بثت وكالة الأنباء الفرنسية، تقريرًا، عقب السيطرة على قصر الرئاسة في عدن، واصفة إياه بأنه "آخر رموز الدولة اليمنية". وقالت الوكالة، إن المجمع الرئاسي يقع على تلة بركانية مرتفعة قرب شاطئ البحر، ولا يمكن الوصول إليه سوى عبر طريق كثيرة التعرجات. ونقلت عن مسئول رفيع في وزارة الدفاع اليمنية، إن سقوط القصر الرئاسي كان على أيدي "قوات تابعة للوحدات الخاصة في الحرس الجمهوري الموالي لعلي عبد لله صالح". ويأتي هذا التطور المهم في اليوم الثامن من الحملة الجوية التي يشنها تحالف عربي، بقيادة السعودية، والتي أعلنت رغبتها في إلحاق الهزيمة بالحوثيين. وقد سيطر المتمردون على القصر الواقع في حي كريتر، بعد معارك عنيفة. وقالت مصادر عسكرية وطبية، إن ما لا يقل عن 44 شخصا، بينهم 18 مدنيا، قتلوا في عدن، خلال مواجهات دامية بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، وأنصار هادي من جهة أخرى. وقال مصدر: إن "عشرين متمردا حوثيا قتلوا في المعارك"، في حين أكد مصدر طبي "مقتل 18 مدنيا و6 من عناصر اللجان الشعبية" الرديفة للجيش الموالي للرئيس هادي. يذكر أن المجمع الرئاسي في عدن تعرض لغارتين شنهما المتمردون، الشهر الماضي، بينما كان هادي لا يزال يسكنه، قبل أن يلجأ إلى السعودية، في 26 منه. ورغم إعلان التحالف العربي اكتمال الحصار البحري على اليمن، استطاعت القوات الموالية لصالح إنزال قوة خاصة صغيرة العدد في مرفأ عدن، الواقع في حي كريتر، اليوم الخميس. وقال مستشار سعودي، رافضا ذكر اسمه: "استطيع القول بأن القوات التي نزلت المرفأ ليست من القوات الخاصة السعودية"، وأضاف: "أنها قوات خاصة يمنية موالية لصالح المتحالف مع الحوثيين، الذين تدعمهم إيران". وتابع المستشار: أن "القوة وصلت على متن قارب صغير إلى المرفأ في حي كريتر"، للسيطرة عليه، مشيرا إلى أن عددها ليس كبيرا. ومنذ صباح اليوم الخميس، حقق المتمردون اختراقا في عدن، بعدما قتل عشرات الأشخاص منذ بدء عملية "عاصفة الحزم"، في 26 الشهر الماضي، بقيادة الرياض، الراغبة في منع امتداد "النفوذ" الإيراني إلى اليمن. وأكد المسئول، الذي شاهد وصول المتمردين إلى القصر، أن "عشرات من عناصر ميليشيا الحوثيين وصلوا على متن مصفحات وناقلات جند إلى قصر المعاشيق". وواجه المتمردون مقاومة شديدة من "اللجان الشعبية"، التي حاولت، في وقت لاحق، طردهم من المجمع الرئاسي. وهذه اللجان موالية للرئيس هادي، وقال أحد عناصرها، إن "المقاتلين يستخدمون مدافع الدبابات" داخل المكان.