أنطلق عبد الرحمن, حاملا طفله الرضيع, إلي الوحدة الصحية بمركز يوسف الصديق, بمحافظة الفيوم, وبعد وصوله, أخذ يبحث عن الطبيب, ولكنه لم يكن موجودا, جلس علي أريكة متهالكة أمام حجرة الطبيب ينتظره, وهو يضم ابنه إلي صدره ويضمه داخل جلبابه المتهالك, ومرتكزا بظهره علي حائط متسخ للغاية, وتحيط به الأتربة في كل مكان, واستمر ينتظر ... وينتظر, حتي جاءه صوت أجش من بعيد, هو الخفير, المسئول عن حراسة الوحدة, قائلا: ما تتعبش نفسك مافيش دكاترة بتيجي الوحدة, شوف وحدة ولا مستشفي تانية, وقع هذا الخبر علي الرجل كالصاعقة, فابنه الرضيع حرارته مرتفعة, انتفض من مكانه ثم مشي بخطوات يائسة ناحية باب الوحدة الصحية, ونظر إلي المبني وسوء حالة النظافة به, وعدم وجود طبيب أو أجهزة, وتمتم لنفسه بكلمات واضحة هكذا تعامل الدولة أبناءها المرضي والفقراء الذين يحتاجون للعلاج. وتشهد محافظة الفيوم نقصا وترديا في حالة الخدمات الصحية بالمحافظة, كما أن الوحدات الصحية بعضها غير مجهز, والبعض الآخر بدون طبيب, والبعض الآخر به مخالفات لمكافحة العدوي, وأخري مخالفات مالية وإدارية, وذلك في الوقت الذي قام به وكيل وزارة الصحة بتشكيل مكتب فني ولجنة للمتابعة تتكون من العديد من الاطباء ورؤساء الادارات بمديرية الصحة لمراقبة أداء المستشفيات المركزية والوحدات الصحية. وتعاني القري والتوابع بمركز يوسف الصديق, من سوء حالة الوحدات الصحية, حيث أن الوحدات الصحية بقري حنا حبيب, وسيدنا الخضر, مغلقة تماما, رغم أنها مجهزة وفي عدد من المجالات كالباطنة, والاسنان, كما ان طبيب الوحدة لا يحضر نهائيا. وتقع قري مركز يوسف الصديق في نهايات المحافظة, وتعد من المناطق النائية التي تعاني من نقص الخدمات الصحية, ومياه الشرب والصرف الصحي, وينتشر بها العديد من الأمراض الوبائية, في ظل وجود الوحدات الصحية خارج الخدمة. قال محمود عبد الصمد, إن الوحدة الصحية مغلقة منذ إنشائها قبل عدة سنوات, حيث تم الانتهاء من الإنشاءات الخاصة بالمبني, وتجهيزها بمختلف الاجهزة الطبية, ولكن منذ ذلك الوقت ولم يدخلها طبيب واحد, مشيرا أن الوحدة غير مؤمنة فمن الممكن أن يدخلها أي شخص ويسرق محتوياتها من الاجهزة. وفي منطقة كوم أوشيم الصحرواية التابعة لمركز طامية,عبر الاهالي عن استيائهم وغضبهم الشديد عن تعطل مستشفي كوم أوشيم القروي بالكامل منذ عدة سنوات وتحولت المستشفي إلي أطلال ومراعي للأغنام علي حد تعبيرهم, وقد تم سحب جميع الأجهزة الطبية وتحويلها إلي مستشفيات أخري بالمحافظة بالإضافة إلي أن المستشفي لايحضرها الأطباء إلا مرة كل أسبوع وليس بصفة دورية, وتركت المستشفي مجرد جدران البعض منها متصدع كل هذا جعل هناك حالة من الغضب والتذمر بسبب توقف المستشفي تماما عن العمل وخاصة أن هذه المستشفي تخدم ما يقرب من مائة ألف مواطن بقري الجمهورية وناصر والعمال والعشش القبلية والبحرية وتوابعهم بمنطقة كوم أوشيم. وتتكون المستشفي من مبنيين كلا منهم يتآلف من طابقين, وكان المبني الأول يتم استخدامه كمستشفي وعيادات خارجية وغيرها أما المبني الثاني فكان مركز للتحاليل والبلهارسيا والتطعيمات والإدارة وهذا هو المبني الذي يعمل حاليا أما المبني الأول فهو متوقف تماما, يطالب الاهالي بضرورة تشغيل المستشفي. ويقول إبراهيم دسوقي السيد إن المبني الثاني بالمستشفي هو الوحيد الذي يعمل حيث يتم تقديم التطعيمات للأطفال فقط هذه هي الخدمة التي تقدم أما المبني الأول والرئيسي بالمستشفي والذي كان يضم عيادات خارجية وغرف عمليات ووحدة استقبال طوارئ ولكن كل ذلك توقف تماما, كما لايوجد أطباء يحضرون إلي المستشفي بصورة منتظمة حيث انه الطبيب يحضر مرة واحة أسبوعيا ولكن بصورة غير منتظمة. وفي مستشفي إبشواي تبين اغلاق قسم الرمد بالمستشفي منذ اكثر من01 أيام رغم وجود طبيبين للرمد بالقسم مما يضطر المرضي الغير قادرين اللجوء الي الذهاب الي مستشفي رمد الفيوم للعلاج وغياب3 أطباء أسنان الامر الذي يؤدي الي توقف العمل بعيادة الاسنان. وقد شكل الدكتور مدحت شكري, مكتبا فنيا, ولجانا للمتابعة برئاسة الدكتور إبراهيم عمر, ورصد جميع المخالفات الموجودة في المستشفيات المركزية والمستشفي العام, والوحدات الصحية, وذلك بالإضافة إلي جولات اليومية والمفاجئة لمراقبة الخدمات الصحية المقدمة للمرضي في مختلف أنحاء المحافظة. وقرر وكيل وزارة الصحة إحالة مدير مستشفي ابشواي المركزي و5 أطباء بقسمي الرمد والأسنان للتحقيق بناء علي تقرير المتابعة لسير العمل بالمستشفي الذي أعدته ادارة المتابعة بمديرية الصحة, والتي رصدت المخالفات السابقة, بعد شكاوي عديدة من المرضي والمواطنين الذي تصادف وجودهم بالمستشفي, من الإهمال وعدم الرعاية بالمرضي وعدم الاهتمام بتشغيل العيادات بصفة منتظمة ومستمرة. وكان قد قرر في وقت سابق وقف مدير الإدارة الصحية بمركز يوسف الصديق عن العمل, وتكليف الدكتورة ماجدة رشدي للقيام بعمل مدير الإدارة, كما قرر تشكيل لجنة من مديرية الصحة لفحص الأعمال المالية والإدارية الخاصة بالإدارة الصحية, بعد ان لاحظ عدد من المخالفات داخل الادراة, والوحدات الصحية بالمركز. رابط دائم :