تعاني قرية كفر حسان التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية والتي يبلغ عدد سكانها حوالي25 ألف نسمة من أزمة الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي والتي لاتزال تبحث عن حل جذري بعد أن أصبحت تلك المشكلة تعكر حياة معظم أهالي القرية والذين أصبحوا مهددين بالإصابة بالأمراض البيئية الخطيرة خاصة الأطفال, بعد أن حاصرت المياه الملوثة معظم منازل القرية, بالإضافة لاختلاطها بمياه الشرب ورغم خطورة المشكلة واستغاثات وصرخات أهالي القرية المستمرة إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا لدي أي مسئول وتجاهل الجميع المشكلة تاركين أهالي القرية ومنازلهم ومركز الشباب الوحيد بالقرية يسبحون في مياه الصرف الصحي ولايجدون من ينقذهم من تلك الكارثة التي تشهدها القرية حاليا بل امتدت الأزمة إلي الموتي بعد أن طالتهم مياه المجاري وأغرقت قبورهم من كل جانب في مشهد مأساوي انتهكت معة حرمة الموتي في قبورهم واكتفي المسئولون والجهات المعنية بموقف المتفرج وكأن الأمر لايعنيهم وعن أسباب حدوث هذه المشكلة البيئية الخطيرة. يقول فتحي راشد من أبناء قرية كفر حسان بأن السبب المباشر وراء هذه المشكلة هو تهالك شبكة الصرف الصحي التي تم إنشاؤها بالجهود الذاتية منذ سنوات طويلة بسبب انتهاء عمرها الإفتراضي حيث لم تعد تتحمل الضغط المتزايد وأمام هذا الموقف قرر المسئولين عن هيئة الصرف الصحي انشاء مشروع داخل القرية ولكن للأسف قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بتسليم تنفيذ المشروع بالقرية إلي احدي شركات المقاولات المعروفة والتي رسي عليها المشروع ولكن هذه الشركة قامت بتسليم المشروع لمقاول من الباطن لتنفيذه بواسطة عمالة غير مدربة وفي غياب الإشراف الهندسي لعدم حضور مهندسين ومشرفين من الهيئة والشركة لمتابعة سير العمل في تنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم وهو ما أدي إلي تنفيذه بشكل عشوائي بالإضافة إلي توقف العمل بالمشروع لعدم وجود اعتمادات مالية لاستكماله, وقد أسفر ذلك عن تحطيم مواسير المجاري الحالية التي كانت تعمل مع كسر في خطوط مياه الشرب أيضا مما أدي إلي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وتسربها في النهاية أسفل المنازل بالقرية حتي أصبحت القرية تسبح حاليا فوق بحيرة من مياه الشرب والصرف الصحي. أما حمدي رأفت من أهل القرية فأكد أن عدد كبير من أهالي القرية اضطروا إلي ترك منازلهم الغارقة بمياه الصرف الصحي والتي أغرقتها المياه الملوثة خوفا علي حياتهم هم وأبنائهم من الإصابة بالأمراض البيئية بسبب تقاعس العاملين بالوحدة المحلية بالقرية والتي لاتقوم برفع المياه إلا بعد عدة أيام وهو ما يجبر البعض من أهالي القرية للقيام بعمليات الكسح ورفع المياه من حول المنازل علي نفقاتهم الخاصة والتي حولت حياتهم إلي جحيم. وأضاف رشاد عبد المجيد من أهالي القرية, أن المياه لم تقتصر علي الأحياء فقط ولكنها امتدت إلي مقابر الموتي بالقرية وطالت موتانا وانتهكت حرمتهم حيث تسربت المياه إلي داخل المقابر, وقد تأكد ووضوح ذلك اثناء قيامنا بدفن أحد الموتي من أبناء القرية حيث فوجئنا بارتفاع منسوب المياه داخل المقبرة وهو ما ينذر بخطورة وكارثة حقيقية خاصة بعد أن بدأت بعض القبور تتأكل وتتكشف نتيجة ارتفاع منسوب المياه بداخلها مما أثار غضب واستياء الأهالي مطالبين بسرعة وضع حد نهائي للمشكلة تكريما للأحياء والأموات علي حد سواء. وأشار عبد الوهاب حمدان مدرس بالقرية ان مركز الشباب المتنفس الوحيد لشباب القرية أصبح تحاصره ايضا مياه الصرف الملوثة من كل جانب وهوما أدي لعزوف الشباب عن التوجة لممارسة انشطتهم بالمركز كالمعتاد واضطروا للجوء للجلوس علي المقاهي والطرقات وفي النهاية وأمام هذه الكارثة البيئية الخطيرة نناشد أهالي قرية كفر حسان التابعة لمركز سمنود غربية اللواء محمد نعيم محافظ الغربية بانقاذهم وانقاذ اطفالهم وموتاهم وشبابهم قبل أن تقع الكارثة.