قال الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن هناك مقاومة للتجديد والانفتاح الذي تسعى الهيئة لتنفيذه، مؤكدا أن النشاط المسرحي بالهيئة فاشل تماما وبات مجرد سبوبة كما أن نصف مواقع الهيئة لا تعمل ومجرد أكذوبة. وأضاف عبد الرحمن في حوار ل"بوابة الاهرام" أن هناك من يتشبثون بالنظام القديم ويرفضون التغيير، لكن نحن نحاول أن نقوم بهذا التغيير في ظل تلك المقاومة، وكل ما أطلبه هو البعض الوقت فأنا لست بساحر، لأغير كل شيء بهذه السرعة. وأكد عبد الرحمن أنه لا يريد أن يتخذ قرارات أحادية منفردة، مشيرا إلى أننا نحتاج إلي وقت لأن جهاز قصور الثقافة مليء بالمشاكل المزمنة، وقال: أشبه نفسي بمن دخل مارثون وفي قدميه أكياس من الرمل تعرقل خطواته " وأوضح عبد الرحمن الذي تولى مسؤليته قبل نحو ثلاثة أشهر أن أكثر من نصف المواقع الثقافية مجرد اكذوبة، فهي غير لائقة وبعضها يفتقر إلى ادوات نظافة، مؤكدا أن مواقع الهيئة تعاني من مشكلات جسيمة في بنيتها الأساسية . وأشار رئيس قصور الثقافة إلى أن الرهان الاساسي للهيئة خلال هذه الفترة ينصب في العمل خارج القاهرة فهذه مهمة الهيئة الرئيسية وعلي كوادرها تهيئة الناس لمرحلة المقبلة، لتمتع بثمار الثورة. وقال عبد الرحمن " أعددت الهيئة بعض الأنشطة والبرامج القائمة على التوعية بأهداف الثورة وطبيعة مرحلة التحول الديمقراطي التي تعيشها مصر وستوجه غالبية هذه البرامج إلى الشباب وسندعو لها كل التيارات، فقد انتهى زمن الاقصاء لأسباب سياسية أو فكرية ". وأوضح رئيس قصور الثقافة أن صنع استراتيجية الهيئة لا ينبغي أن يكون شأن خالص لقياداتها وانما هي مهمة الجماعة الثقافية بالأساس، وقال " سنبدأ خلال أيام تنظيم ملتقيات ثقافية في مواقع مختلفة لاستطلاع آراء الناس حول احتياجاتهم الثقافية، وما ستنتهي اليه من توصيات سيكون بمثابة برنامج عمل في المستقبل ". أكد سعد عبد الرحمن أن ثورة 25 يناير غيرت من استراتيجية الهيئة بالكامل بحيث أصبحت مهيأة لاستقبال المنتج الثقافي من مختلف مصادره وساعدها على ذلك قرار وزير الثقافة عماد أبو غازي بتهيئة كافة سبل التعاون مع الجماعات المستقلة ،فلم تعد مواقع الهيئة تخدم الأنشطة الرسمية فقط وانما هي مفتوحة أيضا لكل الجماعات الثقافية دعما لمفهوم الدولة المدنية الذي نسعى لإقراره، وقال عبد الرحمن : " نحن مع الحرية المسؤلة " وأشار رئيس هيئة قصور الثقافة إلي أن فرق الهيئة الفنية واجهت مشكلات في الماضي من لان ادارات الهيئة لم تكن تعمل بشكل صحيح، ولم تنجح في تفعيل ادارة الدراسات والبحوث، لترسم خطط عملها بشكل صحيح ووفقا لمعرفة دقيقة لاحتياجات كل أقليم، فمصر تملك تنوعا ثقافيا خلاقا ولابد من مراعاة هذا التنوع في برامج عمل الهيئة مستقبلا. ورفض عبد الرحمن القول بأن نشاطات الهيئة لم تتغير وقال : لست مسئولا عما يروج له الاعلام، فلا يزال الاعلام يركز على حفل الافتتاح ولم يهتم بعد بمحتوى هذه الانشطة. وأكد عبد الرحمن أن الهيئة لديها خطة لاعادة تشغيل قاعات السينما داخل قصور الهيئة، و قال : " حاول من كانوا قبلي ذلك ولكنهم فشلوا، لأن هناك مشكلة متعلقة بعمل قاعات السينما ، لأن عائدها يدخل في موارد الدولة فلا تستفيد منها الهيئة اطلاقا وبالتالي نحن نحتاج إلى تعديل قانوني، و القاعات التي كانت تعمل فعلا تؤجر من قبل الجمعيات الاهلية داخل هذه القصور " وأوضح رئيس هيئة قصور الثقافة أنه لكي تعود تلك الجمعيات للعمل على ادارة قاعات السينما لابد من صيغة بروتوكول جديدة لتعمل بشكل قانوني مع الهيئة، والمشكلة الاخري هي أن المسرحيين يقاومون استغلال تلك القاعات خوفا من أن تلتهم المسارح". واعتبر عبد الرحمن أن مقاومة المسرحيين لفكرة استغلال قاعات السينما تدخل في إطار المصالح لأن نشاط المسرح لم يعد له وجود فمنذ الخمسينيات مسرح الثقافة الجماهيرية فاشل، لانه لم يساهم في تجذير الظاهرة المسرحية في بالقري لأنه تحول الي "سبوبة". وأكد رئيس هيئة قصور الثقافة، انه على الرغم من ضعف النشاط المسرحي في الهيئة فأنها تصدر جريدة أسبوعية عن المسرح، واعتبر عبد الرحمن ان هذه الجريدة صدرت في عهد سابق ضمن مبدأ الاستيعاب وسياسة الحظيرة التي انتهجها وزير الثقافة الأسبق. وقال إن هناك خطة لاعادة نظر في النشاط المسرحي بالهيئة فمن العيب ان يكون لدينا فرق تعمل دون ملابس لائقة أو آلات موسيقية، وفي النهاية يأخذ الفنان 4 جنيهات مقابل البروفة لذلك سنوقف تماما مسألة الاستعانة بفنانين محترفين في الحفلات الغنائية وسنعتمد بالكامل على المواهب والجديدة وسنرعاها". وأشار سعد عبد الرحمن إلى أن مشروع النشر هو أحد أهم مشروعات الهيئة لكنه يحتاج لإعادة صياغة وهو أمر سيتم النقاش حوله في سلسلة اجتماعات سيتم عقدها مع المثقفين قريبا وأوضح رئيس هيئة قصور الثقافة أن هناك سلاسل متشابهة، وبعضها له رؤساء تحرير مزمنون لابد من تغييرهم. وقال عبد الرحمن "ارتبط النشر بأسماء كبيرة، لكن هذه الاسماء لابد من تغييرها، فالقضية ليست مرتبطة بشخص ولكنها مرتبطة بسياسة جديدة هدفها التطوير، لذلك سنقوم بتغيير رؤساء تحرير السلاسل بطريقة منهجية". ونفى سعد عبد الرحمن وجود رقابة علي الأعمال الإبداعية التي تصدرها الهيئة، وقال "الأعمال تعرض قبل نشرها علي نقاد وكتاب من خارج المؤسسة لتقيممها فنيا لكن على الرغم من عدم وجود أي شكل من أشكال الرقابة على النشر في الهيئة الا أنني لدي وجهة نظر كمثقف في مفهوم الحرية، فإذا كان الهنود يحافظون علي أبقارهم المقدسة فما بالنا بديانتنا المقدسة، لذلك لن أقبل نشر عمل أدبي يعيب في الذات الإلهية، لأنني ضد الفجاجة، وأي نص يخلق احتقانًا طائفيًا". تابع رئيس هيئة قصور الثقافة مؤكدًا أن الهيئة ترتبط بالجو الثقافي العام فعندما تكون هناك أجواء داعمة للحرية تكون أفاق الهيئة أكثر انفتاحا". وأوضح عبد الرحمن أن هناك فسادًا في إعدادات وتطوير فروع الهيئة إذ اكتشفت أن بعض قصور الثقافة تم إحلالها وتجديدها ب 27 مليون جنيه، لكني جئت لأوقف هذا.