افتتح اليوم ، السبت ، الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة ، يرافقه عادل لبيب وزير التنمية المحلية ، وعبدالحميد الهجان محافظ قنا ، والدكتور حمدي أبوالمعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ومحمد عبد الحافظ ناصف ، ترافقهم الإعلامية نهال كمال ، حرم الشاعر الراحل ، متحف ومركز الأبنودي للسيرة الهلالية ، بمدينة أبنود ، محافظة قنا ، مسقط رأس الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي . في البداية، استقبل الوزير، ومرافقوه، بعرض بديع بالآلات الشعبية، والتنورة، التي تميزت بجمال ألوانها ، ونالت إعجاب الجميع ، قام بعدها النبوي بإزاحة الستار عن لوحة الافتتاح التذكارية، ثم تجول في المتحف ، وأشاد بجمال العرض ، وتنظيم المقتنيات ، ووسائل الأمان ، للحفاظ على المعروضات ، عرج بعدها على المركز ، وتفقد قاعاته ، ومكتباته المختلفة ، وتبادل أحاديث ودية مع العاملين بالمركز عن طبيعة عمل كل منهم ، والمعوقات التي تقابلهم ، ووعدهم بتذليلها ، مثل عدم وجود ماكينات تصوير ، وفاكس وقلة عدد أجهزة التكييف ، وعدم وجود أدوات موسيقية للموهوبين في العزف ، والغناء . وكشف د. ابو المعاطي عن أن قطاع الفنون التشكيلية ، بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة ، أعدا برنامجًا ثقافيًا وفنيًا ، يستمر لمدة شهر كامل ، يشتمل على ورش فنية ، وأدبية ، وأمسيات شعرية، ودوري ثقافي فني، وفقرات فنية شعبية ، وتحطيب ، يُختتم بتكريم المشاركين المتميزين ، والمشرفين على أنشطة الشهر الثقافي. وعن السيرة الهلالية ، أوضح عبد العاطي أنها أكبر عمل أدبي ملحمي في التراث الشعبي العربي تبلغ نحو مليون بيتًا من الشعر، وتحتل جزءًا مهمًا من التاريخ العربي كإحدى أشهر القبائل العربية التي عاشت، ولا يزال أسلافها ، يعيشون على امتداد المنطقة العربية. ويقع المتحف/ المركز الجديد ، على مساحة 870 مترًا ، ويحمل اسم "الأبنودي للسيرة الهلالية " تقديرًا لمكانة الشاعر الراحل ، الشعرية ، والأدبية ، والثقافية ، في وجدان المصريين ، والعرب جميعًا ، كأحد رموز المثقفين المصريين الذي أثروا الوعي الثقافي والفني والسياسي العربي والمحلي ، بالتراث الأدبي الشعري المتفرد على مدى أكثر من ربع قرن ، فضلاً عن دوره الكبير في جمع وتوثيق السيرة الهلالية، أهم وأشهر السير الشعبية العربية الخالدة في التراث الثقافي العربي ، على مدار ربع قرن . والمتحف هو الأول من نوعه في مصر الذي يهتم بهذا النوع من التراث الأدبي الشعبي ، ويخلد اسم ومسيرة الشاعر الراحل في ذاكرة التاريخ الثقافي المصري ، والعربي ، و يتكون من قاعتين ، الأولى يتوسطها مجسم نحتي بارز للشاعر الراحل ، يتميز بدقة ومهارة النحت ، وجمال التشكيل ، إهداء مشروع "ذاكرة الوطن" لهيئة قصور الثقافة ، وعن جانبي المجسم ، صور نادرة للراحل من محطات كثيرة ، في مسيرة حياته ، كما تحوي أشهر مقتنياته ، ومنها بذلته الأثيرة لديه ، وعصاه العاجية السوداء ، وجلبابه ، ونظارته، فيما تضم القاعة الأخرى شرائط الكاسيت التي كان يسجل عليها أشعاره وتبدو في حالة جيدة جدا ، وأوسمته وجوائزه التي فاز بها عن إبداعاته ، فضلًا عن الكتب التي جمع بها السيرة الهلالية على مدار ربع قرن . أما المركز ، فيجاور المتحف ، داخل حرم واحد يلفهما سُوَر أسمنتي ، كتب عليه "متحف ومركز عبد الرحمن الأبنودي " ، ويتكون المركز من طابقين ، الأرضي ، ويتضمن مكتبة إطلاع للأطفال، وقاعة للمحاضرات ، في حين يضم الطابق العلوي مكتبة كمبيوتر ، وقاعة واسعة لاطلاع الشباب وأخرى للهوايات . وتزين جدران المركز لوحات تشكيلية بديعة للفنانين التشكيليين حسن الشرق ، ويجسد فيها أشكالًا جميلة ترمز للسيرة الهلالية ، وعبد الفتاح البدري ، بالألوان المائية ، والجواش ، والأكريلك ، تحاكي مشاهد من الطبيعة الريفية ، وأشهر الألعاب كالتحطيب ، وبين الطابقين تخطف العين ثلاث لوحات طباعة على بنر ، لأشهر شخصيات السيرة ، مثل ابو زيد الهلالي ، وجليلة ، وفي كل قاعة من القاعات تحمل جدرانها ، ابداعات تشكيلية لكبار فنانينا ، كعادل جزارين ، وعصمت داوستاشي . وفي جولة ل"الأهرام" مع القائمين على العمل داخل المتحف/ المركز ، بدأت بأمينة المتحف أحلام حامد ، التي قالت عن المعروضات : " الجهد مشكور من الهيئة العامة لقصور الثقافة التي جهزت المتحف ، بالعديد من صور الراحل النادرة ، ثم توالت تباعًا صور أخرى تبرعت به حرم الراحل ، ومخطوطاته النادرة التي جمع بها السيرة الهلالية . ثم قالت أمينة قاعة اطلاع الأطفال هدى عبد الله : "تفتح المكتبة فترة واحدة من الثامنة والنصف صباحًا وحتى الثالثة عصرًا ، والإقبال عليها كثيف من الأطفال بمختلف أعمارهم ، وخاصة تلاميذ المدارس ، حيث يحاوط المركز مجمع مدارس ، ويتراوح متوسط رواد المكتبة من الأطفال نحو 30 طفلًا يوميًا ، وتتنوع مقتنيات المكتبة ، التي تبلغ 1382 إصدارًا ، مابين الموسوعات المبسطة ، والقصص ، وأغلبها تقدم العظة ، والحكمة ، والسلوكيات ، فضلاً عن الكتب الدينية ، والمعرفة ، وأبرز مايميز المكتبة مجموعة الأبنودي للأطفال ". وأضافت : " كما يحرص المركز على عقد العديد من الورش ، والندوات ، في كل المجالات ، لاكتشاف المواهب ، التي من غزارتها ، لا يقل عددهم عن 4 أو 5 يوميًا ". وقالت عبيدة عباس أمينة قاعة المواهب : " هي أكثر القاعات جذبًا للشباب والأطفال ، من كل الأعمار ، وبينهم نجد مواهب رائعة ، ومن شدة الإقبال قد يصل متوسط المترددين لأكثر من 40 تلميذًا وطالبًا ، من مختلف المراحل الدراسية ، ولأن القاعة لا تستوعب أكثر من 20، اضطر لتقسيم وقت القاعة على المترددين ، بغلق القاعة على المجموعة التي بها وفق السعة المحددة لفترة من الوقت ، ثم تبديلها بأخرى ، وهكذا ، وأكثر المواهب بين الأطفال نجد الرسم بالألوان المائية، والطباعة ، والتشكيل بالصلصال ، وبالنسبة الشباب فغالبيتهم يأتون من المراكز الثقافية المحيطة ، وتجد فيهم مواهب واعدة ، كالشعر ، والنحت ، نساعد على صقلهم بورش ، يحاضر فيها أساتذة متخصصون ، ويقوم المركز بتوفير الخامات التي يطلبها الأستاذ المحاضر". ومن المقرر افتتاح معرض للفن التشكيلي عن الراحل ، بعنوان (من وحي الأبنودي)، ومعرض آخر للكتاب (من إصدارات الوزارة).