اعتبر سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسفي هاوزر اليوم الأربعاء أن اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل من شأنه أن يحل 90% من مشاكل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني فيما قال وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون إنه إسرائيل لا تواجه عزلة دولية. وقال هاوزر للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح في خطابه (في الكونغرس) أمس أن الكرة موجودة الآن في الملعب الفلسطيني وإذا وافق أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) على مبدأ الدولة اليهودية فإنه سيتم حل 90% من المشكلة". وأضاف هاوزر أن "كل ما تبقى هي تفاصيل سيكون بالإمكان الجسر بينها، لكن على ما يبدو أنه لا يوجد تلميح حتى لوجود استعداد فلسطيني للاعتراف بدولة قومية للشعب اليهودي". وتابع سكرتير الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يتوقع من عباس أن ينأى بنفسه عن اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في حاشية نتنياهو قولهم بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس إن "الشعور هو أن الكونغرس الأميركي يدعم إسرائيل، وينبغي استغلال ذلك الآن وإقناع أوروبا أيضا". ويتوقع أن يعود نتنياهو إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم من زيارته لواشنطن التي بدأت صباح يوم الجمعة الماضي، والتقى خلالها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وألقى خطابين في الكونجرس وفي مؤتمر المنظمات اليهودية الأمريكية الداعمة لإسرائيل "أيباك". ورفض نتنياهو في خطابيه انسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967 ومن القدسالشرقية مع تبادل أراضي وحق العودة للاجئين الفلسطينيين وهاجم اتفاق المصالحة الفلسطينية. وأجمع المحللون الإسرائيليون على أن نتنياهو يغادر الولاياتالمتحدة بعد أن عمّق أزمة الثقة بينه وبين أوباما. من جانبه اعتبر يعلون أن "إسرائيل لا تعاني من عزلة دولية لا في الولاياتالمتحدة ولا في أوروبا". وقال للإذاعة الإسرائيلية: إن "الفلسطينيين نجحوا في زرع أكاذيبهم في عدة دول لكن الولاياتالمتحدة وأوروبا تفضل إسرائيل قوية ولا يتم إضعافها". واضاف يعلون أن "الحكومة تسير في طريقة معينة منذ سنتين ورئيس الوزراء أوضح سياسته". كذلك اعتبر وزير حماية البيئة الإسرائيلي غلعاد أردان إنه بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس "أصبح العالم يفهم الآن موقف دولة إسرائيل بشكل أفضل". واضاف أن "رئيس الوزراء أوضح في خطابه أنه حتى لو كانت هناك تنازلات عن مستوطنات إلا أنه توجد أماكن ذات أهمية قومية مثل (مستوطنة) بيت إيل التي لن تتنازل إسرائيل عنها". ويشار أن مستوطنة "بيت إيل" ملاصقة لمدينة رام الله ومشرفة عليها. إلا أن رئيس مجلس حزب كديما والوزير السابق حاييم رامون رأى أن أقوال نتنياهو "لم تقلل من الخطر على وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية". وقال إن "حقيقة أن نتنياهو لم يوافق على مسار الحل الذي يطرحه أوباما على أساس حدود العام 1967 يضر بإمكانية حصول إسرائيل على شرعية من المجتمع الدولي". وقلل السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن البروفيسور إيتمار رابينوفيتش من أهمية خطابات أوباما ونتنياهو وتساءل "ماذا سنفعل صباح غد؟ هذا هو الأمر الأهم" وأشار إلى أن التصويت على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل أصبح قريبا. وأضاف أن "أيلول والجمعية العامة للأمم المتحدة خلف الزاوية ومن دون استئناف المفاوضات أو تنفيذ خطوة جوهرية فإننا سنواجه تحديا خطيرا". وقال رابينوفيتش "لقد استمعنا لعدد من الخطابات الجميلة في الأيام الأخيرة ونتنياهو وأوباما خطيبان ممتازان لكن كلاهما ارتكب أخطاء تكتيكية زادت من حدة المواجهة بصورة زائدة، والآن انتهى موسم الخطابات ويجب الانتقال إلى موسم الأفعال.