يري عدد من لاعبي الكرة المصرية السابقين ضرورة حدوث وقفة من جانب المسئولين للحد من ظاهرة ارتفاع أسعار لاعبي الكرة في مصر, وجاءت الرؤية بعد أن أثبت اللاعب المصري انه لم يستوعب حتي الآن مفهوم الاحتراف بشكل كامل وصحيح وبعد أن كشفت الهزيمة المذلة التي تلقاها منتخبنا أمام نظيره الغاني إمكانات وقدرات اللاعب المصري في مواجهة فريق يدرك لاعبوه الأسس والقواعد التي تقوم عليها الاحتراف بجانب أن الأحداث التي تمر بها البلاد أدت إلي تعطل المنظومة الكروية بالتعاقد مع اللاعبين بمبالغ خيالية. ويؤكد محمود بكر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق ورئيس نادي الأوليمبي الأسبق أنه ولابد من أن تدارك مسألة الأسعار الخيالية للاعبين خاصة أن الظروف التي تمر بها البلاد أثرت بالسلب علي الحياة الرياضية بشكل عام وكرة القدم علي وجه الخصوص, وأدت إلي إفلاس الأندية بعد أن توقف الرعاة عن ضخ الأموال بجانب المراهقة الإدارية التي أصابت عددا من رؤساء الذين يتفاخرون بإنفاق الملايين علي لاعب لا يستحق حتي مئات الجنيهات وذلك ما كشفته مباراة المنتخب أمام غانا التي شهدت مواجهة بين منتخب يعرف افراده جيدا معني الاحتراف وهم أطفال في أندية أوروبا في مواجهة منتخبنا الذي تعامل مع الوضع كما كان يؤدي مبارياته في كأس الأمم الإفريقية التي تختلف بشكل كبير عن تصفيات كأس العالم. ويقول محمود أبو رجيلة عضو لجنة الكرة بنادي الزمالك إن اللاعب المصري لا يستحق هذه المبالغ الخيالية التي يحصل عليها نظير تجديد عقده أو انضمامه لأي نادي, مؤكدا أن منتخب غانا كشف حقيقة لاعبينا وإذا كان المنتخب أدي المباراة بأفضل عناصره حسب ما قاله الأمريكي بوب برادلي فما حال اللاعبين الذين لم تشملهم اختبارات المنتخب. وأضاف انه لابد من تغيير آلية التعامل مع اللاعبين واعتماد الأندية علي قطاعات الناشئين بها خاصة أن المهمة الأساسية لفرق الشباب والناشئين بأي ناد إمداد الفريق الأول مع ضرورة وضع سقف مالي للتعامل مع اللاعب المصري خاصة اننا لم نر لاعبا مصريا محترفا في اكبر الأندية الأوروبية مثل ميلان وتشيلسي ومان يونايتد والإرسنال وريال مدريد أو برشلونة حتي لو إجبرنا علي العودة لزمن الهواه الذي لم يشهد مثل تلك الهزيمة المخزية التي تلقاها منتخبنا في كوماسي. وأكد حسن الشاذلي المشرف العام علي جهاز الكرة ونجم الترسانة الأسبق أنه لا يوجد معيار للاحتراف لأنه يعتمد علي العرض والطلب بناء علي الاتفاق بين إدارة النادي واللاعب, مشيرا إلي الأزمة المالية جاءت نتيجة لعدة أسباب أولها تجمد النشاط وتوقف بطولة الدوري وأن اتفاق لاعب مع ناديه وحصوله علي مبلغ معين10 ملايين علي سبيل المثال يكون فقط لكي يلعب ويشارك بصفة مستمرة لا أن يكون حبيس دكة البدلاء أو يكتفي بالتدريبات في وقت لا توجد به أي بطولة أو منافسة. وأضاف الشاذلي أن ما يحدث الآن أزمة بلد وليس اللاعب نفسه, مؤكدا أن ناديي الأهلي والزمالك هما السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار بعض اللاعبين وباقي الاندية لا تستطيع أن تجاريهما في ذلك فعندما طالب الأهلي التعاقد مع محمد أبو تريكة عندما كان لاعبا ضمن صفوف الترسانة لم يستطع الترسانة أو اللاعب رفض الانتقال لعدم قدرة النادي علي الرفض, وهو الأمر ذاته الذي حدث عندما نجح الأهلي في شراء أفضل اللاعبين في مصر واشتري لاعبي الإسماعيلي وهو هدف أي ناد يسعي لتحقيق البطولات. وقال محمد حلمي المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي إنبي إن العند بين نادي الأهلي والزمالك يسهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار اللاعبين في مصر قائلا: عندما يقدم أحد الناديين علي شراء لاعب قيمته100 ألف جنيه دون أي مبرر إلا أن أحدهما تدخل في الصفقة للفوز باللاعب علي الرغم من قلة إمكاناته وعدم أحقية اللاعب بالمبلغ المدفوع فيه. وأضاف أن المنظومة الرياضية في مصر لن تنجح لأنها تدار وفقا للأهواء الشخصية ومن الصعب جدا تحقيق مبدأ العدل, مؤكدا أن أي إنجاز تحقق جاء بالعشوائية وليس النظام القائم. وقال أسامة عرابي المدير الفني السابق للانتاج الحربي إن ارتفاع أسعار اللاعبين بدأت في الانحسار بالفعل بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد والدليل علي ذلك أن عددا كبيرا من اللاعبين المصريين بدا يتجه للعب في الدوريات العربية وأندية القسم الثاني وفرق الشركات والمؤسسات, مؤكدا أن الخسارة الثقيلة أمام غانا لم تكن بسبب ارتفاع أسعار اللاعبين أو أي مسائل مادية. واتفق طارق يحيي المدير الفني لمصر المقاصة مع أسامة عرابي, وأكد أن الأوضاع الحالية أدت بالفعل إلي الحد من مسألة تعاقد الأندية مع اللاعبين بمبالغ فلكية وذلك سيؤدي إلي ترشيد النفقات وسيعود بالإيجاب علي الكرة المصرية في الجوانب الفنية ايضا وستلجأ الفرق في الاعتماد علي قطاعات الناشئين بها وذلك ما بدأ بالفعل يحدث في الأندية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي. وأضاف ان الهزيمة الثقيلة أمام غانا وخروج منتخبنا بشكل فعلي من تصفيات كأس العالم للمرة السادسة علي التوالي لابد أن يكون بمثابة وقفة لنعيد حساباتنا في الأمور الخاصة بالاحتراف الذي لم يطبق في مصر بشكل صحيح حتي الآن. ويقول ربيع ياسين المدير الفني السابق لمنتخب الشباب وقلب دفاع الأهلي والمنتخب الوطني الأسبق أنه لابد من التدخل الحكومي للحد من مسألة ارتفاع أسعار اللاعبين بعد أن كشف المنتخب الغاني إمكانات وقدرات اللاعب المصري وبعد أن اتضح أن بطولات الأمم الإفريقية التي أحرزناها ثلاث مرات متتالية لا تمثل قيمة للمنتخبات الكبرية مثل غانا والكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار التي تهتم بشكل أكثر بالمشاركة في كأس العالم التي تمثل الاختبار الحقيقي للاعبيها المحترفين, مشيرا إلي ضرورة إقامة بورصة لتحديد أسعار اللاعبين علي ضوء مستوي كل لاعب وإمكاناته ومدي فائدته لمنتخب بلاده. وأكد طارق مصطفي المدرب العام لمصر المقاصة وصانع ألعاب نادي الزمالك السابق أنه لابد من تقنين الوضع المالي للاعبين في مصر بعد فضيحة كوماسي, مشيرا إلي أن إمكانات اللاعب المصري في الوقت الحالي لا تجعله جديرا بالأرقام الخيالية التي يحصل عليها للانضمام لصفوف أي فريق أو تجديد عقده. وقال: لابد من وضع سقف مالي لعقود اللاعبين وترشيد النفقات خاصة أن الأحداث التي تمر بها البلاد أثرت بالسلب علي الكرة المصرية, وأن كانت ليست شماعة لتعليق الفشل الذريع والهزيمة المخزية في كوماسي. رابط دائم :