دعا الزعيم السوداني المعارض حسن الترابي إلى "تغيير شامل للنظام السياسي" في السودان وذلك بعد ساعات من إفراج السلطات السودانية عنه مساء أمس الأثنين بعد أن قضى أكثر من ثلاثة أشهر في السجن عقب ادلائه بتصريحات متشددة. وكانت قوات الامن ألقت القبض على الترابي و8 آخرين من مسئولي حزبه يوم 18 من يناير بعدما دعا السياسيون إلى "ثورة شعبية" إذا لم تعالج حكومة الخرطوم التضخم. واعتقل الترابي وأفرج عنه مرارا منذ انشقاقه عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير عام 1999-2000. واطلق ارتفاع الاسعار في السودان شرارة احتجاجات طلابية في قلب السودان الزراعي في الشمال وفي الخرطوم. ويلاقي السودان صعوبة في احتواء عجز في ميزان المعاملات الجارية وخفض لقيمة العملة يدفع التضخم للارتفاع. ويقال ان الترابي كان مقربا من اسامة بن لادن حينما عاش زعيم القاعدة في السودان في التسعينات. وعقب الترابي تعقيبا متحفظا على انباء مقتل بن لادن في غارة امريكية في باكستان يوم الاثنين. وقال للصحفيين في منزله الذي اكتظ بانصاره واصدقائه احتفالا بالافراج عنه "كل المسلمين يشعرون بالحزن اليوم. ولا أحب قتل اي إنسان". واضاف قوله "اسامة بن لادن كانت له نوايا طيبة لكن هذا لا يعني اني اقر كل ما فعله." ووصف هجمات 11 من سبتمبر بانها غطلة. وقال الترابي أن السودان لن يقوى على مواجهة ثورة كاملة مثل الثورتين اللتين اطاحتا برئيسي مصر وتونس. واستدرك بقوله ان البلاد ما زالت تحتاج إلى تغيير شامل. وقال "نريد تغييرا شاملا للنظام السياسي، ديمقراطية في السودان. وتغيرا حقيقيا لا مجرد الحوار الذي جربناه من قبل." ويأتي اطلاق سراح الترابي في وقت حساس سياسيا بالنسبة لحكومة البشير مع اقتراب استقلال الجنوب المنتج للنفط. وتخشى الخرطوم منذ فترة طويلة من نفوذ الترابي إذ تعتقد ان كثيرا من مؤيديه لا يزالون في مواقع رئيسية في الجيش واجهزة الامن. وعادة ما يعتقل الترابي في الاوقات التي تعاني فيها الحكومة من صعوبات وكان ابرز مثال على ذلك عندما شن متمردو دارفور هجوما لم يسبق له مثيل على العاصمة عام 2008.