بدء قبول التقدم لترشيحات رؤساء وأمناء وأعضاء لجان قطاعات التعليم بجامعة كفر الشيخ    وزير الاتصالات يصدر قرارًا بتكليف رئيسًا لهيئة البريد لتسيير الأعمال    ياسر التاجورى رئيسا لغرفة المطاعم السياحية وتوماسيان نائبا    باحث: الخيارات تضيق أمام حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو.. والفوضى تزيد    عاجل.. الفجر الرياضي يوضح حقيقة تغريم المنتخب الأولمبي بسبب تأخير القائمة    "انخفاض بالحرارة غدًا".. بشرى من هيئة الأرصاد بشأن طقس نهاية الأسبوع    الموظفة المعتدى عليها من الفتاة الاوكرانية: "مش هتنازل عن حقي"    في حالة سكر.. التحريات تكشف تفاصيل حادث الفتاة الأوكرانية بالتجمع    فاز بالعديد من الجوائز العالمية، فيلم "وراء الجبل" حصريا على قنوات ART الليلة    مدير فرع الرعاية الصحية في الإسماعيلية يتفقد المنشآت التابعة (صور)    المعلومات عن الشراكة بين "مبادرة ابدأ" ومجموعة مون دراجون الإسبانية    ارتفاع أسعار 3 سيارات جديدة بمصر في أقل من 72 ساعة    المكتب الإعلامي بغزة يحذر من مخاطر توقف المولدات بمجمع ناصر    بالأسماء.. إصابة 9 في تصادم سيارة ربع نقل وتوكتوك بالإسماعيلية    الأوقاف: محافظ القاهرة نائبا عن الرئيس في احتفالية العام الهجري الجديد السبت    بدء الصمت الانتخابي اليوم تمهيدا لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية    مسرحيات السندباد ودكان الأحلام وحدوتة بعد النوم فى مهرجان العلمين    محمد أنور يشاهد فيلم «جوازة توكسيك» مع الجمهور.. تعرف على الموعد    بعد تصدره التريند.. كل ما تريد معرفته عن توفيق عبد الحميد    يميل إلى الإنفاق على التسلية والترفيه.. توقعات برج الدلو في شهر يوليو 2024    برنامج بيت السعد يتصدر التريند.. تعرف على السبب    محافظ قنا يؤكد أهمية الإعلام في التعريف بالمشروعات القومية    السيسي يمنح رئيسي مجلس الدولة وهيئة النيابة الإدارية السابقين وسام الجمهورية من الطبقة الأولى    جامعة أسيوط تشهد تعاونا إقليميا لتأهيل طلابها وخريجيها لسوق العمل    الري تفتح باب التقديم في مسابقة الأبحاث العلمية بأسبوع القاهرة للمياه    18 حفلاً غنائيًا بمهرجان الأوبرا الصيفي    أول اجتماع بعد تجديد الثقة، أشرف صبحي يتابع استعدادات إطلاق "صيف شبابنا"    وزير الصحة يجتمع بنوابه الثلاثة لوضع أسس وخطط العمل خلال الفترة المقبلة    تنسيق مدارس التكنولوجيا التطبيقية 2024 بعد الإعدادية.. طريقة التقديم عبر الموقع الرسمي    أردوغان يحذر خلال لقاء مع نظيره الصيني من امتداد الصراع بالمنطقة    جدول امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي 2023-2024 بمحافظة القاهرة    جداول امتحانات الدور الثاني لصفوف النقل والشهادة الإعدادية بالقاهرة    خطوات اضافة المواليد في بطاقة التموين 2024    "جهار": مشروع "مؤشر مصر الصحي" يستهدف قياس أثر تطبيق معايير الجودة على الخدمات    الخشت: أسامة الأزهري سيكون خير سفير للإسلام السمح    خالد محمود يكتب : دموع رونالدو .. فيلم بلا نهاية    ورش رسم وأداء حركي ومسرحي للموهوبين في ثاني أيام مصر جميلة بدمياط    وزارة الأوقاف تحتفل بالعام الهجري الجديد 1446ه بالسيدة زينب مساء السبت    أمريكا تخصص حزمة مساعدات عسكرية جديدة لدعم أوكرانيا ب 150 مليون دولار    اعتقال 6 أشخاص على خلفية حادث التدافع بولاية أوتار براديش الهندية    طلاب من أجل مصر المركزية تنظم زيارة تعليمية لإحدى شركات بورسعيد    مانشستر يونايتد يمدد تعاقد تين هاج    تقرير مغربي: اتفاق شبه نهائي.. يحيى عطية الله سينتقل إلى الأهلي    وزير التعليم يتفقد الإدارات المختلفة بديوان الوزارة في مستهل مباشرة مهام عمله    وزير الأوقاف يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير الشئون الإسلامية بدولة إندونيسيا    «السبكي» يشارك في احتفالية الهيئة العامة للتأمين الصحي لمرور 60 عامًا على إنشائها    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    تحرير 35 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    أستاذ جراحة تجميل: التعرض لأشعة الشمس 10 دقائق يوميا يقوي عظام الأطفال    مباحث العمرانية تضبط عاطلين بحوزتهما 5 كيلو حشيش    البيت الأبيض: هدف باريس وواشنطن حل الصراع عبر الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل دبلوماسيًا    "رغم سنه الكبير".. مخطط أحمال بيراميدز يكشف ما يفعله عبدالله السعيد في التدريب    العكلوك: الاحتلال يستهدف التوسع الاستيطاني وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية    بعد فاركو.. موعد مباراة الزمالك المقبلة في الدوري المصري    متى وقت أذكار الصباح والمساء؟.. «الإفتاء» تكشف التفاصيل    أول ظهور لحمادة هلال بعد أزمته الصحية    دعاء استفتاح الصلاة.. «الإفتاء» توضح الحكم والصيغة    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



4 ساعات ب"التحرير".. شهادة صحفية رصدت الصدام بين الشرطة والمتظاهرين
نشر في بوابة الأهرام يوم 29 - 06 - 2011

علمت بنبأ وجود مصادمات في التحرير في الحادية عشرة والنصف مساء. كان المشهد غريبا مرورا علي كوبري 6 أكتوبر. فكل شىء يبدو طبيعيا تماما، بعض الأسر علي كوبري أكتوبر، عندما وصلت ميدان التحرير كان الميدان يبدو شبه طبيعي والسيارات تمر من الميدان مع بعض التضييق ممن كانوا يحاولون توجيهها لتحاشي المصادمات.
بالسير وصولا لمفرق الجامعة الأمريكية وشارعي محمد محمود وقصر العيني كانت هناك مؤشرات واضحة للمعركة، حيث قوات الأمن المركزي وسيارات مكافحة الشغب التي أصبحت تترادف الآن في ذاكرة المصريين مع أحداث 28 يناير الدامية، سواء علي كوبري قصر النيل أو في كل مكان في مصر .
بعد قليل بدأت سيارات الإسعاف تأتي إلى الميدان في الواحدة صباحا وسط تحذير المتظاهرين من السماح لهذه السيارات بنقل متظاهرين حتى لا يذهبوا إلى وجهة لا يعرفونها. خلال نصف ساعة استمرت سيارات الإسعاف تأتي إلى الميدان وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن في شارعي قصر العيني وشارع محمد محمود.
صعدت إلى إحدى العمارات المطلة على الميدان وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، خصوصا من قبل القوات التي تواجدت في شارع قصر العيني لدرجة أنه في الوقت الذي أبدى فيه المتظاهرون بسالة في التقدم نحو سيارات الشغب ، بالرغم من العدد القليل الذي لم يكن يتجاوز 5 آلاف مواطن، في الوقت الذي نجحت فيه القوات فى إخلاء هذا الجزء من الميدان تقريبا.
لكن قرابة الساعة 1:45 صباحا، كان في الميدان ست سيارات لمكافحة الشغب. إثنان في شارع قصر العيني وأربعة أخرين في شارع محمد محمود، والتي تراجعت وسط أستمرار تقدم المتظاهرين نحوهم، حاولت النزول من العمارة أكثر من مرة ولكن في ممر العمارة كان يقف من جانب قوات الأمن المركزي، وفى جانب آخر المتظاهرون الغاضبون من التعامل العنيف من قوات الأمن. وكان كلاهما يرشق الآخر بالحجارة.
عندما عدت إلي شرفة العمارة قال لي أحمد عبد الواحد أحد سكان أحد الفنادق المطلة على الميدان إن المتظاهرين - والتي قالت عدد من الروايات إنهم كانوا أهالي الشهداء - لم يلجأوا إلى العنف ، باستثناء مشاجرة وقعت بينهم وبين ضابط المرور الموجود في الميدان . انسحب علي إثرها الضباط من الميدان وجميع عساكر المرور ، وتولى المتظاهرون تنسيق حركتهم، ثم تحلقوا أمام المجمع حتى رأوا قوات الأمن المركزي تأتي إلى الميدان، وهو ما أشعل فتيل الغضب داخلهم وخصوصا في ضوء ما حدث أمس أمام مسرح البالون من تعد على أهالي بعض الشهداء من البلطجية وأحد رجال الشرطة.
استمرت عملية إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بين المتظاهرين الذين بدأ عددهم في التزايد منذ وصولي إلى الميدان وحتى مفارقته في الرابعة صباحا. وكان المتظاهرون هم الذين يسيطرون علي مدخل الميدان من ناحية شارعي قصر العيني ومحمد محمود.
لاحظت من العمارة التى كنت أرى منها المشهد العام فى الميدان أن الصدام توقف بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع قصر العيني. وعندما نزلت إلى الميدان سرت بموازاة مسجد عمر مكرم ، ووجدت تحذيرا يصدر من الميكروفون يقول : المسجد مفتوح لاستقال الحالات المرضية على الشباب عدم الانسحاب من الميدان وعلي رجال الشرطة الانسحاب فورا من الميدان ، ونحذر رجال الشرطة من إطلاق الرصاص علي إخواننا في الميدان، أي شخص يتواجد فوق سطح أي مبنى يطلق علي ميدان التحرير سيتخذ ضده إجراء شعبيا".
وقتها قال لي بعض الشباب المتجمعين إن هناك بعض الأشخاص متواجدين الآن في مجمع التحرير وأخذ الشباب في الهتاف ضد جهاز "أمن الدولة" فرد شاب آخر قائلا "لو سمحت قول الأمن الوطني".
عندما مشيت من عمر مكرم حول مجمع التحرير للوصول إلي شارع مجلس الشعب رأيت مشهدا غريبا جدا، كان المتظاهرون يقفون جنبا إلى جنب مع قوات الأمن المركزي. وكانت هناك مجموعات من العساكر تجلس على الرصيف المواجه لقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية.
وجدت المتظاهرين يتحدثون إلى قوات مكافحة الشعب ومنهم من كان يحمل علي كتفه رتبة رائد أو ملازم. قال أحدهم لشباب كان يقف بالقرب منه: إنه لا يعلم حتي الآن سبب نزول المتظاهرين في الميدان وسبب التظاهر.
شاهدت عقيدا يتحلق حوله مجموعة من الشباب عندما اقتربت لأستمع وجدته يقول لهم ردا علي غضب الشباب "إنه لا علاقة له بأحكام القضاء". عندما سألت عن اسمه قال لي إن اسمه العميد مصطفى رجائي وعرف نفسه أنه مدير العمليات الخاصة، وعندما قلت له إن الأزمة سوف تحل عندما تنسحب قوات الأمن المركزي من الميدان قال لي إننا لن ننسحب.
عندما سألت ضابطا بملابس سوداء عن كيفية أنتقال الأمر من إلقاء الحجارة بين الجانبين إلى هذا المؤتمر شبه المفتوح قال لي " اتكلمنا معاهم قلنا مش عاوزين نضرب وهم كمان مش عاوزين يضربوا".
في الثالثة صباحا كانت سيارات الإسعاف وصلت إلى 17 سيارة، منهم 6 في قلب الميدان أمام كنتاكي ، سيارة في شارع طلعت حرب و12 سيارة أخرى في مدخل الميدان من ناحية ميدان عبد المنعم رياض وثلاث سيارات في مدخل التحرير من شارع قصر العيني .
سألت أحد المسعفين الذي كان يمسك كراسة مقيدا بها عدد المصابين قال لي إنهم 110 منهم 27 تم تحويلهم لمستشفيات والباقي تم علاجه في الميدان.
غادرت الميدان في الرابعة صباحا وكان المشهد خاليا تماما في شارع قصر العيني من سيارت مكافحة الشغب أو قوات الأمن المركزي ، وكان شارع محمد محمود مغلق منذ الثانية والنصف صباحا من قبل المتظاهرين.
الملاحظات الأخيرة عن ليلة 28 يونيو أن المتظاهرين كانوا يعلمون أن بينهم عناصر مشبوهة ولذا عندما حاول العقيد مصطفى رجائي السير من شارع قصر العيني نحو الميدان قام مواطن - بدا من المتظاهرين - بإقناعه بعدم القيام بذلك لخطورة ذلك عليه، وأخذ يقول له " أنا زي أخوك وعمري 54 ، في بينا ناس وحشين " ، كان العقيد المذكور يقف وحده دون أي فرد من قواته وحوله ما لا يقل عن 20 شابا لم ينزع أحد إلى العنف معه.
كانت هناك عناصر تعمد إلى تهييج المتواجدين ورأيت شابا يحضر زجاجات مولوتوف وعندما سألته قال " يعني كويس إنهم يضربونا ؟ " وكان الميدان مفتوحا للسيارات.
أسئلة كثيرة لم أجد إجابة لها علي مدى أربع ساعات في الميدان. ما سبب هذا التواجد الكثيف لقوات مكافحة الشغب؟ . وما الرسالة التي تريد أن ترسلها وزارة الداخلية ؟وما سبب هذا الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع ؟. وكيف يمكن أن تستخدم قوات الأمن حجارة أكبر من حجم كف اليد في إلقائها على المتظاهرين ؟. وكيف يمكن أن تصعد الداخلية الأمر وهي تعلم أن الاحتقان الشعبي يتراكم بسبب بعض التصرفات التى اعتبرها البعض تسويفات؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.