اعترف التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له عن شعور الكثير من المسئولين، سواء في الحكومة أو خارجها، بالقلق الشديد عقب استطلاع للرأي أجرته أحد مراكز الأبحاث الأمريكية ونشرت نتائجة صباح اليوم الثلاثاء. أوضح الاستطلاع أن 54% من المصريين لا يرغبون في مواصلة الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل وبقاء السفارة الإسرائيلية بالقاهرة. وكشف عن إصابة المسئولين الإسرائيليين بالصدمة، خاصة أن القائمين على هذا الاستطلاع بذلوا مجهودات كبيرة من أجل استطلاع رأي أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب المصري. وهو ما جعل أحد المسئولين، ممن لم يذكر التقرير أسمه، يصف نتيجة هذا الاستطلاع بالكارثة على إسرائيل. أشار التقرير إلى أن الكثير من المصرييين يرون أن العلاقات مع إسرائيل كانت أحد أهم مساويء عهد الرئيس مبارك، لاسيما أنه منح تل أبيب الكثير من المميزات، سواء الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية. بدورها قالت صحيفة هاآرتس في تقرير لها أن خطورة هذا الاستطلاع تنبع من تأكيد المصريين أنهم لا يثقون في إسرائيل. ومن ثم لا توجد أي فائدة من تعميق التعاون معها على مختلف المستويات ، خاصة وأن ميراث العداء بين المصريين والإسرائيليين هو ميراث من الدماء ولا يجوز على الاطلاق نسيانه أو تجاهله. المثير للانتباه في التقرير أن المصريين المشاركين فيه اعترفوا أن السلام مع إسرائيل كان هدفا بادر إليه الرئيس الراحل محمد أنور السادات وحافظ عليه من بعده الرئيس مبارك لتحقيق مكاسب إقليمية أو دولية فقط، معتبرين أن المصلحة فقط كانت وراء هذا السلام والحفاظ عليه وليس أي شيء آخر. علقت صحيفة يديعوت أحرونوت على الاستطلاع بالحذر منه، مشيرة إلى أنه يعتبر "صفعة" يجب على الجميع في إسرائيل الالتفات إليها والإيمان بأن العلاقات القوية مع مصر لن تعود مرة أخرى . وطالبت الصحيفة أعضاء الحكومة الإسرائيلية بالاستعداد لما وصفته بالمستقبل السيء لمسيرة التسوية. وهو المستقبل الذي بات مظلما بشدة بالنسبة للعلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد الثورة المصرية.