بعد غياب 11 عاما، عاد درع الدوري الممتاز إلى خزائن نادي الزمالك للمرة الثانية عشرة في تاريخه، وذلك بعدما نجح الفريق الأبيض في إنهاء سيطرة الغريم التقليدي "الأهلي" الذي احتكر المسابقة خلال السنوات الأخيرة. وتوج الزمالك بشكل رسمي ببطولة الدوري الممتاز، بعدما سقط الأهلي في فخ التعادل الإيجابي بنتيجة 1-1 مع سموحة، ليرد الفريق الأبيض بتحقيق فوز مثير على طلائع الجيش أمس الأربعاء بنتيجة 3-2، ليوسع الفارق مع الأهلي صاحب المركز الثاني إلى ثمان نقاط، حيث تتبقى مباراة واحدة لكل منهما قبل انتهاء الدوري، إذ يلعب الزمالك مع وادي دجلة، فيما يلتقي الأهلي مع إنبي. وبالنظر إلى أسباب تتويج الزمالك بدرع الدوري الغائب عن خزائنه منذ فترة طويلة، سنجد أن هناك أربعة أسباب رئيسية قادت الفارس الأبيض إلى اعتلاء منصات التتويج، وإنهاء قبضة الأهلي على البطولة الأهم في مصر، وهي "الصفقات الجديدة - استقرار مجلس الإدارة - فيريرا - جاريدو ومستوى الأهلي". 1- الصفقات الجديدة. نجح مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة مرتضى منصور في تجديد دماء الفريق الأبيض قبل انطلاق الموسم الذي قارب على النهاية، وذلك من خلال التعاقد مع 16 لاعبا من أفضل لاعبي الدوري المصري، ليقودوا القلعة البيضاء في النهاية لتحقيق لقب الدوري. وتعاقد الزمالك مع كل من "أحمد الشناوي حارس مرمى المصري البورسعيدي، علي جبر مدافع الاتحاد السكندري، ومحمد كوفي مدافع الشرطة العراقي، وأحمد سمير ظهير أيسر الداخلية، وإسلام جمال مدافع طلائع الجيش، وأحمد دويدار ورضا العزب ثنائي دفاع اتحاد الشرطة، ومحمد بازوكا مدافع الشرقية، وإبراهيم صلاح لاعب خط وسط العروبة السعودي، وطارق حامد لاعب وسط سموحة، ومحمد شعبان لاعب خط وسط إنبي، ومعروف يوسف لاعب وسط اتحاد الشرطة، وأيمن حفني صانع ألعاب طلائع الجيش، باسم مرسي مهاجم الانتاج الحربي، وخالد قمر مهاجم اتحاد الشرطة، وعبد الله سيسيه مهاجم الاتحاد الليبي". 2-استقرار مجلس الإدارة. من أهم أسباب فوز الزمالك بلقب الدوري الممتاز، هو حالة الاستقرار التي عاشها مجلس إدارة النادي الأبيض برئاسة مرتضى منصور طوال الموسم المنقضي، حيث نجح المجلس الحالي في إحداث طفرة كبيرة في أداء الفريق الأبيض من خلال الصفقات القوية التي أبرمها رغم وجود منافسة شرسة من النادي الأهلي. كما تمكن المجلس من الوفاء بكافة التزاماته المالية تجاه لاعبي الفريق، وذلك بعد حصول كل اللاعبين على مستحقاتهم المالية في موعدها، وهو ما لم يحدث منذ فترة طويلة داخل نادي الزمالك، حيث كانت الأزمة المالية بطلة المشهد دائما داخل جدران النادي. كما نجح مجلس إدارة الزمالك في إحداث طفرة كبيرة داخل النادي الاجتماعي من خلال تطوير المنشآت بشكل مميز، وإقامة عدد كبير من الملاعب الخاصة بتريب فرق الناشئين، بالاضافة إلى خلق موارد مالية جديدة تنعش خزينة النادي من خلال المحال التجارية التي تحيط بأسوار نادي الزمالك بمنطقة المهندسين. 3- جيسوالدو فيريرا. بعدما عاش فريق الزمالك فترة غير مستقرة في بداية الموسم، وتعاقب على تدريب الفريق ثلاثة مدربين "حسام حسن، ومحمد صلاح، والبرتغالي جايمي باتشيكو" ، اتجه الزمالك إلى الاستعانة بخبرات المخضرم جيسوالدو فيريرا المدرب الاسطوري لفريق بورتو البرتغالي، إذ توج معه بالعديد من الألقاب. فيريرا قدم مستويات مميزة للغاية مع الفريق الابيض، ونجح في إعادة الفريق لتقديم أداء جيد بشهادة جميع المحلليين وعشاق القلعة البيضاء، بالاضافة إلى الاهم وهو تحقيق الانتصارات على المستويين المحلي والافريقي. العجوز البرتغالي قاد الزمالك منذ توليه مهمة تدريب الفريق حتى الآن، في 16 لقاء بالدوري، حيث نجح في تحقيق الفوز في 12 مباراة، فيما تعادل مرتين، وخسر مثلهما، كما تمكن فيريرا من إعادة انتصارات الزمالك خارج الديار بالبطولة الافريقية، بعدما فاز الفريق على الفتح الرباطي المغربي في المغرب بنتيجة 3-2، ثم أخيرا على أورلاندو بيراتس الجنوب افريقي بنتيجة 2-1، وذلك ضمن منافسات البطولة الكونفدرالية الافريقية. 4- جاريدو.. وتدهور مستوى الأهلي. لا شك أن الزمالك قدم موسما مميزا للغاية، استحق عليه في النهاية تحقيق لقب الدوري بعد طول غياب، إلا أن تذبذب مستوى غريمه التقليدي الأهلي هذا الموسم، كان عاملا مساعدا في ذهاب درع الدوري إلى ميت عقبة معقل الفريق الأبيض. الاهلي بدأ الموسم تحت قيادة مدربه الاسباني خوان كارلوس جاريدو الذي حقق نتائج غير مرضية لجماهير الاحمر، ولا تليق بحامل اللقب، ليبتعد المارد الاحمر عن المنافسة على تحقيق اللقب منذ بداية المسابقة. الاهلي هذا الموسم تلقى خمس هزائم على غير عادته، حيث خسر الفريق الاحمر من كل من "الرجاء الذي هبط لدوري القسم الثاني، وإنبي، والاتحاد السكندري، والمقاولون العرب، وحرس الحدود" ، بجانب سقوطه في فخ التعادلات تسع مرات، ليفقد الاهلي حتى الآن 33 نقطة في مشواره بالدوري، وذلك قبل لقاء وحيد من انتهاء المسابقة أمام إنبي يوم الاحد المقبل، وهو ما يعتبر شيئا غريبا على القلعة الحمراء، وبشكل مباشر أو غير مباشر ، ساهم ذلك بقوة في تتويج الزمالك باللقب الغالي.
