رصد المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة فى دراسة حديثة خمسة تداعيات "محتملة" على التنظيمات الجهادية بعد تشكيل "التحالف الإسلامى" الجديد الذي يهدف إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت مؤخرًا وعلى رأسها تنظيم "داعش". وقالت الدراسة التى أعدها برنامج دراسات الحركات الإسلامية بالمركز الإقليمى بعنوان "المواجهة القادمة.. التداعيات المُحتملة للتحالف الإسلامى على التنظيمات الجهادية" إن أولى هذه التداعيات هو "سحب الذريعة"، حيث إن تنظيم "داعش" ومعه التنظيمات الإرهابية الأخرى قد استغل "التحالف الدولي"الذي قادته الولاياتالمتحدةالأمريكية في الفترة الماضية في جذب وتجنيد العديد من المقاتلين الجهاديين من مناطق متعددة حول العالم، من خلال تصوير هذا التحالف على أنه حرب "صليبية" جديدة على الإسلام، مستغلًا تواجد عدد من الدول الغربية المسيحية في هذا التحالف، وبالتالي فإن تكوين "تحالف إسلامي" سوف يسحب هذه "الذريعة" من تحت أقدام التنظيمات الإرهابية، مما يعني الحد من قدرتها على تجنيد مقاتلين جدد، نظرًا إلى أن من سيقاتل هذه التنظيمات سيكونون من المسلمين، وبالتالي تنتفي صفة "الحرب الصليبية" التي كانت تتذرع بها هذه التنظيمات. وثانى تلك التداعيات هو "الخلخلة الفكرية"، فقيام تحالف مُكوَّن من دول "إسلامية" فقط لمواجهة "الإرهاب"، وبدعم من المؤسسات الدينية، والكثير من العلماء في المنطقة، سيؤدي بشكل ما إلى حالة من الخلخلة الفكرية للعديد من الذين يفكرون في الانضمام لهذه التنظيمات، نظرًا إلى أنه سيكون "قتال فتنة" بين المسلمين، ومن ناحية أخرى سيحد من توجه أبناء "التيار السلفي" نحو الانضمام ل"التنظيمات الجهادية" التي كان يذهب إليها تحت شعار "الجهاد" ضد "الصليبيين" و"الروافض"، مما يعني تجفيف الموارد البشرية لهذه التنظيمات في المستقبل، كما أن سلاح "المقاومة الفكرية" سيحد بشكل كبير من انتشار الفكر الجهادي في أوساط الشباب المتدين. وثالثها "التعاون الجهادي"، فمن المحتمل أن يدفع التحالف الجديد بعض "التنظيمات الجهادية" إلى الاصطفاف وتجاوز خلافاتها والتعاون فيما بينها، من أجل مواجهة "التحالف"، حيث اعتادت هذه التنظيمات الاصطفاف فيما بينها في وقت الخطر، كما حدث عندما تم الإعلان عن التحالف الدولي ضد الإرهاب لاستهداف تنظيم "داعش" بقيادة الولاياتالمتحدة؛ حيث تم التقارب بين تنظيم "الدولة" وبين "جبهة النصرة" (فرع القاعدة في الشام)، من أجل مواجهة ضربات التحالف الدولي، وبالتالي فمن المحتمل أن يؤدي هذا "التحالف" إلى خلق حالة من الاصطفاف بين "التنظيمات الإرهابية" التي يوجد بينها تقارب جغرافي. ويأتى "اتساع نطاق العمليات الإرهابية" فى المرتبة الرابعة، فإحساس التنظيمات الجهادية بالخطر، وبأنها مستهدفة من قبل التحالف الجديد، وتحت مظلة إسلامية؛قد يدفعها إلى تصعيد عملياتها الإرهابية، خاصة أن هذه التنظيمات ستحاول تشويه "التحالف الاسلامى" من خلال اتهامه بالتبعية "للحملة الصليبية" التي تقودها الدول الغربية الكافرة، بحسب رؤيتهم، وهذا ما سيجعلها تلجأ إلى تحريض أنصارها وأتباعها على العنف ضد الدول المشاركة فيه، من خلال عمليات غير تقليدية، مما يمكن أن يؤدي إلى اتساع نطاق العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. وآخر تداعيات تشكيل التحالف الإسلامى على التنظيمات الجهادية هو" تجفيف المنابع"، حيث إن التعاون بين دول التحالف على نطاق واسع فى مجال المعلومات والاستخبارات، إضافةً إلى العمليات البرية التي يمكن أن تستهدف معاقل هذه التنظيمات وقادتها ومصادر تمويلها المختلفة؛ ستؤدي في حال نجاحها إلى إضعاف هذه التنظيمات بسبب توقف شريان الحياة بالنسبة لها، وهي "الموارد البشرية" و"المالية".