توقعت دراسة بحثية أعدها قسم الأبحاث في أورينت بلانيت ألا يكون للتطورات المتلاحقة ضمن قطاع الطاقة العالمي تأثير كبير علي المكانة الريادية لمنطقة الشرق الأوسط في هذا المضمار علي المدي الطويل. وتفيد النتائج الواردة في الدراسة بأن المنطقة ستواصل الحفاظ علي مكانتها باعتبارها القوة الأبرز عالميا علي مستوي الطاقة, علي الرغم من تطوير الشركات الأمريكية حلول تكنولوجية حديثة تستهدف زيادة إنتاج النفط واكتشافات الغاز الصخري في الأمريكيتين. وبالنظر إلي المعطيات السابقة ووفق الدراسة, يبرز السؤال حول كيفية تأثير النهضة النفطية في الولاياتالمتحدة علي منطقة الشرق الأوسط في ظل تقديرات الوكالة الدولية للطاقة. وتلفت الدراسة إلي أن نسبة الصادرات النفطية من الشرق الأوسط إلي الولاياتالمتحدة تبقي أقلا مما هو متوقع, بما نسبته16% فقط من إجمالي الواردات الأمريكية, ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية, وهي الوكالة الرئيسية للإحصاء والتحليلات التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية, استوردت الولاياتالمتحدة ما يصل إلي2,58% من البترول والنفط الخام في عام2007, منها1,16% فقط من دول مجلس التعاون الخليجي, في حين استحوذت الدول في الغرب علي49% من الواردات النفطية الأمريكية, مقابل21% للدول الإفريقية, وترأست كندا قائمة الدول المصدرة للنفط إلي الولاياتالمتحدة في العام نفسه بنسبة2,18%, تليها المكسيك بنسبة4,11%, والسعودية في المرتبة الثالثة بنسبة11%. ووفقا للدراسة, لا يتوقع أن يحدث انخفاض في الطلب علي النفط, ولن يثير هذا الأمر حاليا مخاوف الدول العربية المصدرة للنفط, بالنظر إلي المعطيات الراهنة, وستواصل الاقتصادات العالمية علي المدي الطويل طرق أبواب جديدة والبحث عن سبل للتعافي من اثار الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة. وفي منطقة الشرق الأوسط وحدها, دفعت مجموعة من العوامل أهمها برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي أطلقتها دول عدة في المنطقة معدلات الاستهلاك والطلب علي النفط, كما أشارت العديد من الدراسات إلي أن استهلاك الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية, ارتفع بما يزيد علي40% ما بين عامي2000 و2010, مع تمتع السعودية بحصة الأسد من الاستهلاك.