أقيمت مساء اليوم الأربعاء بالمركز الدولي للكتاب احتفالية ببلوغ الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى الثمانين من عمره. شارك فى الاحتفاء كل من الناقدين الدكتور صلاح فضل، والدكتور محمد عبد المطلب، بحضور العديد من الكتاب وأصدقاء الشاعر، فيما قدم الاحتفالية الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب. فى تقديمه، قال د.مجاهد إن حجازي استطاع أن يهضم الشعر العربى ويعيد تقديمه حتى فى دواوينه الأقرب للحداثة "كائنات مملكة الليل". ثم قام بإلقاء بعض الأبيات الشعرية لحجازى، من قصائد هذا الديوان. وقال "مجاهد" إن "حجازى" يدفع رأسه ثمناً لكل كلمة يقولها. مضيفاً: أذكر أنى قد سألته يوماَ: ما الشيء الذى ما أن تلاقاه تتلفه؟ فقال: لا أعرف. وهذه هى براعة الشاعر. وفى كلمة حجازى، توجه بالشكر للهيئة المصرية العامة للكتاب، قائلا إن الثقافة المصرية لم يصنعها المصريون وحدهم، وإنما صنعها المثقفون العرب وفى مقدمتهم المثقفون اللبنانيون. ورحب حجازي بالسفير اللبنانى خالد زيادة، قائلا: أرحب به كاتباً، وممثلا للبنان، ومن قبل ومن بعد صديقاً عزيزاً. ثم قرأ حجازى قصيدة "خارج الوقت". من جانبه، قال الناقد الدكتور صلاح فضل: هذا هو حجازى المسافر أبداً، صانع المدن الشعرية. تذوقنا معه رحيق الشعر وجمال اللغة وهندسة الصياغة. يسبقه القارئ بالقافية وهذه من علامات الشعرية العربية. عندما تتوالى الكلمات وتقفز الصور. وأكد أن حجازى كان ولا يزال دائماً أقرب شعراء العربية إلى روح لغتها، هناك منذ زمن طويل في نهاية الخمسينيات كنت شاباً يافعاً فى دار العلوم، مضيفاً: كان "حجازى" الذى لا يكبرنى كثيرا سوى بعدة أعوام قد صار نجماً كبيراً هو وصلاح عبد الصبور. وأضاف: نرى فيهم وجه العروبة والأحلام والطموح والشموخ. حجازى ملأ حياتنا فكرا وفنا وحضورا طاغياً، نراه وسط عصر صاحب مسيرة إبداعية كاملة متوهجة. وأردف: لأن الحديث عنه لابد أن يصحب كلماته، كتبتُ له تحية، والطريف أننى بدأتها بقصيدة قرأها الدكتور أحمد مجاهد. وأكد مخاطباً حجازى: كتبتَ مرثية عمركَ وأنت فى السابعة والثلاثين، بقصيدة "مرثية لاعب سيرك". تصدرت الحياة الشعرية ببراعة. كنتَ شاباً مشاكساً. شاغبت العقاد واعتبرته ضيفاً على عصره، ثم قلت لى إنه لا يسعدك شيء سوى اعتزازك باعتراف العقاد بشعرك. وتابع: خاض معركة عمره فى التنوير وبعث الوعى من خلال كتابته فى الصحافة. وجعل من فتات الحياة تمثالاً ذهبياً فنياً خالداً. لقد آمنت بأن شعر حجازى ماض إلى الخلود. من جانبه، قال الناقد الدكتور محمد عبد المطلب: اعتذرت عن ندوات كثيرة بها صلاح فضل لأنى أعرف أن أى كلام بعده لا شيء. وأضاف: لا يفوق حجازى أحد فى شعره عن الحداثة. تشغلنى فى الشعر العربى جمل، وأسأل نفسى: كيف قال الشاعر هذه الأبيات؟ حجازى تفوق فى هذا المضمار. حجازى من الشعراء المقلين، حيث إنه أصدر سبعة دواوين فقط، لأنه لا يكتب إلا إذا دخل الحالة. وقد سألنى يوماً عن رأيى فى مقالاته فى الأهرام، فقلت له إننى أنتظر قصيدة، فقال: إذا جاءتنى سأكتبها. وأضاف عبد المطلب: جعل حجازى الحزن زماناً ومكاناً. وهو ما لم يستطع شاعر فعله. لم يفتخر بالمال ولا الجاه، لكنه افتخر بكونه متمرداً. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :