وصل وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي ليلة السبت الأحد إلى عدن بعدما نجح في الفرار من صنعاء على إثر انشقاقه عن الحوثيين الذين عينوه رئيسا للجنة العليا للأمن بعد انقلاب مطلع فبراير، بحسب ما أعلن مقربون منه. وقال مصدر مقرب من وزير الدفاع لوكالة فرانس برس إن "اللواء الركن محمود الصبيحي نجح السبت في الفرار من صنعاء وتوجه إلى عدن" كبرى مدن جنوب اليمن حيث وصل قبيل فجر الأحد. لكن مجموعة من مرافقيه الذين غادروا صنعاء بعد رحيله تعرضوا لكمين نصبه المقاتلون الحوثيون بالقرب من تعز وسط البلاد. وقال مصدر عسكري أن أحد المرافقين قتل في تبادل إطلاق النار وخطف خمسة آخرون قبل أن يفرج عنهم الحوثيون. وذكرت مصادر أنه تم الإفراج عن هؤلاء الخمسة تحت ضغط أبناء المنطقة من القبائل. إلا أن مصادر قبلية أعلنت أن ستة قتلى سقطوا في هذا الاشتباك. وبعد وصوله إلى عدن توجه الصبيحي إلى مسقط رأسه الهويرب في منطقة المضاربة التي تقع على بعد 20 كلم شمال غرب عدن وتتبع لمحافظة لحج. وقال مدير عام البلدة عبد ربه المحولي لفرانس برس أن "مئات من أبناء المنطقة احتفلوا بوصول اللواء الصبيحي وهو الآن في وسطنا". ونقل تليفزيون عدن مشاهد يظهر فيها الصبيحي في بلدته محاطا بأنصاره. وقال مصدر آخر من المقربين من الصبيحي "بعد التأكد من اختفائه من صنعاء، دخل الحوثيون إلى منزله وفتشوه" مؤكدا فراره من العاصمة. وكان الصبيحي عضوا في حكومة خالد البحاح التي استقالت في 22 يناير مع الرئيس هادي تحت ضغط الحوثيين الذين استولوا بالقوة على صنعاء في 6 فبراير وحلوا البرلمان وأقاموا هيئات قيادية جديدة. ومنذ ذلك الوقت، يخضع البحاح ومعظم وزرائه للإقامة الجبرية في صنعاء. وكان الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور نفسه فر من صنعاء إلى عدن في 21 فبراير بعد أن وضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية. وقد أعلن هادي السبت مدينة عدن عاصمة لليمن في قرار رمزي إذ أن تغيير العاصمة يتطلب تعديل الدستور الذي ما زال ينص على أن صنعاء هي العاصمة. وقال هادي خلال لقائه قادة المكتب التنفيذي لمحافظات "أقليم حضرموت" في القصر الرئاسي "لدينا خمسة أقاليم مع مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الجديد باستثناء ازال"، أي الإقليم الذي يجمع محافظاتصنعاء وعمران وصعدة الخاضع للحوثيين. وأضاف "سنتحاور معهم وقلنا لهم ان عدن هي العاصمة لليمن، لأن صنعاء محتلة من قبل الحوثيين". وتنص مسودة الدستور التي يرفضها الحوثيون على دولة اتحادية من ستة أقاليم، أربعة في الجنوب واثنان في الشمال. وقال مصدر رئاسي يمني الأحد أن هادي أكد لسفير روسيا فرديمير ديدوشكين الذي دعاه خلال لقاء إلى العودة لصنعاء وممارسة مهامه الرئاسية هناك، ان "مدينة عدن تعتبر عاصمة إلى حين حل الأزمة اليمنية". وقال السفير الروسي بعد اللقاء "ليس لدينا شكوك في شرعية الرئيس هادي وهذا ما أكدناه في مجلس الأمن وما خرج به من قرارات تضمنت التأكيد على شرعيته"، مشددا على أن "حل الأزمة اليمنية لن يكون إلا عبر الحوار". وفي الأيام التي تلت وصول هادي إلى عدن، انتقلت معظم سفارات دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدنالمدينة التي كانت عاصمة لدولة اليمن الجنوبي السابقة وأغلقت معظم الدول الغربية سفاراتها في صنعاء وأجلت دبلوماسييها.