دعا الشيخ على عبد الرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم لإطفاء نار الفتن التي هبت على المسلمين. وقال إن الخوف من الله والرجاء فيما عنده جناحان للمسلم للنجاة من شقاوة الدنيا وعذاب الآخرة. وأكد الحذيفي أن هذا العصر الذي غلبت فيه القسوة والغفلة وحب الدنيا يجب فيه تغليب جناح الخوف من الله لتستقيم النفوس وتزكو القلوب. ودعا إلى تطهير القلوب لأن القلب هو ملك وبقية الأعضاء جنوده. وذكر الحذيفي أن السلف صلحت حالهم وطاب مآلهم وزكت أعمالهم لأنهم التزموا بالخوف والرجاء. واستشهد بموقف الخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي مر ذات يوم فسمع أحد المسلمين يقرأ سورة ( الطور) وفيها قوله تعالى " والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور" فلما وصل إلى قوله تعالى "إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع" خر مغشيا عليه ومرض شهرا . وفرق الحذيفي بين نوعين من الخوف، أولهما الخوف المحمود وهو الذي يحث على العمل الصالح ويمنع المحرمات. والنوع الآخر من الخوف هو الخوف المرضي والذي إذا زاد على حده انقلب يأسا وقنوطا ومرضا . ودعا الحذيفي بأن يحقن الله دماء المسلمين ، ويحفظ أموالهم وأعراضهم، ويكفيهم شر الظالمين والمعتدين، ويطفئ نار الفتن، ويعز الإسلام والمسلمين .