فيما يعد تراجعا غريبا في الموقف التركي.. قررت أنقرة عدم المشاركة في أسطول الحرية2 المقرر انطلاقه إلي غزة بمساعدات انسانية خلال أيام, رغم عدم استجابة إسرائيل لمطلبها الثالث والمتعلق برفع الحصار عن غزة. في الوقت الذي شيع عشرات آلاف الاتراك ضحايا الهجوم الإسرائيلي علي قافلة الحرية الاثنين الماضي. فقد كشفت صحيفة( طرف) التركية امس عن تراجع تركيا عن إرسال سفينة مساعدات إلي غزة في حماية السفن الحربية التركية ضمن( أسطول الحرية لغزة-2) ردا علي الهجوم الإسرائيلي علي سفينة( مرمرة) الزرقاء التركية التي كانت تتقدم5 سفن أخري للمساعدات ضمن أسطول الحرية الاثنين الماضي. وقالت الصحيفة: إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ناقش هذا الأمر مع رئيس الأركان والقادة العسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن خلال الاجتماع المصغر لمجلس الأمن القومي برئاسته أمس الأول, لكن المسئولين المشاركين في الاجتماع رأوا تعليق هذه الخطوة بناء علي موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمم المتحدة. وأضافت: أن المجلس قرر تعليق هذه الخطوة بعد أن استجابت إسرائيل لمطالب أنقرة بالإفراج الفوري عن الناشطين المعتقلين المرافقين لقافلة أسطول الحرية وتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في هجومها علي سفن القافلة, وبقي المطلب الثالث وهو رفع الحصار عن غزة. و أكد الرئيس التركي عبدالله جول أن إسرائيل ارتكبت خطأ تاريخيا لا يمكن أن يمحي بهجومها علي قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة وأن العلاقات بينها وبين تركيا لحقت بها أضرار لا يمكن إصلاحها, ولا يمكن أن تعود العلاقات معها الي مجراها الطبيعي كما كانت من قبل. وأضاف جول أن المواطنين الأتراك الذين قتلوا في الهجوم علي القافلة هم شهداء لأنهم كانوا يقومون بمهمة انسانية لايصال المساعدات الي إخوانهم المحاصرين ولم يكونوا يحملون سلاحا أو اية آلة اخري يدافعون بها عن انفسهم. وأشار الي أن الدولة والحكومة في تركيا اتخذت العديد من الخطوات المهمة للرد علي الهجوم الإسرائيلي قائلا: إسرائيل ستعرف خطأها وستندم عليه في المستقبل. بينما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل العمل بشتي الطرق القانونية لمعاقبة المسئولين الإسرائيليين عن الهجوم علي قافلة المساعدات الإنسانية لغزة. وفي بروكسل أكد وزير المالية التركي محمد سميشك امس ان اسرائيل أوقعت ضررا بالغا بعلاقاتها مع انقرة. وأعرب سيمشك خلال لقائه مع أعضاء المركز السياسي الأوروبي عن اقتناعه بأن هذا الضرر يصعب في الوقت الحالي اصلاحه علي صعيد العلاقات السياسية بين البلدين. في الوقت نفسه عاد السفير التركي في تل أبيب أوجوز شليكول الي اسطنبول امس بعد استدعائه احتجاجا علي الاعتداء الاسرائيلي. وعاد السفير التركي بعد انتهاء اجراءات عودة جميع الجرحي والناشطين المرافقين للقافلة الي اسطنبول وسينتقل الي انقرة بعد ذلك لعقد مشاورات بوزارة الخارجية. وفي اسطنبول احتشد عشرات الاف الاتراك الغاضبين للصلاة علي ارواح ضحايا الهجوم الاسرائيلي, ورددوا شعارات معادية لاسرائيل.