لا تمر أسابيع معدودة على التخلص من أطنان الأسماك النافقة على شواطئ النيل فى محافظة البحيرة، حتى تعود الكارثة من جديدة، ويسيطر الرعب على الأهالى خشية أن تكون هذه الأسماك قد تسللت إلى الأسواق بطريقة أو بأخرى، وفى كل مرة يثور السؤال عن أسباب نفوقها بهذه الأعداد الكبيرة فى وقت واحد، وفى مياه النيل بالبحيرة تحديدًا؟. وتشكل الجهات المسئولة لجانًا لبحث هذه المشكلة، وتظهر تقارير، وتخرج تصريحات عن إزالة الأقفاص السمكية التى نفقت بها الأسماك من خلال حملة كبرى، وتطبيق القانون الذى يحظر إقامة أقفاص سمكية فى نهر النيل، ويتم رفع مذكرات إلى وزير الموارد المائية والرى عن هذه الأقفاص، وأيضًا المصانع المنتشرة فى المحافظة، وخصوصًا مصانع الألبان التى تلقى مياهها الملوثة فى النيل، والنتيجة بعد كل هذه التحركات لا شئ !، والدليل على ذلك ما يحدث الآن فى المحافظة نفسها، إذ سيطرت حالة من الذعر على أهالى مركز المحمودية بالبحيرة، بعد ظهور أعداد كبيرة من الأسماك النافقة على سطح مياه نهر النيل لأسباب غير معلومة، وشكلت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لجنة من "الإدارة الصحية – الإدارة البيطرية – جهاز شئون البيئة بالوحدة المحلية لمركز المحمودية – وقسم المسطحات المائية بمديرية أمن البحيرة"، لمنع تسرب هذه الأسماك إلى الأسواق. وأمر الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، بمتابعة نتائج تحليل عينات مياه الشرب، مؤكدًا تشكيل لجنة موسعة من شركة مياه الشرب بالبحيرة وقطاع الصحة والوحدة المحلية لمتابعة نتائج تحليل عينات مياه الشرب التى تم أخذها بواقع عينة كل ساعتين لضمان سلامة مياه الشرب تمامًا، كما تم تشكيل لجنة تضم الصحة والتموين ومباحث التموين والطب البيطرى والوحدة المحلية والثروة السمكية لإجراء مسح شامل للأسواق بكل المدن المطلة على فرع النيل لجمع أى أسماك نافقة وإعدامها، ورفعت مديرية الصحة بالبحيرة حالة الطوارئ لمواجهة الأزمة، وتم الدفع بعدد من مراقبى الصحة والتغذية بالتنسيق مع مباحث التموين لمراقبة الأسواق وإعدام الكميات المسربة من الأسماك ! -هذا هو الواقع، وهذه هى تصريحات المسئولين حول الكارثة التى تتكرر فى كل مرة بنفس الطريقة والأسلوب، وكأننا نحرث فى البحر!