قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم السبت إنه بالرغم من حالة عدم الوضوح التى تواجهها مصر فى فترة ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلا أن التغييرات السريعة التى تشهدها سياستها الخارجية تظهر بجلاء أن فترة مابعد مبارك فى مصر من شأنها أن تعيد للقاهرة نفوذها فى المنطقة التى تتأثر بالتغييرات فى مصر . وأضافت الصحيفة- فى تعليق لها أوردته فى موقعها الإلكترونى- أن وزير الخارجية المصرى نبيل العربى أشرف بالفعل على تحولات مهمة وجازمة بشأن القضية الفلسطينية، وكذلك على تخفيف عقود من التوترات مع إيران وأن الخطوتين على حد سواء تشيران إلى استقلال أكبر عن الولاياتالمتحدة- التى تقدم لمصر 1.3 مليار دولار معونة سنوية- وذلك أكثر من أى دولة أخرى باستثناء إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن وساطة مصر لاتفاق مصالحة طال انتظاره بين حركتى فتح وحماس هو أكثر الابتكارات التى تجذب الانتباه، والذى يمكن أن يثبت تغيرا فى اللعبة بالنسبة للصراع الأكثر تعقيدا فى المنطقة مشيرة إلى أن الفصائل الفلسطينية لديها أسبابها الداخلية الخاصة للتوقيع..إلا أن القاهرة مازالت قادرة على أن تحوز الثقة فى هذا الصدد. وتابعت الصحيفة أن نبيل العربى- وهو سفير سابق فى واشنطن والذى تم اختياره لخلافة عمرو موسى أمينا عاما للجامعة العربية ، يصر على أن هدف بلده مازال هو نفسه وأنه أبلغ الجارديان انه "فى الوقت الذى ربما تتغير فيه أعمالنا.. إلا أن هدفنا الجوهرى لن يتغير.. ومازلنا نرغب فى سلام شامل فى الشرق الأوسط.. ولكن كيف نصل إلى ذلك فإنه الذى يتغير .. أى أن ثمة تحولا ولكن ليس ثمة تناقض. وقالت الصحيفة إن العربى هو أول وزير خارجية مصرى بدون صورة ملك أو رئيس فى مكتبه، وذلك أحد أسباب وضع الرأى العام على نحو أوثق دبلوماسيته فى الاعتبار وسيظل على مايبدو مؤثرا فى المستقبل. وقالت الصحيفة إن دراسة حديثة للمركز البحثى بى ايه دابليو أظهرت ان 54 $ من المصريين يرغبون فى غلغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل عام 1979 رغم أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة اوضح جليا منذ البداية أن المعاهدة سيتم احترامها جنبا إلى جنب مع الالتزامات الدولية الأخرى وأن المظاهرات خارج السفارة الإسرائيلية بمناسبة ذكرى النكبة فى نهاية الأسبوع الماضى التى فضتها قوات الأمن تؤكد الحساسية الداخلية للموضوع. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن مصر ترغب فى إعادة التفاوض حول الحدود المتفق عليها بشأن عمليات انتشار الجيش فى سيناء . وأشارت الصحيفة إلى اتجاه مصر لفتح معبر رفح مع قطاع غزة للمرور العادى لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الفلسطينيين فى القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون شخص ، وقالت إن حرية الحركة بين مصر وغزة ستكون لها تأثيرات ضخمة بالنسبة للفلسطينيين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية وكذلك فرص التجارة والإحياء المحتمل للاقتصاد. وأضافت الصحيفة أن نبيل العربى وزير خارجية مصر حذر من أن رفح لن تكون على الإطلاق حدود شينجن /منطقة سفر الاتحاد الأوروبى بدون جوازات سفر/ بسبب إعتبارات أمنية . ولكن ستزيل شعورا بأن القاهرة مشتركة فى جريمة الحصار الإسرائيلى وهو موقف وصفه العربى بانه مخز. وقالت الصحيفة إن الوفاق مع إيران ليس أقل وضوحا وأن نبيل العربى تحدث عن فتح صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين.