تستعد مدينة أبو سمبل، بصعيد مصر، للاحتفال ، فجر غدٍ، الخميس ، بتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، بمعبد قدس الأقداس. وأوضح محافظ أسوان مصطفي يسري، أن الاحتفالية تعتبر رسالة إلى العالم، بأن مصر آمنة، مؤكدًا أهمية الاحتفال بتعامد الشمس بأبو سمبل، باعتبارها معجزة فلكية، فريدة من نوعها، ولا تتكرر في أي موقع أثري في جميع أنحاء العالم، كما أنه يعتبر نقطة انطلاق للموسم السياحي، ليعكس مكانة السياحة الثقافية، والأثرية، علي أجندة السياحة العالمية، وخاصة أن أسوان تضم العديد من المعابد، والمزارات، والمعالم الأثرية، والسياحية، علاوة علي تنوع المنتج السياحي بها من سياحات أخرى. ومن جهته، قال من جانبه الأثري حسام عبود، أن الشمس سوف تتعامد تمام الساعة 5,53 دقيقة صباحًا، وتستمر لمدة 20 دقيقة، ومن المتوقع حضور 3 آلاف مشاهد للظاهرة، بينهم 600سائح من مختلف الجنسيات، يتقدمهم محافظ أسوان مصطفي يسري، والدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ،واللواء عمر ناصر مدير أمن أسوان، بجانب لفيف من أهالي مدينتي أسوان، وأبو سمبل والقيادات التنفيذية، والشعبية، والأمنية. فيما أوضح الأثري حسام عبود،أن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، وجسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريون، خاصة في علم الفلك، والنحت، والتخطيط، والهندسة، والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها في كل مكان، مشيرًا إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة، التي خلدها المصري القديم، في هذه البقعة الخالدة من العالم. وأضاف مدير آثار أبو سمبل أن ظاهرة تعامد الشمس، تتم مرتين خلال العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر ، احتفالًا بموسم الفيضان، والزراعة، والأخرى يوم 22 فبراير، احتفالًا ببدء موسم الحصاد، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني، وتماثيل الآلهة (أمون، ورع حور، وبيتاح) التي قدسها، وعبدها المصري القديم، حيث تخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني، التي ترتفع بطول 60 مترًا، داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة، والمعجزة الفلكية، كانت لفكر، واعتقاد بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني، والآلهة رع، إله الشمس عند القدماء المصريين.