كسرت فرقة التنورة المصرية للفنون التراثية حاجز اللغة في عدد من المدن الصينية, التي خرج أبناؤها للاستمتاع بهذا اللون الإبداعي الوافد من القاهرة قلب الثقافة العربية والاسلامية,ومهد الحضارة الانسانية.. . من القاهرة التي تخوض حربا ضد دعاة التطرف والأرهاب, وتكافح أمراض التيارات الظلامية, وتحافظ في تحدي علي هويتها الثفافية الوطنية الأصيلة لتبني مستقبلها المأمول, في ظل متغيرات دولية وأقليمية عاصفة. ففي مدينة ييتشانغ التي تبعد نحو8 ساعات عن العاصمة الصينية بكين خرج الصينيون إلي الشوارع لمتابعة العرض المفتوح الذي قدمته فرفة التنورة في بلدة تسيقوي مسقط رأس شاعر الصين العظيم تشيوي يوان وذلك ضمن فعاليات مهرجان الصين الدولي التاسع للفلكلور, مبدين إعجابهم بهذا اللون الذي يرونه للمرة الأولي. كما قدم أعضاء فرقة التنورة استعراضات فنية في ميدان يانج بوسط مدينة ييتشانغ التابعة لمقاطعة هوبي الصينية, لتتقاسم الثقافة والفنون المصرية مع المواطنين المحليين الذين صفقوا طويلا لعروض الفرقة, وبخاصة رقصة التنورة التي نالت القسم الأكبر من التصفيق والأعحاب, وعقب الأحتفال أصرالجمهورعلي التقاط الصور التذكارية مع أعضاء الفرقة وهم: تامر السعيد وأحمد علوان ومحمد سمير و صابر رمضان ومصطفي مفتاح و خالد أحمد وأبراهيم السيد وكريم الشافعي وسامح متولي وحسن بدر وناجح السيد وعادل الخلوصي وعادل يوسف. وقالت الفتاة الصينية وانغ تشي: لقد تابعت بإعجاب شديد هذه اللوحات الفنية والموسيقية التي قدمتها الفرقة المصرية, وعلي الرغم من أنني أعرف القليل عن اللغة العربية إلا أنني أشعر بتجاوب شديد مع هذه الألحان والأناشيد التي تعكس ثقافة أصيلة وتراثا ثريا. وأضافت: أن الفن لغة عالمية سامية تحمل ثقافات الشعوب لبعضهم البعض وتحقق التواصل الإنساني ولست أنا وحدي التي تجاوبت مع هذا التراث الإنساني المصري وإنما كثيرون غيري, وقد انعكس ذلك في التتشجيع التلقائي والتحلق من سكان مدينتي حول فرقة التنورة. من جانبه قال المخرج الأمريكي بول وكمان: إنني أتابع فرقة التنورة والعديد من فرق الإنشاد الديني في العالم العربي والإسلامي بحكم اهتمامي بالفنون الشعبية والتراثية وباعتباري فنانا ومخرجا أقدر الفلسفة الانسانية العميقة التي تحملها هذه الفرقة خلال أناشيدها ومعزوفاتها, وهذا شأن كل فن وإبداع يحمل الحب والخير والجمال ويدعو للتسامح والتواصل, فالفن لغة عالمية ولكل ثقافة تميزها وخصوصيتها, والفلسفة المصرية عميقة وقد انعكس ذلك علي الألوان الفنية والإبداعية والأشكال الفنية التي تقدمها الفرق المصرية انطلاقا من هذه الثقافة وذلك الموروث الذي هو جزء أصيل من الثقافة الإنسانية. تجدر الأشارة الي أن كل من مدينة ييتشانغ والعاصمة الصينية بكين تستضيفان حاليا وعلي مدي15 يوما فعاليات المهرجان الدولي للفلكلور,عددا من الفرق الفنية الشعبية من مختلف قارات العالم مثل: فرقة التنورة المصرية وفرقة جامعة يوتا الأمريكية, اضافة الي فرق من بولندا وأسبانيا والسنغال وأستراليا وأثيوبيا وروسيا والمكسيك وباكستان,بالإضافة لبعض الفرق الصينية المتنوعة. المهم أن هذا الحرص علي جعل مهرجان الصين فرصة للمتعة والتجاور والحوار والتأمل في قضايا المجتمع وأسئلة العصر, إنما هو اعتراف بدور الفنون الشعبية والتجربة الفنية عموما, في تكوين المواطن وحفزه علي التفكير والنقد والتواصل. وأحسب أنه تقليد جد إيجابي تأسس علي امتداد أكثر من9 سنوات عكس مختلف التوجهات في التعبير الفني والتحليل الثقافي, وفتح الطريق أمام المواهب الفنية الجديدة وأمام تلاقح الأشكال التعبيرية المتباينة سواء في الصين أو أسيا أو أقطار العالم; ومن ثم يكتسب المهرجان طابعا كونيا لمزج الأساليب والأشكال وطرائق الإبداع معا. رابط دائم :