بين سماوات القاهرة و بكين مرورا ببلاد العرب والفرس والهند والسند, طارت فرقة التنورة للفنون التراثية ليل12 ونهار13 سبتمبر الجاري, أي نحو16 ساعة متواصلة علي متن خطوط مصر للطيران, لكي تمثل وزارة الثقافة المصرية في فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الفلكلور الدولي والذي تقيمه الصين كل ثلاثة أعوام, وتشارك فيه هذا العام نحو7 دول. وخلال هذه الرحلة الطويلة سنحت لي الفرصة لاجراء حوار جاد ومفيد مع أعضاء الفرقة الذين زاروا مختلف دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا, يقدمون تجربة عملية وصورة انسانية تنبض بالحياة عن الثقافة والفنون المصرية, وبصراحة ولأن هذا الحوار فتح أمامي طريقا وفرصة ذهبية كي أتعلم عدة معان لعل أبرزها وأكثرها وضوحا هي قيم التواضع والاندماج والعمل المشترك التي يعبر عنها محمود عيسي وأعضاء فرقته, لذلك فقد أحببت أن يشارك القارئ الكريم معي تعلم مثل هذه القيم والمعاني والتي أتصور أننا في أمس الحاجة اليها هذه الأيام, خصوصا أن لجنة الخمسين تعكف حاليا علي انجاز دستور عصري يليق بمصر والمصريين بعد ثورتي25 يناير و30 يونيو. سألت الفنان محمود عيسي مدير فرقة التنورة للفنون التراثية ونحن نغالب أجواء النعاس الذي انتابنا نظرا لطول المسافة من القاهرة الي مطار قوانغنشو ثم الوصول الي مطار ومدينة بيتشانغ حيث يقام المهرجان عن الفلسفة التي تكمن وراء هذا الفن فأجاب قائلا: إن رقصة التنورة هي فن صوفي يتميز بطابع خاص فريد في نوعه, إذ تعتمد علي الحركات الدائرية, وتنبع من الحس الإسلامي الصوفي الذي له أساس فلسفي يرجع في جوهره إلي المفهوم المولوي, القائل إن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند ذات النقطة, ولذلك تكون دائرية عكس عقارب الساعة, مثل الطواف حول الكعبة. ومضي موضحا أن التنورة تعتمد علي الرموز بدرجة كبيرة, فعندما يدور راقص التنورة) اللفيف( حول نفسه, فكأنه الشمس ويلتف حوله الراقصون) الحناتية(, الذين يرقصون بآلة الإيقاع) المزهر(, وكأنهم الكواكب, ومن خلال الدورات المتعاقبة للتنورة يرمزون إلي تعاقب الفصول الأربعة. وبشكل عام, فإن إقبال الجمهور علي التنورة كبير جدا من المصريين والأجانب علي السواء, وحينما تقدم عروضها خارج مصر يكون إقبال الأجانب عليها فوق الوصف. وتضم الفرقة كلا من: ماجدة سلطان مندوب العلاقات الثقاقية وتامر السعيد وحسن سليمان ومحمد صلاح و صابر رمضان ومحمود علي و خالد أحمد وجمال هلال وكريم الشافعي وسامح متولي وحسن بدر وخلف درويش وعصام عبد المنعم ومحمد يوسف.