس الرائعة الجمال, والعمارات الجديدة الشاهقة والقديمة الجميلة. والساحات الشاطئية وأندية الشرطة ومصايفها. اسمه الاداري شارع23 يوليو ولقبه كما ذكرنا المحظوظ.. وهو من أطول شوارع مدينة بورسعيد وأقدمها واكثرها شهرة علي الاطلاق فقد سار عليه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وكل ضيوفه من زعماء العالم الذين كان ناصر يحتفي بهم علي أرض معشوقته الاولي وموطن انتصاره.. وموقع زعامته الحقيقي بورسعيد وذلك في الخمسينيات والستينيات ومازالت اللوحة الجدارية تحمل اسمه علي الساري الذي رفع عليه جمال عبد الناصر علم مصر.. في أول احتفال بعيد النصر في ديسمبر1957 في المدخل الرئيسي لساحة ميدان الشهداء( حديقة المسلة).. وسار عليه الرئيس الراحل أنور السادات وهو يزور بورسعيد في يونيو1975 احتفالا بعودة العمل بقناة السويس بعد معركة النصر في أكتوبر1973, واخيرا سار عليه الرئيس مبارك.. في العديد من زياراته وجولاته الميدانية لمشروعات التنمية الشاملة ببورسعيد وآخرها زيارته التاريخية لبورسعيد في فبراير الماضي. ولا يشفع لهذا الشارع حاليا لدي جميع قيادات المحافظة والاحياء والمديريات المختلفة سوي كونه الممر الآمن لخط سير المحافظ من منزله الذي يبعد خطوات عن مبني المحافظة, ومكتبه الحصين بالمبني الجديد للمحافظة والذي تحولت المنطقة المحيطة به. الي ثكنة لا يستطيع أحد الوصول لها ومنطقة ممنوع الاقتراب منها وبالطبع التصوير فيها لجميع المواطنين بلا استثناء خاصة مع اقامة سور حديدي خارجي لمبني المحافظة الجديد وهو بمثابة الجدار العازل بين المحافظ ووجع قلب وشكاوي المواطنين وطلباتهم التي لا تنتهي. وفي جولة الأهرام المسائي بشارع23 يوليو.. وجوانبه بدءا من طرفه الشرقي أمام منطقة دليسبس وانتهاء بطرفه الغربي أمام منفذ الجميل الجمركي سجلت السطور انطباعات المواطنين وخواطرهم السريعة والتلغرافية علي ما يجري في الشارع المحظوظ.. وما يدور في معظم شوارع بورسعيد الأخري. في البداية يقول مصطفي أبو النصر تاجر لا وجه للمقارنة علي الاطلاق بين الشارع المحظوظ وبقية الشوارع.. فالأول يرفعون منه التراب ذرة.. ذرة يوميا وبقية الشوارع اختفت تماما تحت اكوام وجبال الزبالة التي لا تجد من يرفعها. الاول يستحق الحسد علي ما وصل له والبقية تستحق البكاء علي ما آلت إليه تحت سمع وبصر كل التنفيذيين ببورسعيد, وكل القيادات الشعبية بالمحافظة. ونتمني أن نعيش حتي نري الشوارع المحيطة بمناطق زرزارة وعزبة أبو عوف, والاحياء الشعبية بالسلام والتصنيع والزهور علي نفس مستوي شارع23 يولية.. وهي مهمة سهلة.. لو وجد الضمير الحي.. واختفي الفساد ساعة واحدة يوميا. ويقول المواطن أيمن عبد الصمد: هناك حل بسيط جدا.. كفيل بتحويل شوارع بورسعيد بأسرها الي نماذج مماثلة لشارع23 يولية في النظافة ومستوي الخدمات.. وهو حل لن يقبله أي من القيادات التنفيذية بالمحافظة.. طبعا ويقضي بنقل مكتب السيد اللواء المحافظ الي أخر مبني اداري بحي الزهور أوحي الضواحي الواقعين علي اطراف المدينة جنوبا وغربا.. وهو ما سيضمن قيام جميع رؤساء الاحياء بواجباتهم تجاه كل الشوارع المؤدية لمكتب المحافظ الجديد.. ومن ثم تتحول بورسعيد من مسخرة الي جوهرة بالفعل. ويقول أمير السيد فاروق من قاطني منطقة السلام: ما يغيظني بالفعل هو فرمان منع انتظار السيارات بالمنطقة المحيطة بمبني المحافظة( في المنطقة المواجهة لمدرسة أشتوم الجميل) وهي منطقة مكتظة بالموظفين والمترددين علي ديوان عام المحافظة.. والذين لا يجدون أماكن لانتظار سياراتهم علي الرغم من وجود مساحة كبيرة بجوار الرصيف خالية ومناسبة.. ولا ندري الي متي يستمر هذا الفرمان الظالم؟