أعلنت السلطات الكولومبية مقتل 61 شخصًا على الأقل وإصابة 37 آخرين بجروح في انزلاق للتربة نتيجة أمطار غزيرة أدت إلى فيضان نهر في سالغار بشمال غرب البلاد الاثنين. وكانت حصيلة سابقة أعلنتها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الطبيعية أشارت إلى سقوط 52 قتيلاً. وتوقفت أعمال البحث عن ناجين مساء الاثنين على أن تستأنف فجر الثلاثاء. وقالت رئيسة بلدية سالغار اولغا أوسوريو لإذاعة "أر سي إن" إن الكارثة وقعت ليل الأحد الاثنين، في منطقة جبلية من البلاد وتفاجأ الضحايا خلال نومهم بتدفق المياه الذي "جرف كل شيء" في طريقه. وأوضحت أوسوريو أن قرية لا مرغريتا الأكثر إصابة "أزيلت من الخارطة" وباتت مطمورة بالحجارة وجذوع الأشجار والوحل. وحدث انزلاق التربة حوالى الساعة الثالثة فجرًا (الثامنة ت ج) وألحق أضرارًا بنحو 30 أسرة و31 منزلاً بحسب السلطات. وكانت الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة أدت إلى فيضان نهر في وادي ليبوريانا الذي يصعب الوصول إليه. وبعد انزلاق التربة انتظر بعض السكان أمام مقبرة سالغار التي نقلت إليها الجثث من أجل التعرف عليها بحسب وكالة فرانس برس. وراح قسم آخر يحاول جرف الوحول على أمل إنقاذ أملاكهم. وروت كونسويلو اريدو (66 عامًا) وهي من سكان سالغار "كنا نائمين عندما شعرنا بقوة الانزلاق إلا أن المياه والأغصان حالت دون أن نتمكن من فتح الباب. وفي النهاية نجح ابني في سحبه وتمكنا من الهرب". وأضافت "لقد نجونا بأعجوبة"، ورغم المأساة كانت ممتنة لنجاتها مع كل أفراد عائلتها. وتفقد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس المنطقة المنكحوبة فحلق فوقها وبحث مع السلطات المحلية عمليات الإنقاذ. وصرح سانتوس "نحن هنا لدعم الأسر. نأسف لسقوط قتلى.. لكننا سنخرج من هذه الكارثة وسنمضي قدمًا بقوة وشجاعة". وأعلن الرئيس دفع تعويضات بقيمة 16 مليون بيزوس (7 آلاف دولار تقريبًا) لكل أسرة منكوبة. وأضاف: "هناك الكثير من الأطفال الذين فقدوا ذويهم. والمعهد الكولومبي للأسرة حضر إلى المكان لمساعدتهم". وتقع سالغار التي تحيط بها عدة أنهر على بعد 100 كلم تقريبًا جنوب غرب ميديين وكانت الاثنين محرومة من مياه الشرب والغاز. وقام مسعفون بالتحليق فوق المنطقة خلال الصباح للتحقق من سبل الوصول إلى بلدية سالغار التي يقارب عدد سكانها 18 ألف نسمة. وأعلنت آنا كارولينا غوتيريس المتحدثة باسم الصليب الأحمر الذي أطلق حملة لجمع أغذية وأغطية في ميديين، لوكالة فرانس برس: إن أكثر من 150 مسعفًا مع كلاب مدربة توجهوا إلى المكان ومعهم مواد غذائية ومياه شرب. كما أعلن الرئيس السابق والسناتور الحالي الفارو أوريبي الذي ولد في ميديين لكنه نشأ في المنطقة على تويتر أنه سيتوجه إلى هناك "لمواكبة الناس" المتضررين من انزلاق التربة. وأضاف اوريبي الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لإذاعة "آر سي إن" "لقد التقيت سيدة مع طفل عمره ثلاثة أيام هو حفيدها.. والداه في عداد المفقودين. ما عايناه مؤلم جدًا". وغالبًا ما تشهد كولومبيا انزلاقات للتربة بسبب موقعها الجغرافي وتضاريسها مما يجعلها معرضة للكوارث الطبيعية. وفي العام 2010-2011 أدت ظاهرة لا نينيا المناخية إلى فيضانات وانزلاقات للتربة في عدة مناطق من البلاد مما أوقع 1374 قتيلاً و2,4 ملايين منكوب بالإضافة إلى تدمير أكثر من 100 ألف منزل، بحسب الحصيلة الرسمية.