ألقى الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية محاضرةً أمام معهد الخدمات الهندي، وذلك في إطار الزيارة التي يجريها للهند خلال الفترة من 28 إلى 30 مايو 2011، التي يختتمها غدا، حضرها السفراء العرب والأفارقة ورؤساء البعثات الدبلوماسية والعديد من أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين في نيودلهي، بالإضافة إلى نخبة من مسئولي وزارة الخارجية الهندية والدبلوماسيين الهنود، فضلاً عن عدد كبير من الباحثين والصحفيين. ويُعد معهد الخدمات الهندي أقدم وأكبر المراكز البحثية في الهند، حيث تأسس عام 1870 ويضم في عضويته 12700 عضو. صرحت السفيرة منحة باخوم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن د. نبيل العربي تناول، في محاضرته، ثلاثة موضوعات رئيسية، الأول تحت عنوان أحداث ثورة 25 يناير والتطورات السياسية المُصاحبة لها وأثر الثورة على سياسة مصر الخارجية ومستقبل التحرك للدبلوماسية المصرية، والثاني تعرض خلاله لتطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في الشرق الأوسط، بينما تناول الموضوع الثالث العلاقات المصرية الهندية وسبل تدعيمها. أكد وزير الخارجية، في كلمته، أن خروج الشعب لمصري إلى الشارع للقيام بثورته جاء تأكيدا لحاجته الملحة للتغيير، وتطلعه لحرية ولتحقيق ديمقراطية حقيقية، وبتر الفساد وإزاحة رموزه وإرساء حكم القانون وعدالة اجتماعية سلمية، مشيراً إلى أن دماء الشهداء ثورة 25 أعادت إحياء مصر، ومثنياً على دور الجيش المصري العظيم في حماية الثورة واحتضان الشعب. وأضاف أن مصر تمر بمرحلة انتقالية، تتبنى خلالها خارطة الطريق، إلا أنه لا خوف من ذلك المرحلة الانتقالية لأن مصر أصبحت على الطريق الصائب، وتتجه بقوة وعزم في المسار الصحيح. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار العربي إلى أنه انطلاقا من كون مصر دولة قانون ومن احترامها لاتفاقيات جنيف، واتفاقية جنيف الرابعة، فإن مصر قررت فتح معبر رفح بصورة دائمة. ودعا وزير الخارجية إلى تضافر كافة الجهود من أجل إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. وأشار السيد الوزير إلى أن الثورة خلقت مناخاً أدى لتوقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة. كما تطرق وزير الخارجية، خلال محاضرته، لأحداث التغيير في دول المنطقة، مشدداً على أن التغيير لابد أن يأتي كاستجابة لمطالب وتطلعات الشعوب العربية ولا يُفرض من الخارج. أما فيما يخص العلاقات المصرية الهندية، فقد عرض د. نبيل العربي للعلاقات التاريخية بدءاً من تأسيس حركة عدم الانحياز وقيادة مصر والهند للحركة ومساندة الهند لمصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وأكد وزير الخارجية عزم مصر تكثيف التعاون والتنسيق مع الهند من خلال تبادل الزيارات الثنائية وعقد المشاورات السياسية واللجان المشتركة وتنمية حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المتبادلة وتنفيذ مشروعات مشتركة تُدِر بالفائدة على الجانبين، وذلك وصولاً لبناء شراكة إستراتيجية مصرية – هندية.