تستهدف الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر لمنطقة الشرق الأوسط لاحقا طمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة بشأن الاتفاق التاريخي الذي وقعته إيران ومجموعة الدول الست الكبرى أمس في فيينا، وعلى الرغم من أنه من المقرر أن يتوجه كارتر إلى عدة عواصم بالمنطقة ، إلا أن البيت الأبيض لم يكشف صراحة سوى عن محطة واحدة في جولته، وهي إسرائيل لطمأنتها بشأن مدى سلمية السلاح النووي الإيراني، وذلك بعد الانتقادات الشديدة التى وجهت للدول الست عامة وأمريكا خاصة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ففي تصريحات أدلى بها أمام كاميرات التليفزيون، ندد نتنياهو بشدة باتفاق إيران مع الغرب ووصف يوم توقيعه "باليوم الأسود "، مؤكدًا أن إسرائيل غير ملزمة بهذا الاتفاق النووي وأنها "ستدافع عن نفسها" ، معبرًا عن خيبة الأمل بشأن الاتفاق الذي وصفه بأنه "خطأ صادم.. تاريخي، وأن إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق مع إيران لأنها مستمرة في السعي لتدميرها " على حد قوله ، وتعهد أمام شعبه بالدفاع عن إسرائيل على الدوام وبذل قصارى الجهد لعرقلة طموحات إيران النووية. وبحسب نتنياهو فإن إيران "ستحصل على الجائزة الكبرى بموجب هذا الاتفاق ، جائزة حجمها مئات المليارات من الدولارات ستمكنها من مواصلة متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم ، مشيرًا إلى أن هذا خطأ سيء له أبعاد تاريخية"، ومن جانبها أعربت الحكومة الإسرائيلية المصغرة (المعنية بالشئون الأمنية) عن دعمها الكامل لنتنياهو، ورفضها بالإجماع هذا الاتفاق، مؤكدة أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملزمة به 0 ومن جهتها، اتهمت نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي القوى الغربية ب"الاستسلام" لإيران ، وأضافت فى تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي " إن هذا الاتفاق استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران ، ستعمل إسرائيل بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق". حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما طمأنة حليفته إسرائيل قبل أن يقرر إرسال وزير دفاعه لها، حيث أكد في اتصال هاتفي أجراه مع نتياهو، أن الاتفاق مع إيران سيرفع عن إسرائيل "التهديد النووي الإيراني"، وجدد تمسكه وإدارته بضمان أمن إسرائيل ، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أن "خطة العمل المشتركة" الموقعة في فيينا تمثل "نتيجة تراعي المصالح القومية لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل" ، ومع ذلك فقد أعلن أن الولاياتالمتحدة لا تزال قلقة من "التهديدات الإيرانية الموجهة ضد إسرائيل"، مؤكدا أن واشنطن مستعدة للتصدي لخطوات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وقبل قيامه بمهمته في منطقة الشرق الأوسط ، قال وزير الدفاع الأمريكي فى تصريح صحفي له "نحن جاهزون لتعزيز أمن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، بمن فيهم إسرائيل، وللدفاع عن أنفسنا من العدوان، وضمان حرية الملاحة في الخليج والحد من نفوذ إيران، وسنلجأ إلى الخيار العسكري إذا لزم الأمر". وتتضمن أهم نقاط الاتفاق النووي الإيراني المبرم أمس بين إيران والسداسية، والمثير للذعر في إسرائيل، وقف سريان مفعول خطة العمل المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد 10 سنوات عقب صدور قرار مجلس الأمن مباشرة، وتقديم مشروع قرار بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن مباشرة بعد انتهاء المفاوضات مباشرة لإقراره فورًا، وسريان مفعول الاتفاق خلال 90 يومًا من صدور قرار مجلس الأمن، واجتماع إيران والسداسية الدولية لمتابعة الاتفاق على الأقل كل عامين، وأن تتولى رئيس الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موجيرينى مهمة تنسيق عمل اللجنة الخاصة بفض النزاعات بشأن البرنامج، وأن يكون جميع الأعضاء المشتركين في المفاوضات وإيران صوت في هذه اللجنة وكذلك الاتحاد الأوروبي، ويجرى اتخاذ القرارات بتوافق الآراء، وموافقة إيران على إمكانية استئناف العقوبات الدولية في مهلة 65 يومًا حال عدم تنفيذها الاتفاق.