فى أول زيارة رسمية له منذ توليه مشيخة الأزهر، قام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فضيلة شيخ الأزهر بتلبية دعوة الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة لعقد لقاء مفتوح مع طلاب الجامعة الثلاثاء بقاعة الاحتفالات للنقاش فى قضايا الإسلام المعاصرة فى حضور العديد من الشخصيات البارزة فى مقدمتهم فضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام ووفد من الكنيسة وكذلك طلاب جامعة الأزهر. فى بداية اللقاء، رحب الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بفضلية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى جامعة القاهرة. وأضاف نصار فى كلمته، أن الشيخ الطيب حمل لواء الإسلام، لافتا إلى أنه عندما توجه للأزهر لتهنئته وجده مهموما بهموم الإسلام، والمصريين. وتابع نصار، أنه لابد من الالتفاف حول الأزهر ورجاله لمحاربة التطرف والإرهاب الذى ساد العالم فى السنوات الماضية. كما أكد رئيس جامعة القاهرة خلال كلمته وهو يبكى: حلمت كثيرا بمثل هذا اللقاء والتواجد بجوار شيخ الأزهر الذى سعت جامعة القاهرة لعقد هذا اللقاء منذ رجب الماضى ثم شعبان ثم جاء الوقت فى ديسمبر الآن وشيخ الازهر بينا موجها كلمة له "خطوة عزيزة". وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الجري وراء الوظيفة الحكومية يجب التخلي عنه، إذا أردنا أن نتحرك بالمجتمع المصري نحو جهة منشودة، ويجب على المسئولين في الدولة أن يشاركوا الشباب بخطك عملية بعيدة عن الشعارات، التي يسخر منها الشباب، وذلك لأنها لا تغير من واقعهم، وأحلم أن يستثمر الأغنياء في الأخذ بأيدي الشباب إلي نهضة حقيقة. ورد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي سؤال أحد الطلاب بجامعة القاهرة حول تجديد الخطاب الديني، بأنه يجب أن يفهمه الكثير من حيث مكانه في الإسلام، لأن الإسلام والتجديد وجهان لعمله واحدة. وأشار الطيب إلى أن مضمون الحديث النبوي بأن الله يبعث كل مائة عام بمن يجدد أمر دينها، وأنه من الأمور العجيبة في أمر المفكرين المسلمين سبقوا فلافسة فرنسا وغيرهم بالقول بما يسمونه السيلان الدائم بهذا الكون. وقال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن الأخلاق في الإسلام ثابتة، لا تتحرك ولا تتطور مع منطق الأغراض والمصالح أو منطق القوة والتسلط أو غير ذلك، مما يحكم البناء المعرفي الخلقي في حضارات أخرى ويسكنها حتى النخاع. وخاطب شيخ الأزهر الشباب قائلاً: عليكم أن تتحركوا وأن تفكروا وأن تعملَوا وأن تدركوا الحدود الفاصلة بين العقل المستضيء بنور الوحي الإلهي ونصوصه الصحيحة الثابتة والعقل الجامح الذي يدمر في طريقه كل شيء. رد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على سؤال أحد الطلاب: لماذا لا يكفر الأزهر جماعة "داعش"، قائلا: "المسألة ستتوقف عند الإيمان بالله تعالى، الإيمان هو أن تؤمن بالله ورسوله والقضاء والقدر، إذن النبى حدد كيف تدخل الإيمان، والخروج من الإيمان اللى هو الكفر. إذا دخل شخص الإيمان من هذه الأبواب، هل أستطيع أن أحكم على شخص بالكفر؟ الكفر بالله هو الذى يخرجه من الإيمان إذا أنكر الله ورسول وكتبه والقضاء والقدر، وقتها يخرج من الإيمان". وأضاف الطيب في إجابته عن سؤال الطالب: الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص حتى إذا ارتكب كل فظائع الدنيا، جماعة (داعش) تؤمن، لكن ارتكبت كل الفظائع، ولا نحكم عليها بالفسق والفجور، ليس لدينا حكم بأن أقول عليهم كفار". وزهدي الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر درع الجامعة.