شارك 13 نحاتًا من 5 دول هي: مصر، إيطاليا، جورجيا، رومانيا، تركيا، في السمبوزيوم الأول لنحت الأحجار والمعادن بجامعة بدر، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الشبابي للجامعة الذي اختتم فعالياته هذا الأسبوع. جاءت المنحوتات معبرة بشكل كبير عن شعار المهرجان "مصر الإنسان"، وكان للأنوثة والأمومة، النصيب الأكبر وسط الأعمال الفنية، فالحجر الذي اعتمدت عليه الفنانة الإيطالية لارا ستيفا، يفيض بالأمومة في عملها المتميز، الذي يجسد المرأة الحامل، إلا أنها أمومة محفوفة بالمخاطر ومحاطة بالقيود أو الهموم الإنسانية، وذلك عبر الأحبال المشدودة التي التفت حول جسد التمثال. وكان الفنان الجورجي أوروديون جفلسيانى مباشرًا في تعبيره عن الأمومة، بتمثال من الحجر، فيما احتفى النحاتون المصريون، بالحضارة الفرعونية، واتضح ذلك في تجسيدهم لشخصيات مثل "حورس، وإيزيس" النحات المصري أحمد عبد التواب، قال إن السيمبوزيوم، فكرة جيدة، تتيح تبادل الخبرات الفنية والتواصل الثقافي والفني مع عدد كبير من النحاتين الذين جاءوا من ثقافات مختلفة، وأشار إلى أن أهميته تكمن في القدرة على تنفيذ عمل ضخم في مكان عام؛ ومن ثم مشاهدة المنحوتات من جانب عدد كبير من الجمهور. انضم "عبدالتواب" إلى الحركة التشكيلية المصرية في عام 1999 عبر مشاركته في أول معرض جماعي، وبعدها توالت مشاركاته في: صالون الشباب، المعرض القومي للفنون التشكيلية، صالون جمعية محبي الفنون الجميلة. بالإضافة إلى مشاركته في بعض المعارض العربية والدولية. معابد أبوسمبل، والمتاحف والعمارة المصرية؛ أبهرت النحاتة الإيطالية لارا ستيفا؛ لذا هي دائمة المجيء إلى مصر، للاستمتاع بالنحت المصري، وفقًا لقولها. درست "ستيفا" النحت في أكاديمية الفنون بميلانو، وهي الآن، تُدرِّس الرسم، وشاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية، غير أنها ترى أن مشاركتها في سيمبوزيوم للنحت على أرض مصر له أهمية خاصة بالنسبة لها، وهنا أوضحت قائلة: جئت إلى مصر أكثر من 15 مرة لزيارة المتاحف الفرعونية، ومعابد أبو سمبل. النحت المصري القديم شيء مبهر، والآن تشهد حركة النحت المصري تطورًا كبيرًا؛ إذ تستفيد من المدارس الحديثة وحركة التشكيل العالمية. ومن رومانيا، جاء النحات باول بوبسكو، ليشارك في السيمبوزيوم بمنحوتة من الحجر الذي يفضله عن باقي الخامات. يقول "بوبسكو": يستطيع الفن أن يحقق ما فشلت السياسة في تحقيقه، فنحن هنا من ثقافات وحضارات مختلفة، لكننا لا نشعر بأي اختلاف لأننا نبحث عن المشترك الإنساني على أرض مصر، صاحبة الحضارة العظيمة، فالسياسة تفرقنا والفن يجمعنا.