شهد المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، والأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية السعودى أعمال المرحلة النهائية للتدريب المصري السعودي (تبوك 2) بمدينة الحمام بالإسكندرية، الذى نفَّذته القوات المصرية بالتعاون مع القوات السعودية، واستمر عدة أيام. وأكد المشير طنطاوى عمق علاقات التعاون العسكري مع السعودية، مشيرًا إلى أنها ليست "وليدة" فترة بسيطة، ولكن تعود لزمن طويل، وخير دليل على ذلك المشاركة العسكرية بين الجانبين خلال حرب الخليج تحرير الكويت 1991. وأضاف طنطاوى "ليس هناك اختلاف بين العقائد القتالية بين الجانبين بل هى واحدة، وسيتم فى التدريبات المستقبلية توحيد كامل ليس فقط للعقيدة القتالية، ولكن أيضا للمصطلحات. وأشار المشير طنطاوي إلى توصية خادم الحرمين الشريفين الأسبق الملك عبدالعزيز آل سعود ورؤساء مصر عبر العصور بأن مصر والسعودية يجب أن تكونا ليس فى وفاق فقط بل أيضا فى عمل مشترك لأن الأمة العربية تعتمد على التعاون بين الدول وبعضها وخاصة التعاون المصرى السعودى، مشددًا على أن التعاون المصري السعودي، سيستمر ويزيد فى المستقبل. وأعلن المشير طنطاوي أنه تم الاتفاق مع الجانب السعودى على أن تكون التدريبات القادمة التى ستجرى خلال العام المقبل على آراض لها طبيعة خاصة، سواء فى الأراضى الجبلية أو المرتفعات والسهول وحتى داخل المدن، وسيتم التخطيط لكل ذلك فى التدريبات المشتركة القادمة. ورحب وزير الدفاع المصري بالضباط الدراسين بالمعاهد العسكرية المصرية الذين يدرسون نفس المناهج الدراسية المصرية، معربا عن أمله فى الوصول إلى توحيد الكامل للمناهج الدراسية العسكرية فى كلا البلدين، كما رحب بتشريف الأمير خالد بن سلطان ووصفه ب "الأخ والزميل" الذى تمتد علاقاته به منذ أمد طويل. من جانبه أكد الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية السعودية - خلال تصريحات مشتركة مع المشير طنطاوي- على التعاون القائم بين السعودية ومصر خاصة بعد حرب تحرير الكويت وما تتبناه القيادة السياسية فى البلدين الشقيقين، مؤكدا أن كلا البلدين تمثل عمقا للآخر. وأشاد الأمير خالد بالخبرة العظيمة والتاريخ البطولى للقوات المصرية، معربا عن أمله فى أن يصب هذا فى صالح تقدم القوات المسلحة السعودية والمصرية. وأضاف قائلا " القوات المسلحة لبلاده جاهزة لصد كل من تسول له نفسه الاعتداء على السعودية". وأوضح مساعد وزير الدفاع السعودي أنه اعتبارا من التدريب المصرى- السعودي المقبل سيشرف بنفسه على هذه التدريبات وستعطى الأولوية الأولى للقوات المسلحة المشاركة فيها، مشيرًا إلى أن التقارب يشمل جميع أشكال التدريبات سواء الجوية أو البحرية أو الجوية سعيًا لتحقيق الأمن والسلام فى المنطقة، وكلما تقاربنا كان السلام أفضل وأيسر. ويتزامن التدريب المصري السعودي مع احتفال القوات المسلحة المصرية بالذكرى ال 37 لنصر أكتوبر، كما يأتى فى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل مهارات القادة والضباط للحفاظ على الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى للقوات المسلحة. ويعد التدريب المشترك المصرى السعودى (تبوك 2) امتدادا للتدريب المشترك (تبوك 1) الذى نفذ على أرض السعودية عام 2008، وتم التخطيط للتدريب تبوك2 من خلال عقد 4 مؤتمرات تنسيق وتخطيط فى كل من مصر والسعودية، خطط خلالها لمراحل التنفيذ والذى بدأت بالتدفق وتجميع القوات المشاركة خلال الفترة بين 3- 7 أكتوبر 2010، ونفذ قبلها تدريب مسبق لتبادل الخبرات من خلال التعليم المتبادل والبيانات العلمية التي أظهرت القوات بمستوى راق من التدريب. وخطط للمشروع التكتيكى بجنود من خلال عدة مراحل كان أولها فى الفترة بين 15- 17 أكتوبر برفع حالات الاستعداد القتالى والتحضير والتنظيم للمعركة الهجومية، والتحرك والفتح على خطوط الفتح المختلفة، والوصول إلى اقتحام اللواء وتأمينه، وفى المرحلة الثانية التى بدأت فى الفترة بين 18- 19 أكتوبر تم اقتحام الحد الأمامى للدفاعات وتحقيق المهام المخططة للواء والعمل كاحتياطى أسلحة مشتركة وتم تجهيز جميع القوات المشاركة فى المشروع لكلا الجانبين بمعدات ومقلدات المايلز. وأثناء المرحلة الثالثة والنهائية التى شهدتها منطقة الحمام بالأسكندرية تم دفع مفرزة متقدمة لتأمين خط حيوى فى العمق، وتضمنت تلك المرحلة من التدريب المصرى السعودى المشترك (تبوك 2) رماية جوية ومدفعية ودفاعا جويا ومقذوفات مضادة للدبابات من الجو والأرض ورماية دبابات بالإضافة إلى رماية مشاة من كلا الدولتين. وظهر خلال هذه المرحلة مدى ما وصلت إليه العناصر المشاركة فى التدريب من مهارات ميدانية وقتالية عالية، والدقة فى إصابة الأهداف وتدميرها، والسرعة فى تنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين باستخدام أحدث وسائل السيطرة، والتقارب فى المفاهيم والعقائد العسكرية بين الدولتين المشاركتين فى التدريب، وتبادل الخبرات التدريبية والتكتيكية فى التخطيط والتنفيذ وأساليب القيادة والسيطرة والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة عالية وكفاءة عالية. وكان قد شارك فى تنفيذ المرحلة عدد من وحدات المشاة الميكانيكى والمدرعات والمدفعية وتشكيلات من القوات الجوية ووسائل الدفاع الجوى وعدد من القوات البرية لكلا الدولتين. حضر المرحلة الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة القوات المسلحة المصرية وقادة القوات المسلحة السعودية المشاركة فى التدريب وعدد من دارسى الكليات والمعاهد العسكرية. وتأتى هذه التدريبات فى إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات والتعرف على كل ما هو حديث فى أساليب القتال البحرى، وما يتم تطويره من أسلحة ومعدات فى هذا المجال، وتنمية قدرات العناصر المشاركة على تنفيذ المهام وصولًا إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي.