دعا سليل شيتى أمين عام منظمة العفو الدولية السلطات المصرية إلى استثمار الفترة الانتقالية ما بعد الرئيس السابق، في إجراءإصلاحات عاجلة وإجراء نقاشات حرة ومعمقة بين مختلف القوى والأحزاب السياسية. في مصر بشأن قانون الطوارىء، وقانون الصحافة، والقوانين ذات الصلة بالتظاهر، وذلك بهدف تعديلها. وقال شيتى خلال مؤتمر صحفي بنقابة الصحفيين اليوم السبت إن استمرار هذا الإطار والمناخ المرتبط به ينبىء بأنه سيكون له تأثير سلبي على الانتخابات المقبلة في مصر. وأضاف أن السلطات المصرية أمام لحظة فريدة لإظهار أنها وضعت حدا فاصلا لانتهاكات الماضي .. مؤكدا أنه كانت هناك بعض الخطوات المهمة المشجعة، بما في ذلك الإفراج عن المعتقلين الإداريين، وإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة القديم، والتزام مصر بأن تصبح طرفا في المحكمة الجنائية الدولية. وأشار إلى أنه وكإثبات لحسن النوايا فإنه يطالب السلطات المصرية بالعمل بشكل فوري على إلغاء قانون الطوارىء وإنهاء ثلاثين عاما من الطوارىء. وشدد على أن استمرار وجود هذه القوانين جنبا إلى جنب مع التدابير المقيدة الجديدة، من شأنه خلق مناخ من عدم الثقة يعتقد بأنه من الممكن أن يؤثر بشكل خطير على التحضيرات للانتخابات المقبلة في مصر. وأضاف أن السلطات المصرية كانت قد أصدرت قانونا جديدافى شهر إبريل الماضي يجرم أي إضرابات قد تمنع أو تعطل مؤسسات الدولة عن العمل .. مشيرا إلى أنه تمت إحالة مجموعة من العمال من وزارة البترول، في وقت سابق هذا الشهر للمحاكمة كأول مجموعة يتم محاكمتها فى هذا الإطار بموجب القانون الجديد من ناحية أخرى، شدد أمين عام منظمة العفو الدولية سليل شيتى على أنه يجب على السلطات المصرية الاستماع إلى المطالب المشروعة لهؤلاء الذين ضحوا بالكثير من أجل كرامتهم. وأشار إلى أنه التقى خلال الزيارة مسئولين حكوميين من بينهم وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي ومسئولين من وزارة الخارجية، حيث ناقش عددا من الأمور من بينها إستراتيجية السلطات المصرية للقضاء على التعذيب. وأعلن ترحيب منظمة العفو الدولية بالإعلان عن لجنة جديدة للنظرفى حالات التعذيب .. مشيرا إلى أنه من المهم تمكين هذه اللجنة من التحقيق في جميع قضايا التعذيب. وأكد أن منظمة العفو الدولية ترى أنه لايزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به من أجل تعويض المصابين خلال الثورة ماليا ودفع نفقات علاجهم. وأشار إلى أنه قام بزيارة العشوائيات في منطقة منشية ناصر، حيث التقى عددا من المقيمين في المنطقة المضارين من حادث سقوط صخرة (الدويقة)، حيث شرح حجم معاناتهم بسبب التعذيب والمعاملة اللإنسانية من جانب الشرطة المحلية في عهد النظام السابق، وهو مادفع هؤلاء الأشخاص للانضمام للثورة المصرية. وفيما يتعلق بمحاكمة مبارك ورموز حكمه، قال إنه لابد من مراعاة الشفافية في هذه المحاكمات "لأن هذا سيجعل المواطنين يتأكدون من عدالة المحاكمة ويتعرفون على نوعية الأدلة المقدمة، بالإضافة إلى ما يشكله ذلك من ضمانة لعدم الكيل بمكيالين". وقال أمين عام منظمة العفو الدولية سليل شيتى إن منظمة العفو الدولية توصي وزارة الداخلية بتحري الشفافية في عمل جهاز الأمن الوطني، وتوعية الرأي العام ببنية هذا الجهاز ونوعية التعليمات الصادرة له فيما يخص الاعتقالات، مع ضرورة مراعاة البعد القضائي عند القيام بذلك .. داعيا إلى إيقاف أي ضابط عن العمل ومحاسبته في حال اتهامه بالتورط في قضايا التعذيب أو انتهاكات حقوق الإنسان، حتى لا يتمكن من خلال موقعه من التأثير على مجريات التحقيق معه. كما أوصى في الوقت نفسه بضرورة تأسيس آلية لمراقبة أداء وتصرفات أفراد الشرطة. ومن المقرر أن يلتقى سليل شيتي غدا الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء. وردا على سؤال حول الجماعات الإسلامية والانتخابات المقبلة، أكد إيمان المنظمة بالشعب المصري وقدراته التي أفرزت هذه الثورة البيضاء .. نافيا انحياز المنظمة لمجموعة دون الأخرى. وفي رده على سؤال بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، شدد على أن المنظمة لديها العديد من الملفات بهذا الشأن وأنها لاتألوا جهدا في المطالبة بملاحقة المنتهكين لحقوق الإنسان وإحالتهم للمحاكمات الدولية.