منذ أكثر من 80 عاما كان دائما صدام جماعة الإخوان المسلمين مع نظام الحكم إلا إن بعد ثورة 30 ينويو تغير الأمر تماما وتحول الصدام مع المواطنين بالشارع المصري، وذلك بعد تحرر المواطنين من قيود وسيطرة الجماعة بعد اكتشاف كذبها مبكرا خلال عام واحد وفشلها في إدارة شئون البلاد. إسلام خليفة 25 عاما يقول إن صدام الإخوان مع المواطنين بالشارع المصري يعود لسببين هما تأييد أغلب المواطنين للخطوة التي اتخذتها القوات المسلحة بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وأيضا عدم تصدقيهم لمسألة خروجهم من سدة الحكم بعد مرور عام واحد فقط. وأضاف أن صدام الإخوان بالمواطنين أدي إلي انتحار الجماعة سياسيا وضياع أية فرصة لوجودهم مستقبلا في النظام السياسي المصري. ويضيف أحمد عبدالحليم 30 عاما أن صدام الإخوان مع المواطنين يعود لتخوين اي شخص غير منتمي للجماعة، بل وصل بهم الحال للتكفير مما أثار غضب الشارع المصري. وتابع أن الجماعة فقدت حب الناس وانكشف وجهها الحقيقي في كيفية اللعب علي وتر الدين للوصول لأغراضها. وأكد أحمد كامل 22 عاما أن عدم وعي الجماعة سياسيا هو السبب الحقيقي وراء الصدام مع المواطنين. لافتا إلي أن ما تفعله الجماعة حاليا غباء سياسي وهو الصدام مع الشعب بأكمله باختلاف فئاته، الأمر الذي نتج عنه الخروج من الحياة السياسية لسنوات كبيرة قد تصل ل 50 عاما لحين إعادة ترتيب أوراقهم مرة أخري إصلاح ما اقترفوه من أخطاء. في غضون ذلك، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سبب صدام جماعة الإخوان مع الشارع المصري يعود إلي أن المواطنين توقعوا من حكم الإخوان مشروع إسلامي حقيقي يقضي علي الفساد ويضع أسس نهضة مصر في جميع المجالات، إلا أنهم أصيبوا بصدمة غياب الكوادر لدي الجماعة وأتضح عدم امتلاكهم فكر الإدارة أو كوارد تستطيع قيادة دولة بحجم مصر. وأشار إلي أن الشعب المصري شعر بالاستياء جراء السعي لأخونة الدولة وإقصاء التيارات الأخرى المعارضة لسياسات الجماعة وتحطيم قاعدة مشاركة لا مغالبة. وأضاف أن الإخوان فشلوا في تقديم مشروع قومي قادر علي جمع أبناء الوطن حول أهداف واضحة لتحقيق التنمية وكسب تأييد دول العالم الخارجي، قائلا الإخوان انكشفوا بسرعة لذلك اصطدموا بالمواطنين. ومن جانبه يري الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك عدة أسباب تكمن وراء صدام الإخوان بالمواطنين بالشارع المصري أبرزها غياب الكوادر الإخوانية القادرة علي ممارسة السياسية واتخاذ القرار السليم الذي يصب في مصلحة الجميع وليس فئة دون الأخري. وأكد أن الإخوان أساءوا استثمار الفرصة التاريخية بوصولهم للحكم مع أغلبية بمجلسي الشعب والشورى قبل حلهما، في ظل تعاطف كبير من الشارع المصري إلا أنهم للأسف لم ينظروا إلا لأنفسهم وأقصوا الشباب الذي كانوا شرارة ثورة 25 يناير وأيضا ثورة 30 يونيو. وأوضح أن الإخوان حكموا البلاد بطريقة سيئة للغاية، ما يثبت أنهم جماعة تعمل بكفاءة عالية تحت الأرض وليس فوقها. وأشار إلي أن الشارع المصري كان متعاطفا بشكل كبير مع الإخوان خلال الأنظمة السابقة، لكن تحول التعاطف إلي عداء بسبب سياستهم الإقصائية والاستبدادية والتي تمثلت في الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي والذي جعله كالإله لا يمكن الطعن علي قراراته أمام القضاء، فضلا عن دستور 2012 الذي لم يعبر عن جميع فئات الشعب. وأضاف أن حكم الإخوان فقد ثلاثة محركات مهمة في استقرار أي دولة هم (القضاء، الجيش، الإعلام)، حيث دخل الرئيس المعزول في صدام عنيف معهم، فضلا عن استمرار تدهور الوضع الأمني والذي أثر بالطبع علي الحالة الاقتصادية لتدخل الدولة في عهدهم نفق مظلم. رابط دائم :