دعا د. خالد فهمي رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلي الأخذ بفهوم واسع للشريعةالاسلامية يضم داخله الممارسات الحياتية واليومية وأحكام القضاء الشرعي والشروح علي هوامش المذاهب الأربعة. وقال أن الشريعة ليست مجرد كتب الفقه ورجال الدين وإنما هي الممارسات التي كانت تحدث مع تطبيق الشريعة. جاء ذلك ضمن الندوة التي أقيمت أمس بمكتبة المعهد الهولندي الفلمنكي لمناقشة كتاب " وثائق مدينة القصر بالواحات الداخلة مصدراً لتاريخ مصر في العصر العثماني" للمؤرخ الهولندي رودلف بيترس والصادر عن دار الوثائق المصرية. والكتاب هو الإصدار الأول ضمن السلسلة الجديدة التي استحدثتها دار الوثائق بعنون "دراسات وثائقية" والتي يشرف علي تحريرها د. عماد هلال مديروحدة البحوث الوثائقية بالدار، وحضر الندوة د. رودلف بيترس ود. نيللي حنا استاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية ود. عبد الواحد النبوي رئيس دار الوثائق وأدارها د. صابر عرب رئيس الهيئة المركزية لدار الكتب والوثائق القومية. قال فهمي أن الإبداع الخلاق كان دائماً ما يحدث في الهامش وأضاف أن مقولة إغلاق باب الإجتهاد في الشريعة بعد المذاهب الأربعة مقولة خاطئة وأنه إذا كان الباب قد أغلق بعد عهد الأئمة الآربعة فإن الشروح علي هوامش النصوص الأصلية لم تتوقف وبعض الإجتهادات الجديدة كانت داخل تلك الشروح وهو ما يؤكد خطأ تلك المقولة. ورأي فهمي أننا إذا أخذنا في الإعتبار الممارسات الحياتية واليومية والممارسات داخل المحاكم الشرعية من خلال سجلاتها وتعاملنا مع الشريعة كممارسة وتاريخ سنصل لمفهوم مختلف عن الشريعة ومصادرها وهذا أمر له دلالة سياسية بالغة الأهمية، وأضاف فهمي أن الشريعة لو كانت قد جمدت علي ما قاله الشافعي وابن حنبل لإنتهت وانتقد فهمي المساواة بين الشريعة والفقة وقال ان هذا الأمر يدخلنا في التباسات عديدة. اعتبر فهمي كتاب بيترس حدثاً مهماً في تاريخ النشر والوثائق ويعد بمثابة مادة أولية لدراسات أخري عديدة عن مصر في العصر العثماني. وقال أن الكتاب هو تحقيق لمخطوطات عثرت عليها بعثة هولندية أثناء ترميم بعض البيوت بمدينة القصر بالواحات الداخلة في 2007 . وأضاف فهمي أن أهمية الكتاب تأتي لحديثه عن تاريخ الشريعة وتطبيقها بعكس معظم الداراسات السابقة التي لم تفهم الشريعة علي أنها تاريخ. ورودلف بيترس هو مؤرخ هولندي ولد عام 1943 وله 12 كتاب وأكثر من 89 بحث منشور تنصب في معظمها علي الجهاد في الإسلام والقانون والشريعة الإسلامية وتاريخ الشرق الأوسط. وعرض د. مجدي جرجس مدرس الوثائق والأرشيفات بجامعة كفر الشيخ لبعض ممارسات الأرشيفات البطرياركية في العصر العثماني في الإحتفاظ بكل الوثائق والمكاتبات حول تركة شخص متوفي ومدي الدقة التي كانت تتبع حينها لتدوين كل ما كان يمتلكه الشخص وكل ما له أو عليه من ديون. وتحدث د. محمد صبري الدالي لمشرف العام على إدارة المخطوطات بدار الكتب المصرية عن ما أسماه بفوضي الإنتماء العائلي في مصر قائلاً أن العائلات في مصر كانت تنتمي تنتسب لقرية أو حرفة وأضاف أن العائلات في مصر كانت أسمائها تتشابه رغم إختلاف تلك العائلات. وقال الدالي أن الإنتساب إلي الأشراف خدعة كبري حتي أن العثمانيين أصبحوا عرب واشراف وقرشيين وأن بعض اليهود كانوا يشترون منصب الشرافة بالمال وأضاف أن معظم العائلات الصوفية في مصر لا تنتسب إلي زعماء الصوفية الأوائل حيث ان معظم الصوفيين الأوائل كالبدوي والشاذلي لم يتزوجوا وليس لهم نسب.