لا حديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الأيام إلا عن السفير محمد العرابي المرشح وزيرا للخارجية، ومحاولة وسائل الإعلام الصادرة في تل أبيب بمختلف توجهاتها منح العرابي صيغة احترامه لإسرائيل وتعامله الجيد مع أكثر من مسئول إسرائيلي. الأهم من هذا التركيز على المدة التي خدم فيها العرابي بإسرائيل والتي تمتد منذ عام 1994 حتى 1998. وهي الفترة التي لم تذكرها وسائل الإعلام المصرية على الاطلاق عند عرضها للسيرة الذاتية للوزير الجديد، مشيرة فقط إلى الكويت أو لندن أو برلين أو واشنطن كعواصم خدم فيها العرابي متجنبة تماما الحديث عن إسرائيل. أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير مطول لها عن هذه القضية إلى وجود اختلافات جذرية بلا شك بين السياسة التي ينتهجها وزير الخارجية نبيل العربي من جهة وبين السياسة التي سينتهجها محمد العرابي، خاصة أن الأخير متواجد فعليا بالخدمة ووجهة نظره تتفق بصورة رئيسية مع التوجهات أو السياسات التي كانت الخارجية تنتهجها، سواء من ناحية ضرورة التعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة. وهو ما يختلف عن العربي الذي كان محالا على المعاش وحاول ترسيخ وجهات نظره القومية، والتي تتفق مع رأي ثوار ال25 من يناير في مصر، إلا أن الظروف السياسية وترشح عمرو موسى لمنصب الرئاسة ومن بعدها لم يمنحا العربي الفرصة الكاملة لتطبيق وجهات نظره السياسية التي أثارت الكثير من الجدال سواء في الأوساط الأوروبية أو الأمريكية أو حتى في إسرائيل على حد سواء. ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم إلى أن التوجهات السياسية الجديدة ل"العرابي" تختلف بالتأكيد عن التوجهات السياسية التي كان ينتهجها نبيل العربي، غير أن هناك حقيقة ومن الخطأ تجاهلها وهي أن مصر الان تحكمها توجهات ثورية. وهي التوجهات التي ستفرض على العرابي أو غيره انتهاج سياسات استراتيجية تختلف كلية عن السياسات التي كانت الخارجية المصرية تنتهجها في السابق. وأضاف الصحيفة أن العرابي لن يبادر بفتح باب للحوار مع الغرب ، إلا بعد استشارة الثوار أو المجلس العسكري. وهو ما سيضع المزيد من الحواجز أمام الارتقاء بالعلاقات المصرية الإسرائيلية تحديدا. وتتفق صحيفة معاريف فيما ذهبت إليه إسرائيل اليوم زاعمة أن العرابي أو أي وزير للخارجية في مصر مجرد موظف يقوم بتنفيذ أوامر أو سياسات ليس أكثر، وبالتالي من الخطأ أن تحلم إسرائيل بالارتقاء بالعلاقات في عهده مع القاهرة التي يطالب العشرات من الثوار بها الآن قطع العلاقات مع إسرائيل.