من المفارقات المدهشة، ان دويلة قطر التي تزعم انها تناصر الحريات، وتدعم كفاح الشعوب، تثبت كل يوم أنها دولة فاشية، استبدادية، لا تؤمن بالحرية، ولا بالديمقراطية، التي تصدعنا بها قناة الجزيرة الممولة من قطر من أجل تخريب العقول وتزييف الحقائق والتغطية علي الاستبداد القطري، والقمع السافر الذي تمارسه السلطات ضد اصحاب الرأي، وآخر ما قامت به آلة القمع، وسلاح القهر القطري، الحكم الصادر ضد الشاعر محمد بن راشد العجمي الملقب بابن الذيب الذي حكم عليه أمس الاول بالسجن 15 عامًا بتهمة التحريض علي قلب نظام الحكم في قصيدة شعرية نظمها بمناسبة ثورات الربيع العربي لتبرهن بهذا الحكم عن دولة متسلطة، وحكومة دكتاتورية تناهض حرية الرأي والتعبير. الغريب أن القصيدة التي اعتبرتها السلطة القطرية تحريضا علي قلب نظام الحكم منشورة علي موقع يوتيوب تتضمن إشادة بالانتفاضة التونسية التي أفضت إلي زوال نظام زين العابدين بن علي، وأعرب فيها الشاعر عن تمنياته بأن يصل التغيير إلي بلاد عربية أخري، مع تلميحات قوية في القصيدة قد تشير إلي دول خليجية ومنها قطر وفي هذه القصيدة، يهنئ ابن الذيب تونس ويقول "عقبال البلاد اللي جهل حاكمها يحسب أن العز في القوات الأمريكية". ويقول ايضا "كلنا تونس في وجه النخبة القمعية". وعلي أثرها تحركت آلة القمع القطري لتوجه محكمة امن الدولة العليا اتهاما صريحا للرجل ب"التطاول علي رموز الدولة والتحريض علي الإطاحة بنظام الحكم في قطر". هذه الواقعة لم تكن الاولي في قائمة القمع القطري، ولن تكون الأخيرة في سلسلة الوقائع التي تقدم الادلة الدامغة، علي استبداد هذا النظام الفاشي، فقبل اسابيع كانت هناك واقعة مصرع نحو 70 عاملا من نيبال بقطر نتيجة نظام السخرة الذي تستخدمه السلطات في المنشآت الرياضية التي تقيمها استعدادا لكأس العالم وهي القضية التي لا تزال محل تحقيق دولي قد ينتهي بخروج قطر من تنظيم البطولة. المثير للسخرية، ان منظمات حقوق الإنسان الدولية لم تلتفت إلي واقعة حبس الشاعر القطري، ولا أمريكا التي صدعتنا بدفاعها الزائف عن حقوق الانسان لم تدن هذه الواقعة حفاظا علي مشاعر الصديقة قطر، ولا قناة الجزيرة التي تزيف الحقائق عن الاحداث في مصر علي مدار الساعة لم تشر من قريب او بعيد لهذه الواقعة، بينما تصر علي بث الاكاذيب، دون خجل وبلا استحياء، لكن تبقي الحقيقة التي لا تريد قطر ان تعترف بها ان مصر ام الدنيا لم تحبس شاعرا قال رأيه في وزير أو رئيس. كما ان مصر الكبري لن تهزها قناة مأجورة أو نظام عميل لأمريكا. وستبقي دولة حرة رغم انف المستبدين. رابط دائم :