جاء قرار الولاياتالمتحدة بإغلاق سفاراتها في الشرق الأوسط وإفريقيا لاستشعارها الخطر بعد الكشف عن اتصالات جرت بين أيمن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة الذي تولي التنظيم عقب مقتل أسامة بن لادن وناصر الوحيشي رئيس التنظيم في شبه الجزيرة العربية. وهو ما جعل واشنطن تسارع بإغلاق سفاراتها في المنطقة المضطربة أمنيا وإعلان حالة التأهب في الداخل خوفا من اي تفجيرات قد تستهدف منشآتها أو ميادينها, وهو ما يؤكد فشل الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والذي قال عنها الرئيس باراك أوباما إنها ناجحة إلي أبعد درجة, بل وأنه نجح في اقصاء القاعدة ووضعها علي طريق الهزيمة, إلا أن مواقفه الحالية تؤكد أن استراتيجيته هي من تسلك هذا الطريق وليس القاعدة التي نجحت باتصالاتها في غلق جميع السفارات الامريكية في المنطقة. وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الامريكية إن التواريخ تتغير والتهديد واحد, مشيرة إلي أنه رغم زعم الولاياتالمتحدة بالقضاء علي القاعدة معنويا ونفسيا باغتيال كبار قاداتها إلا أنها لاتزال تمثل تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية بل, وأنها نجحت في تصدير الرعب والخوف في نفوس الأمريكيين الذين باتوا حذرين أكثر من اللازم بعد التوصيات الأمريكية بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر خلال الوجود في الأماكن العامة. وقالت الصحيفة إن المخاوف الأمريكية من الهجمات الإرهابية الوشيكة في العالم الإسلامي عقب الغارة الأمريكية التي شنتها طائرة بدون طيار في اليمن وتسبب في مقتل7 عناصر من القاعدة, لذا سارعت واشنطن باغلاق سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في إفريقيا وأوروبا خوفا من أي هجمات وشيكة, خاصة مع انتهاء شهر رمضان وحلول العيد الذي يعد كلمة السر لشن الهجمات الإرهابية لأن تلك الكلمة تكررت كثيرا وبشكل مبالغ فيه خلال المكالمات التي اجرتها عناصر بارزة من التنظيم وتنصتت واشنطن عليها, مشيرة إلي أنهم قد يكونوا اختاروا هذا التوقيت لانه كعادة العرب يستعدون فيه للاحتفال بتلك المناسبة ولن يتوقعوا مثل تلك الهجمات, مؤكدة أن اليمن كانت المحطة الأولي في تلك الهجمات نظرا للاتصالات المتكررة التي جرت بين الظواهري والوحيشي خلال الأيام الماضية والتي تؤكد أن الأخير يسعي إلي تنفيذ عملية كبيرة تثبت جدارته في موقعه كزعيم للتنظيم في اليمن الذي يتعرض فيه عناصر التنظيم يوميا لعمليات قتل. وأكدت شبكة بلومبرج أن الولاياتالمتحدة تواجه تهديدا كبيرا وخطيرا من القاعدة وفروعها في المنطقة العربية, ونقلت عن بروس هوفمان الأستاذ البارز في جامعة جورج تاون قوله إن القاعدة نجحت خلال الفترة الماضي في توحيد صفوفها وتنظيم أفكارها, وبرغم عمليات الاغتيال التي هزت تنظيمها إلا أنها نجحت في ان تصبح جماعة إرهابية أكثر ابتكارا اليوم وهو ما تدركه الإدارة الأمريكية جيدا, لذا أغلقت سفاراتها وقنصلياتها من غرب إفريقيا إلي جنوب آسيا لأنها تعرف مدي التهديد الذي يمكن أن يمثله هذا التنظيم الموجود في بقاع كثيرة من هذه البلاد. رابط دائم :