اتهمت منظمة العفو الدولية "امنستي" الجمعة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين في اليمن بأنه شن غارات جوية استهدفت مدارس في انتهاك للقانون الدولي الانساني أدى لحرمان آلاف الاطفال من الدراسة. وإذ ذكرت المنظمة الحقوقية بأن الدول المشاركة في التحالف تستخدم في هذه الغارات أسلحة أميركية وبريطانية الصنع، طالبت كل الدول ب"تعليق كل عمليات تسليم الأسلحة" التي تستخدم في ارتكاب "جرائم حرب". ويشدد التحالف الذي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن على أن مقاتلاته لا تغير إلا على أهداف عسكرية حصرا ولا يستهدف بتاتا المدنيين. وقالت منظمة العفو في تقرير بعنوان "أطفالنا يقصفون" أنها حققت في خمس غارات جوية استهدفت مدارس بين شهري أغسطس وأكتوبر 2015 وأسفرت عن مقتل خمسة مدنيين واصابة 14 آخرين بينهم أربعة أطفال. وأضافت المنظمة ومقرها لندن أن بعض هذه المدارس تمت الإغارة عليها أكثر من مرة، الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد بأنها استهدفت عمدا، مشيرة إلى أنها لم تجد أي دليل على أن أيا من هذه المدارس كانت تستخدم لغايات عسكرية. واعتبرت "امنستي" أنه حتى ولو أن هذه المدارس كانت خالية من التلاميذ حين جرى استهدافها فان الأضرار التي لحقت بها ستؤدي إلى تداعيات بعيدة المدى على الأطفال. وأضافت ان هذه الاضرار ادت الى إفساد دراسة 6500 تلميذ في محافظات حجة والحديدة وصنعاء. وقالت لمى فقيه المستشارة في المنظمة ان "المدارس تؤدي دورا مركزيا في الحياة المدنية وهي موجودة لتوفير فضاء للاطفال"، معربة عن "الصدمة" لمواصلة الولاياتالمتحدة ودول اخرى تزويد السعودية بالسلاح. وكانت واشنطن اعلنت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر انها وافقت على طلب السعودية شراء قرابة 19 الف قنبلة وصاروخ موجه لسلاح الجو، في صفقة تبلغ قيمتها 1,29 مليار دولار. ويشمل الطلب السعودي 12 الف قنبلة بزنة تتراوح بين 200 و900 كلغ، و1500 "قنبلة خارقة" قادرة على اختراق اهداف محصنة او تحت الارض، و6300 صاروخ موجه من طراز "بايفواي 2" و"بايفواي 3". كما تتضمن معدات تتيح توجيه الصواريخ من خلال الاقمار الاصطناعية. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش طالبت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واشنطن بالعودة عن قرارها الموافقة على صفقة الاسلحة مع الرياض. وتقود المملكة منذ نهاية آذار/مارس تحالفا عربيا ينفذ ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، دعما للرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي. وبدأ التحالف الصيف الماضي، بتوفير دعم ميداني للقوات الموالية لهادي. وبحسب ارقام الاممالمتحدة، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 5700 شخص وجرح قرابة 27 الفا منذ آذار/مارس الماضي، منهم قرابة 2700 قتيل واكثر من 5300 جريح من المدنيين.