وصفت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة السورية ما تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول إجراء مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الاسد ب "الخبيثة". وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الاثنين: إنه "في الذكرى الرابعة لخراب سوريا والحرب عليها، أطل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليقول علنا ما كان يقوله سراً خلال الأشهر الأخيرة عبر مبعوثين أو أطراف ثالثة بأنه في نهاية المطاف لا بد من التفاوض مع الرئيس الأسد". وكان كيري قال أمس الأحد: إن الولاياتالمتحدة ستضطر للتفاوض مع الأسد في النهاية بشأن انتقال سياسي في سوريا، مشيرًا إلى أن واشنطن تبحث سبل الضغط على الأسد لقبول المحادثات. ولفتت الصحيفة إلى أن "موقف كيري جاء ليس فقط ليصدم حلفاءه، ممن صبوا جم إرهابهم على سورية، بل ليمهد لمرحلة جديدة من التفاوض السياسي قد تأتي بمبعوث أمريكي إلى موسكو في 6 إبريل المقبل للمشاركة في الجهود الروسية لحل الأزمة السورية". واعتبرت الصحيفة أن "موقف كيري في الأمس هو اعتراف جديد، فالأول كان في عقد جنيف2، بشرعية الرئيس الأسد ودوره المحوري وجمهوره وصموده وشعبيته وبالتالي ضرورة التفاوض معه لإنهاء الأزمة، وهو كلام يختلف عن تصريحات واشنطن الدائمة بفقدان شرعية الرئيس وضرورة رحيله". إلا أن الصحيفة أوضحت أنه "بكل تأكيد لا يمكن لأحد أن يثق في كلام كيري أو أي مسؤول أمريكي، فالمعروف أن لدى الولاياتالمتحدة مشروعاً يقوم على تفتيت المنطقة وإقامة شرق أوسط جديد تعمل على تنفيذه وماضية فيه ولا شك أن صمود سورية والسوريين قد عرقل تنفيذه، لكن يبقى المشروع قائماً ولم تستسلم بعد واشنطن لرغبة شعوب المنطقة وتمسكهم في تقرير مصيرهم". وأردفت الصحيفة أن "كيري يريد التفاوض.. لكن على ماذا؟ هذا هو السؤال الأهم في كلام وزير الخارجية الأمريكي المختلف لكن الخبيث، فإنهاء الأزمة في سوريا يتطلب من واشنطن أولاً وقف تدفق الإرهابيين ووقف تمويلهم، والكف عن التدخل في شؤون السوريين، ومن ثم فتح المجال أمام الشعب السوري ليقرر مصيره، فهل هذا ما سيتفاوض عليه كيري؟ نشك في ذلك!".